الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الثلاثاء 11 آذار/مارس 2014

الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الثلاثاء 11 آذار/مارس 2014

الثلاثاء الأوّل من الزمن الأربعينيّ

أنظر إلى التعليق في الأسفل

الكردينال جوزف راتزنغر : "فَصَلُّوا أَنتُم هذِه الصَّلاة: أَبانا الَّذي في السَّمَوات..."

سفر أشعيا .11-10:55
هكذا يقول الرَّب: «كما يَنزِلُ المَطَرُ والثَّلجُ مِنَ السَّماء ولا يَرجِعُ إِلى هُناك بل أَن يُروِيَ الأَرض ويَجعَلَها تُنشيء وتُنبِت لِتُؤتِيَ الزَّارعَ زَرعًا والآكِلَ طَعامًا
كذلك تَكونُ كَلِمَتي الَّتي تَخرُجُ مِن فمي: لا تَرجِعُ إِلَيَّ فارِغة بل تُتِمُّ ما شِئتُ وتَنجَحُ فيما أَرسَلْتُها لَه»

سفر المزامير .19-18.17-16.7-6.5-4:(33)34
جَلالُ ٱلرَّبِّ أَجِلّوهُ مَعي
وَلنُعَظِّمِ ٱسمَهُ أَجَمَعين
دَعَوتُ ٱلرَّبَّ فَأَجابَني
وَمِن جَميعِ ما أَرهَبُ خَلَّصَني

هَلُمّوا ٱنظُروا إِلَيهِ تُشرِقُ جِباهُكُم
فَلا يَعلُوَ ٱلخِزيُ وُجوهَكُم
ذا ٱلبائِسُ دَعا ٱلرَّبَّ فَسَمِعَهُ
وَمِن جَميعِ شَدائِدِهِ خَلَّصَهُ

إِنَّ وَجهَ ٱلرَّبِّ يَتَرَصَّدُ صانِعي ٱلشَّر
كَي يُبيدَ لَهُم مِنَ ٱلأَرضِ كُلَّ ذِكر
عَينا ٱلرَّبِّ إِلى ٱلصِّدّيقينَ تَنظُران
وَأُذُناهُ إِلى ٱستِغاثَتِهُم تُصغِيان

صَرَخوا إِلى ٱلرَّبِّ فَسَمِعَهُم
وَمِن كُلِّ شَدائِدِهِم خَلَّصَهُم
قَريبٌ هُوَ ٱلرَّبُّ مِنَ ٱلقُلوبِ ٱلكَسيرة
وَهُوَ يُخَلِّصُ ذَوي ٱلأَرواحِ ٱلمُنسَحِقة

إنجيل القدّيس متّى .15-7:6
في ذلك الزَّمان: قال يسوع لتلاميذه: «إِذا صلَّيْتُم فلا تُكَرِّروا الكلامَ عَبَثًا مِثْلَ الوَثَنِيِّين، فهُم يَظُنُّونَ أَنَّهُم إِذا أَكثَروا الكلامَ يُستَجابُ لهُم.
فلا تتَشَبَّهوا بِهِم، لأَنَّ أَباكُم يَعلَمُ ما تَحتاجونَ إِلَيه قبلَ أَن تَسأَلوه.
فَصَلُّوا أَنتُم هذِه الصَّلاة: أَبانا الَّذي في السَّمَوات لِيُقَدَّسِ اسمُكَ
لِيَأتِ مَلَكوتُكَ لِيَكُنْ ما تَشاء في الأَرْضِ كما في السَّماء.
أُرْزُقْنا اليومَ خُبْزَ يَومِنا
وأَعْفِنا مِمَّا علَينا فَقَد أَعْفَينا نَحْنُ أَيْضًا مَن لنا عَلَيه
ولا تُعَرِّضنا لِلتَّجربة بل نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير
فإِن تَغفِروا لِلنَّاسِ زلاتِهِم يَغْفِرْ لكُم أَبوكُمُ السَّماوِيّ
وإِن لَم تَغفِروا لِلنَّاس لا يَغْفِرْ لكُم أَبوكُم زلاَّتِكُم.

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) © وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

الكردينال جوزف راتزنغر (بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 حتى 2013)
Der Gott Jesu Christi
"فَصَلُّوا أَنتُم هذِه الصَّلاة: أَبانا الَّذي في السَّمَوات..."

بدون الرّب يسوع لا نعرف من هو "الآب" حقّاً. لأنّه بصلاة يسوع، قد أصبح الأمر لنا واضحاً وهذه الصّلاة تعود للرّب يسوع بصورة خاصة... لو لم يكن الرّب يسوع غائصا في الآبً بشكل مطلق ودائم، أو لو إنه لم يكن متواصلاً بشكل حميم وفي كل حين مع الآب لكان "يسوعاً" آخر غير الّذي نعرفه في الكتاب المقدّس وفي التّاريخ. إن حياة الرّب يسوع انطلقت من الصّلاة: فبها قد فهم الآب والعالم والجنس البشري.

هنا يُطرحُ سؤال آخر: هذا التّواصل... هل هو ضروري بالنّسبة للآب؟ أي بمعنى أنّه هل يكون تجاوب الآب مغايراً لو لم تكن الصّلاة موجهة باسمه؟ على هذا السؤال يأتي الجواب كالتّالي: يعود لله الآب أن ينادي يسوع "ابني" ويعود للرّب يسوع أن ينادي الآب " يا أبي" وبدون هذه الدّعوة لكان الآب آباً آخر. على أن الرّب يسوع ليس لديه اتصال خارجي فقط بالآب بل هو جزء لا يتجزّأ من الكيان الإلهي بكونه ابناً. فمن قبل إنشاء العالم كان الله محبة: محبّة الآب والابن. وإذا كان الآب يقدر أن يكون أبانا ومقياساً لكلّ أبوة، فهذا لكونه أيضاً أباً لكلّ أبديّة... في صلاة الرّب يسوع، ينكشف ما في داخل الآب وبها نستطيع أن نرى كيف هو الله. إنّ الإيمان بالثالوث ما هو إلا تفسير للّذي يحدث في صلاة الرّب يسوع... ففي هذه الصّلاة يتجلّى الثالوث بكل وضوح.

أن أكون مسيحياً يعني حينها أن نشارك الرّب يسوع في صلاته، أن ندخل في نمط عيشه أي في نمط صلاته. أن أكون مسيحياً يعني أن أستطيع القول مع الرّب يسوع "أبانا" وأن أصبح بذات الفعل "ابناً" أي ابناً لله الآب في وحدة الرّوح القدس الّذي يقودنا إلى الوحدة مع الله. أن أكون مسيحياً يعني أن أنظر إلى العالم من خلال هذه النّواة وأن أصبح من خلالها حراً، راجياً، وواثقاً.