الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/الخميس بعد أربعاء الرماد/الخميس 06 آذار/مارس 2014

الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الخميس 06 آذار/مارس 2014

الخميس بعد أربعاء الرماد

أنظر إلى التعليق في الأسفل

بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 حتى 2013: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني"

سفر تثنية الاشتراع .20-15:30
كَلَّمَ موسى الشَّعب بهذا الكلام: «انظُرْ. إِنِّي قد جَعَلتُ اليَومَ بينَ يَدَيك الحَياةَ والخَير، والمَوتَ والشَّرّ.
إِذا سَمِعتَ إِلى وَصايا الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتي أَنا آمُرُكَ بِها اليَوم، مُحِبًّا الرَّبَّ إِلهَكَ وسائِرًا في سُبُلِه وحافِظًا وَصاياه وفَرائِضه وأَحْكامَه، تَحْيا وتَكثُرُ ويُبارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ في الأَرضِ الَّتي أَنتَ داخِلٌ إِلَيها لِتَرِثَها.
وإِنْ زاعَ قَلبُكَ ولم تَسمَعْ، وَمِلتَ وسَجَدتَ لآلِهَةٍ أُخْرى وعَبَدتَها،
فقد أُعلِنُ لكمُ اليَومَ أَنَّكم تهلِكونَ هَلاكًا ولا تُطيلونَ أَيَّامَكم في الأرضِ الَّتي أَنتَ عابِرٌ الأُردُنَّ لِتَدخُلَها وتَرِثَها.
وقد أَشهَدتُ علَيكمُ اليَومَ السَّمَاءَ والأَرضَ بِأَنِّي قد جَعَلت بينَ أَيديكُم الحَياةَ والموت، البَركَةَ واللَّعنَة. فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ وذُرّيَّتُكَ
مُحِبًّا الرَّبَّ إِلهَكَ وسامِعًا لِصَوتِه ومُتَعَلِّقًا به، لأَنَّ بِه حَياتَكَ وطولَ أَيَّامِكَ، فتُقيمُ في الأَرضِ الَّتي أَقسَمَ الرَّب لآبائِكَ إِبْراهيمَ وإِسحقَ ويَعقوبَ أَن يُعْطِيَهم إِيَاها».

سفر المزامير .6.4.3.2-1:1
طوبى لِمَن لَم يَسلُك وَفقَ مَشورَةِ ٱلآثِمين
وَلَم يَتَوَقَّف في سُبُلِ ٱلخاطِئين
وَلَم يَجلِس في مَجلِسِ ٱلسّاخِرين
لَكِن بِشَريعَةِ ٱلرَّبِّ سُرورُهُ
وَبِشَريعَتِهِ يَتَفَكَّرُ لَيلَهُ وَنَهارَهُ

يَكونُ كَٱلشَّجَرِ ٱلمَغروسِ عَلى مَجرى ٱلمِياه
ٱلَّذي يُؤتي ثَمَرَهُ في أَوانِهِ
وَلا يَذبُلُ وَرَقُهُ
وَيَنجَحُ ما يَصنَعُهُ

لَيسَ كَذَلِكَ ٱلأَشرارُ، لَيسوا كَذَلِك
بَل إِنَّهُم كَٱلعُصافَةِ ٱلَّتي تَذروها ٱلرِّياح
لِأَنَّ ٱلرَّبَّ عالِمٌ بِطَريقِ ٱلصِّدّيقين
أَمّا طَريقُ ٱلأَشرارِ فَتُؤَدي إِلى ٱلهَلاك

إنجيل القدّيس لوقا .25-22:9
في ذلك الزَّمان: قال يسوع لتلاميذه: «يَجِبُ على ابنِ الإِنسانِ أَن يُعانِيَ آلامًا شَديدة، وأَن يَرذُلَه الشُّيوخُ والأَحبار والكَتَبَة، وأَن يُقتَلَ ويقومَ في اليَومِ الثَّالِث».
وقالَ لِلنَّاسِ أَجمَعين: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني.
لِأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حياتَه يَفقِدُها. وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَه في سَبيلي فإِنَّه يُخَلِّصُها.
فماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه، وفَقَدَ نَفْسَه أَو خَسِرَها؟

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) © وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 حتى 2013
المقابلة العامّة بتاريخ 17/02/2010
"مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني"

إن "وَقتَ القَبولِ الحَسَن" (2كور 6: 2)، زمن النعمة الذي هو زمن الصوم، يبين لنا معناه الروحي أيضًا من خلال الصيغة القديمة: "اذكر أنك تراب وإلى التراب تعود"، التي يتلوها الكاهن بينما يضع على رأسنا بعض الرماد. يتم تذكيرنا بمطلع تاريخ البشرية، عندما قال الرب لآدم، بعد الخطيئة الأصلية: "بِعَرَقِ جَبينِكَ تأكُلُ خُبزًا حتَّى تَعودَ إِلى الأَرض، فمِنها أُخِذتَ لأَنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود" (تك 3: 19)...

إنّ الإنسان تراب وإلى التراب يعود، ولكنه تراب ثمين في نظر الله، لأن الله خلق الإنسان من أجل الخلود. وهكذا، فالصيغة الليتورجية "اذكر أنك تراب وإلى التراب تعود" تجد ملء المعنى بإشارة إلى آدم الجديد، أي الرّب يسوع المسيح (راجع 1كور 15: 45). فالرّب يسوع أيضًا أراد بحرّية أن يشارك الإنسان مصير ضعفه، وبشكل خاص من خلال موته على الصليب؛ ولكن هذا الموت بالتحديد، المليء بحبّه للآب وللبشرية، كان السّبيل للقيامة المجيدة، التي من خلالها صار الرّب يسوع المسيح منبع نعمة موهوبة للذين يؤمنون به ويضحون شركاء في الحياة الإلهية عينها.

هذه الحياة لن يكون لها نهاية، وهي فاعلة منذ الآن في القسم الأرضي من وجودنا، وستكتمل مع قيام الجسد. إن بادرة وضع الرّماد البسيطة تكشف لنا عن غنى معناها الفريد: إنها دعوة إلى اجتياز زمن الصوم كغَوصٍ أوعى وأعمق في سر المسيح الفصحيّ، في موته وقيامته، من خلال الاشتراك في الإفخارستيا وحياة المحبة، التي تولد من الإفخارستيا وتجد فيها ملئها. مع وضع الرماد نجدد التزامنا في اتباع الرّب يسوع، ونسمح له بأن يحولنا من خلال سره الفصحيّ، لكي نتغلب على الشر، لكي نميت فينا "الإنسان العتيق" المرتبك بالخطيئة، ونحيي "الإنسان الجديد" (راجع أف 4: 22 وما يليها) الذي يتحول بنعمة الله.