الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61353مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: أبو ظبي تواصل جهودها لحفظ تراثها الثقافي وحمايته الأحد 4 يوليو 2010 - 10:50
من السهل جداً أن تضيع ثقافة ما إذا لم يتم الاعتناء بها
أبوظبي تواصل جهودها لحفظ تراثها الثقافي وحمايته
المزروعي: هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تُكرّس جانباً مُهماً من جهودها لإعادة تأهيل وإحياء المواقع التاريخية. ميدل ايست اونلاين
أبوظبي ـ تواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تكثيف جهودها في حفظ وحماية التراث الثقافي المادي في إمارة أبوظبي وإدارته وتطويره بما في ذلك المواقع الأثرية والثقافية والمباني التاريخية والمقتنيات الأثرية والمخطوطات، فضلا عن حفظ التراث المعنوي لإمارة أبوظبي وتطويره من خلال دمجه في الحياة اليومية للمجتمع، وتشجيع إحياء العادات والتقاليد وممارستها، ودعم الأبحاث والتعاون المؤسساتي بهدف التشجيع على فهم أفضل لثقافة وتراث أبوظبي والإمارات والعالم العربي.
وأكد محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة تُكرّس جانباً مُهماً من جهودها لإعادة تأهيل وإحياء المواقع التاريخية في إمارة أبوظبي تنفيذاً لخطتها الاستراتيجية الخمسية التي تهدف إلى جعل أبوظبي المركز الثقافي في المنطقة وعلى مستوى العالم، وفي نفس الوقت تعمل على الترويج للثقافة والهوية الوطنية كمصدر فخر وإلهام للجميع.
وقد أبرزت الهيئة في مطبوعاتها الرسمسة ومشاركاتها الخارجية في المحافل الثقافية الدولية، أهم معالم التراث المادي في دولة الإمارات، ومنها ما يزيد عن 1200 موقع أثري تمتد من عام 3000 قبل الميلاد إلى فترة الجاهلية المتأخرة قبل ظهور الإسلام، إضافة لما يزيد عن 100 مبنى تاريخي يرجع تاريخ بعضها لـ300 عام خلت، فضلا عن ثروة حقيقية من المعلومات والصور عن المناطق الثقافية المهمة.
كما تولي الهيئة اهتماماً كبيراً بترميم المباني القديمة ذات العمارة الطينية، حيث من المعروف أن مدينة العين تضم عددا كبيرا من المباني المنشأة بالطوب الّلبن، وحصون وقلاع وقصور تعود لقرون ماضية.
وتضم العين أيضا عددا كبيرا من أقدم المباني في إمارة أبوظبي، لعلّ أهمها قلعة الجاهلي التي بنيت في أواخر القرن التاسع عشر، والتي شهدت عملية ترميم ضخمة جعلت منها منارة ثقافية لمدينة العين والمنطقة عموما، حيث تستضيف على مدار العام العديد من الفعاليات الموسيقية والفنية والثقافية.
وتم ترميم القلعة حسب المعايير الدولية التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وتحويلها إلى مركز ثقافي نشط ومقصد رئيسي للزوار والسياح. وتضم مركزا لمعلومات الزوار وصالة عرض مؤقتة، وصالة عرض دائمة عن الرحالة والكاتب والمصور مبارك بن لندن (ويلفريد ثيسجر) الذي عبر صحراء الربع الخالي مرتين في أربعينيات القرن العشرين، إضافة إلى ركن لبيع الكتب في القلعة.
كما ويعتبر متحف العين الذي أنشأه الراحل الشيخ زايد، أقدم متحف في الإمارات، وزائر المتحف يستطيع أن يرى بوضوح ملامح الحياة الإماراتية القديمة قبل النفط، وأبرز الاكتشافات الأثرية المهمة في المنطقة، والتي يصل أكثرها قدما إلى العصر الحجري.
وتواصل الهيئة حالياً عملها في عدد من المبادرات المماثلة التي تركز على إعادة تأهيل المتاحف القائمة مثل متحف قصر الشيخ زايد، إلى جانب تطوير المتاحف في المواقع التاريخية مثل متحف قصر المويجعي.
كما يعود ثراء العين لمعالمها التاريخية التي تعود للعصر الحجري والعصر البرونزي والعصر الحديدي والعصر الهيليني، وعصر الجاهلية، وما بعد ظهور الإسلام.
وترجع الاكتشافات الأثرية في أبوظبي إلى الفترة ما بين 2000 إلى 2500 قبل الميلاد ، وهي تمثل أجزاء مترابطة من حضارة عريقة تعرف عالميا باسم "حضارة أم النار". فقد أسهمت التنقيبات عن النفط في اكتشاف مقابر حجرية قديمة، وتم العثور على دلائل وعلامات على وجود مستوطنات ومقابر ومعالم حضارة لسكان كانوا يتمتعون بالمهارة في تذويب النحاس، وكان لهم اتصالات تجارية قوية مع مختلف مناطق آسيا.
وفي جزيرة مرواح تمّ الكشف عن هياكل عظمية أثبتت الأبحاث والاختبارات أنها تعود لأفراد ينتمون لشعب استوطن أبوظبي منذ ما يزيد عن 7500 سنة.
كل هذه الأعمال والإنجازات والاكتشافات وغيرها الكثير، تقع في إطار مسؤولية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، حسبما أوضح د. سامي المصري نائب المدير العام للفنون والثقافة والتراث، حيث أعطيت الهيئة تفويضا واسع النطاق لصون التراث والتعبير المعاصر عن ثقافة أبوظبي ودولة الإمارات، وضمان أنّ التراث الثقافي الغني للمنطقة سوف يظل حيا متواصلا في المستقبل ولن يتعرض للطمس أو النسيان.
وأكد أن الإيقاع السريع للنمو في أبوظبي والإمارات، جعل من الضروري وجود مؤسسات مختصة قادرة على المحافظة على تراثنا العريق دون اجتياحه بفعل رياح التغيير السريع: "من السهل جداً أن تضيع ثقافة ما إذا لم يتم الاعتناء بها، وإذا لم تكن واعيا بقيمتها، وإذا لم تتأكد من أنّ لها ارتباطا وعلاقة بالعصر، وأنها تمثل جانبا مهما من جوانب الحياة اليومية ومن عملية اتخاذ القرار".
وأكد د. سامي المصري أنه مع الانتهاء من مشاريع إعادة تأهيل المتاحف وتطويرها إلى جانب مشاريع إعادة إحياء المواقع التاريخية، فإن ذلك سيسهم في دعم القطاع السياحي بشكل ملفت، وقال "جزء من أهدافنا هو التنوّع في تقديم النشاطات والتجارب الثقافية وتسليط الضوء على المواقع الثقافية الكثيرة الموجودة أصلاً في أبوظبي. ولا يشمل ذلك مجرد زيارة المواقع التراثية فحسب، بل يتعداه أيضاً إلى تجربة مُفعمة بالحيوية ستشجع السائح على البقاء مدة أطول في الإمارة".