العليم السعدي الشيخ الوقور والتقي والنقي في منزلة الشهداء والصديقين
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61346مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: العليم السعدي الشيخ الوقور والتقي والنقي في منزلة الشهداء والصديقين السبت 3 يوليو 2010 - 21:42
العليم السعدي الشيخ الوقور والتقي والنقي في منزلة الشهداء والصديقين
د. عمر الكبيسي
بالأمس أغتيل بأيدٍ آثمة شيخاً وعالماً صفياً نقياً ورعاً كبير المنزلة في نفوس من يعرف تقاه وملتقاه وعلمه وحكمته وهو ابن التقى وسليل العائلة السعدية السامرائية الهيتية التي أنجبت العلماء وحملة الدين القويم في الأنبار والعراق ومازال إشعاع علمائها يغني العالم بمن أنجبت من غر ميامين بالعلم لا تلومهم في الحق لومة لائم ؛ غَرَفَ الناس وطلبة العلم من علمهم الكثير وبلَّغوا ما أنعم الله عليهم من معرفة وفقه وشرع ما وضعهم في منزلة العلماء الصادقين العاملين فلا غرابة أن يحظى منهم من يحظى بمنزلة الشهداء والصديقين في زمن نحن بأشد الحاجة فيه إلى الرجال، الرجال من العلماء الأتقياء الأفذاذ . مكانة الشيخ الدكتور عبد العليم السعدي -الذي أصر على البقاء في الأنبار بالرغم من كل الظروف الصعبة والتيه المطبق فيها أمنياً وسياسيا واجتماعيا ليكون عاملا فاعلا مرشدا ومفتيا وداعيا ومعلما- ؛ لا تعوَّض والأيدي الأثيمة التي امتدت إليه تدرك عن يقين من الذي اغتالت ومكانته في قلوب الناس في المحافظة . الأيدي التي اغتالت عبد العليم السعدي مهما كانت هويتها وجنسيتها وكنيتها يد أثيمة كريهة حاقدة تثير في فعلها هذا الفتنة وإشاعة البغضاء بين أبناء المحافظة التي كان فيها للشيخ مكانته وثقله في زمن نبض فيه الحكماء وهاجرت فيه عنوانا المعرفة والنقاء، المحافظة بشكل خاص والعراق بشكل عام. تهتم هذه الأيدي الآثمة قابضة الثمن ومن يدفعها ويحرضها على إفراغ المحافظة من العقل والفكر والحكمة والوطنية ليضل حالها مأسورا ومستقبلها مخطورا فلتسمع كلامي هذا من تسمي نفسها في المحافظة قوى أمنية ومجالس خدمية وعشائر وطنية وقوى سياسية وحزبية ولتنتبه لواجبها ولأهلها بالنخوة والوحدة والوعي لأبعاد ما يحدث في هذه المحافظة من كيد شرير وحقد دفين ولتشخص بحكمة ودهاء أهداف ما يجري ويحدث لتكتشف الجناة وتقتص من الفاعلين والشريرين مهما كانت مكانتهم ومسؤولياتهم وعنوانيهم إن كانت لهذه التسميات شجاعة وشهامة ورجولة ووطنية . عرفت هذا الشيخ الجليل وأنا يافع وهو شاب وتتلمذت على يديه عامي 1965و1966 حينما كان إماماً لجامع كبيسة الشرقي وأخذت منه علم العقائد وشرح النووي لعطلتين صيفيتين متتالية كنت حينها طالبا في الكلية الطبية ومنذ ذلك الزمان ازدادت صلتي به ومتابعتي لعلميته وسيرته وظلت حلقات الذكر بصوته الرخيم أجمل ما أنصت إليه وترتيلاته لآيات الذكر الحكيم في صلاة العشاء أخشع ما سمعته وعندما هاجرت إلى عمان ظل الشيخ يواصل زياراته لي يداويني وأداويه كان آخرها قبل شهرين عندما فاتحته بان هاجسا في داخلي يقول لي من الحكمة أن تبقى هنا برفقة أخيك الشيخ عبد الملك وبين روادك ومحبيك فكان له رد فعل سريع أنه سيعود ويستمر بخدمته للناس الذين هم بأمس الحاجة إليه وليكن ما يشاء الله ويقدر وفعلا كأنه أختير وهو في قمة العطاء والتذكير لينال الشهادة ويحظى بمنزلة الشهداء الصديقين . لعائلة السعدي وعلى رأسها شيخنا الجليل أ.د. عبد الملك السعدي و إخوته وأبنائهم هامات علم ستبقى وقَّادة وفاعلة ولأبناء الدكتور عبد العليم خير خلف واستخلاف لمهمة التدريس الديني والسيرة الحسنة على خلفية أبيهم على أن عزاءنا وعزاء الأنبار والعراق فيه كبير وهو العالم والمعلم الهادئ والتقي والنقي المملوء بالحكمة والوطنية التي يندر أن تتجمع وتتلخص كما توطنت في الفقيد والشمعة المضيئة في الليلة الظلماء . عمان في 3 تموز 2010 . ******************************************************************************
العليم السعدي الشيخ الوقور والتقي والنقي في منزلة الشهداء والصديقين