الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الخميس 13 شباط/فبراير 2014

الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الخميس 13 شباط/فبراير 2014

الخميس الخامس من زمن السنة

أنظر إلى التعليق في الأسفل

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم : "نَعَم، يا ربّ، ولكِنَّ صِغارَ الكِلابِ تَأَكُلُ تَحتَ المائِدة من فُتاتِ الأَطفال"

سفر الملوك الأوّل .13-4:11
كان في زَمَنِ شَيخوخَةِ سُلَيمان، أن أَزواجَه ملنَ بقَلبَه، إلى ٱتّباعِ آِلهَةٍ غريبة، فلَم يَكُنْ قَلبُه مُخلِصًا لِلرَّبِّ إِلهِه، كما كان قَلبُ داوُدَ أبيه.
وتَبعَ سُلَيمان عَشْتاروت، إِلاهَةَ الصَّيدويِّين، ومِلْكوم رجس بَني عَمُّون.
وصَنعَ سُلَيمان الشَرّ فَي عَينَيِ الرَّبّ، ولم يتم اقتفاءه للرَّبَّ، مِثلَ داُودَ أبيه.
حينَئِذٍ بَنى سُلَيمان مَشرَفًا لِكاموش، رجس موَآب، في الجَبَلِ الَّذي تجاه أُورَشَليم، ولمولَك، رجس بَني عَمُّون.
وكذلك صَنعَ لِجَميعِ نِسائه الغَريباتِ، اللَّواتي كُنَّ يُقترنَ ويَذبَحنَ لآلِهَتِهنَّ.
فغَضِبَ الرَّبُّ على سُلَيمان، حيث مالَ قَلبَه عنِ الرَّبِّ، إِلهِ إسْرائيل، الَّذي تجلى لَه مَرَّتَين.
وأمره في ذلك أَن لا يَتْبعَ آِلهَةً أُخرْى، فلَم يَحفَظْ ما أمره الرَّبّ به.
فقالَ الرَّبّ لِسُلَيمان: «بما أَنَّ عندك هذا، وأنت لمِ تَحفَظْ عَهْدي ورسومي، الَّتي أمرتُكَ بِها، فسأشقُ المُلكَ عنكَ، وأُدفعُه إلى عَبدِكَ.
إِلاَّ أَنَّي لا أَفعَلُ ذلك في إيامِكَ، من أجل داوُدَ أبيكَ، بل مِن يَدِ ٱبنِكَ أشقه.
ولا أشق المُلكَ كلَه، ولكِن أُعْطي لابنَكَ سِبطًا واحِدًا، من أجل داوُدَ عَبْدي، ومن أجل أُورَشَليم الَّتي أُختَرتُها».

سفر المزامير .40.37.36-35.4-3:(105)106
طوبى لِمَن كانَ لِلحَقِّ مُلازِما
وَلِمَن قامَ بِأَعمالِ ٱلبِرِّ دائِما
أُذكُرنا، يا رَبُّ، عِندَ رِضاكَ عَن شَعبِكَ
وَٱجعَل لَنا نَصيبًا مَحسوبًا في خَلاصِكَ

خالَطوا ٱلأُمَم
وَتَعَلَّموا أَعمالَهُم
عَبَدوا أَصنامَهُم
فَكانَت فَخًّا لَهُم

جَعَلوا أَبنائَهُم قَرابين
وَقَدَّموا بَناتَهُم لِلشَّياطين
فَأَضحى ٱلرَّبُّ عَلى شَعبِهِ غاضِبا
وَأَمسى عَلى ميراثِهِ ساخِطا

إنجيل القدّيس مرقس .30-24:7
في ذلك الزَّمان: مضى يسوعُ مِن هُناكَ، وذَهبَ إِلى نواحي صور، فدَخَلَ بَيتا، وكانَ لا يُريدُ أَن يَعلَمَ بِه أَحَد، فلَم يَستَطِعْ أَن يُخفِيَ أَمرَه.
فقد سَمِعَت به وَقتَئِذٍ امرَأَةٌ لَها ابنَةٌ صَغيرَةٌ فيها روحٌ نَجِس، فجاءَت وارتَمَت على قَدَمَيْه.
وكانتِ المَرْأَةُ وَثَنِيَّةً مِن أَصْلٍ سوريٍّ فينيقيّ. فسَأَلَته أَن يَطرُدَ الشَّيطانَ عنِ ابنَتِها.
فقالَ لَها: «دَعي البَنينَ أَوَّلاً يَشبَعون، فلا يَحْسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنين، فيُلقى إِلى صِغارِ الكِلاب».
فأَجابَت: «نَعَم، يا ربّ، ولكِنَّ صِغارَ الكِلابِ تَأَكُلُ تَحتَ المائِدة من فُتاتِ الأَطفال».
فقالَ لَها: «مِن أَجْلِ قولِكِ هذا، اذْهَبي، فقَد خَرَجَ الشَّيطانُ مِنِ ابنَتِكِ».
فرجَعَت إِلى بَيتِها، فوَجدتِ ابنتَها مُلقاةً على السَّرير وقَد خَرَجَ مِنها الشَّيطان.

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) © وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل القديس متّى، العظة 52
"نَعَم، يا ربّ، ولكِنَّ صِغارَ الكِلابِ تَأَكُلُ تَحتَ المائِدة من فُتاتِ الأَطفال"

عندما اقتربت المرأة الكنعانيّة من الرّب يسوع، لم تقل سوى هذه الكلمات: "رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود" (مت15: 22)، وجذبت صرخاتها المضاعفة انتباه عدد كبير من الناس. كان مشهدًا مؤثّرًا رؤية امرأة تبكي بهذا القدر من المشاعر، أمّ تتوسّل من أجل ابنتها، طفلة في حالة جسديّة يُرثى لها... هي لم تقل "ارحم ابنتي"، ولكنّها قالت: "ارحمني"، "ابنتي لا تعي مرضها ولكن أنا أتألّم ألف مرّة، وأشعر بالعياء لرؤيتها في هذه الحالة وحالتي تقارب الجنون لرؤيتها على ما هي عليه"...

أجابها الرّب يسوع: "لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن بَيتِ إِسرائيل" (متى15: 24). ما الذي يمكن أن تقوم به الكنعانيّة بعد سماعها هذه الكلمات؟ هل تصمت وترحل؟ هل تفقد من عزيمتها؟ لا، أبدًا! لأنّها أصرّت أكثر. وهذا ما لا نقوم به؛ عندما لا تتمّ تلبية طلباتنا، ننصرف محبطين في حين أنّه علينا أن نصرّ بزخم أكبر. وللحقّ نقول مَن يمكنه ألاّ يُحبَط بفعل جواب الرّب يسوع؟ فصمته وحده كان يمكن أن يكون كافيًا لإطفاء بصيص الأمل... لكنّ هذه المرأة لم تفقد من عزيمتها، بل على العكس اقتربت أكثر "وجاءَت فسَجدَت لَه وقالت: أَغِثْني يا رَبّ!" (مت 15: 25)... إن كنت كلبًا صغيرًا في هذا المنزل، فأنا لست بغريبة بعد الآن. وأنا أعرف جيّدًا أنّ الطعام ضروري للبنين، لكن يجب ألاّ تمنع عنّي الفتات... يجب ألاّ ترفض إعطائي الفتات، فإنّي أنا الكلب الصغير الذي لا يمكن إزاحته".
تأخّر الرّب يسوع المسيح في تلبية صلاة المرأة لأنّه عرف جوابها مسبقًا... لم يقصد بأجوبته إلحاق الأذى بها، إنّما كشف الكنز الكامن بداخلها.