أَيُّها ٱلقَومُ إِتَّكِلوا عَلَيهِ في كُلِّ حين وَٱفتَحوا بَينَ يَدَيهِ قُلوبَكُم لِأَنَّ ٱللهَ مُعتَصَمُنا
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس .5-1:4 أيها الأخوة: فلْيَعُدَّنا النَّاسُ خَدَمًا لِلمسيح، ووُكَلاءَ أَسرارِ الله، وجُل ما يُطلَبُ مِنَ الوُكَلاءِ، أَن يَكونَ كُلٌّ مِنهُم أَمينًا. أَمَّا أَنا، فلا بهمني كثيرا أَن تَدينوني، أَو تَدينَني مَحكَمةٌ بَشَريَّة، بل لا أَدينُ نَفْسي، فضَميري لا يُؤَنِّبُني بِشَيء، ولكن َليس هذا ما يجعلني بارًا، فدَيَّانِي هوَ الرَّبّ. فلا تَدينوا أَحَدًا قَبْلَ الأَوان، بل انتظروا مجيء الرَّبّ، فهو يُنيرُ خَفايا الظُّلُمات، ويظهِرُ سرائر القُلوب، وعِندَئِذٍ يَنالُ كُلُّ واحِدٍ مِنَ اللهِ ما يَعودُ علَيه مِنَ الثَّناء.
إنجيل القدّيس متّى .34-24:6 في ذلكَ الزّمان، قالَ يسوعُ لتلاميذِهِ: «ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال. لِذلكَ أَقولُ لكُم: لا يُهِمَّكُم لِلْعَيشِ ما تَأكُلون و لا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون. أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس؟ أُنظُرُوا إِلى طُيورِ السَّماءِ كَيفَ لا تَزرَعُ و لا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كثيرًا؟ ومَنْ مِنكُم، إِذا اهْتَمَّ، يَستَطيعُ أَن يُضيفَ إِلى حَياتِه مِقدارَ ذِراعٍ واحِدة؟ ولماذا يُهمُّكُمُ اللِّباس؟ إِعتَبِروا بِزَنابقِ الَحقْلِ كيفَ تَنمو، فلا تَجهَدُ ولا تَغزِل. أَقولُ لكُم إنَّ سُلَيمانَ نَفسَه في أبهى مَجدِه لم يَلبَسْ مِثلَ واحدةٍ مِنها. فإِذا كانَ عُشبُ الحَقْل، وهُوَ يُوجَدُ اليومَ ويُطرَحُ غدًا في التَّنُّور، يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحراهُ بِأَن يُلبِسَكم، يا قَليلي الإيمان؟ فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أوماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هذا كُلِّه. فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه. لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه.
باسم الله القدّوس، أحمل اليوم الريشة لكي تكون كلماتي التي تتلاشى على الورقة البيضاء كلماتُ تمجيدٍ دائمٍ لله المُبارَك، خالق حياتي ونفسي وقلبي. أريد أن يكون الكون بكامله مع الكواكب وجميع النجوم وأنظمتها التي لا تُحصى، مساحةً شاسعة صافية وبرّاقة حيث يمكنني أن أكتبَ اسم الله. أودّ أن يكون صوتي أعلى من دويّ آلاف الرعود وأقوى من تكسّر الموج وأكثر رهبةً من هدير البراكين لأقول فقط: يا الله! أودّ أن يكون قلبي فسيحًا وسع السماء وصافيًا صفاء قلوب الملائكة ووديعًا كالحمام (مت10: 16)، لأضع فيه الله! لكن، نظرًا إلى أنّ كلّ هذه العظمة التي تحلم بها لا يمكن أن تصبح حقيقة، عليك أن ترضى بالقليل وبنفسك بصفتكَ لا شيء، أيّها الأخ رافاييل، لأنّه عليك أن تكتفي حتّى باللاشيء...
لِمَ السكوت؟ ولمَ إخفاء ذلك؟ ولماذا لا نصرخ للعالم كلّه ونجاهر بعجائب الله في الأقطاب الأربعة؟ ولماذا لا نعلن للنّاس ولكلّ من يريد أن يسمع: هل ترون ما أنا عليه؟ هل ترون ما كنتُ سابقًا؟ هل ترون بؤسي ملطّخًا بالوحل؟ إنّ ذلك لا يهمّ: ابتهجوا؛ فبالرّغم من كلّ هذا، إنّ الله معي. الله صديقي! الله يحبّني أنا حبًّا لو أدركه العالم بأسره، لأُصيبت المخلوقات بالجنون وصاحت ذهولاً. إنّ هذا قليل أيضًا. فالله يحبّني كثيرًا إلى حدّ لا تدركه حتّى الملائكة! إنّ رحمة الله عظيمة! أن يحبَّني أنا، وأن يكون صديقي وأخي وأبي وسيّدي. أن يكون هو الله، وأنا، أن أكون ما أنا عليه!
آه ربّي، أنا لا أحمل ورقةً ولا ريشة. فماذا يمكنني أن أقول! وكيف لا أفقد صوابي؟
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الأحد 02 آذار/مارس 2014