إِنتَظَرَتِ ٱلمَولى نُفوسُنا إِنَّه عَونُنا وَتُرسُنا لِتَكُن رَحمَتُكَ، يا رَبُّ، عَلَينا بِقَدرِ ما عَلَيكَ ٱتَّكَلنا
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس .10-8b:1 أيُّها الحَبيب: شارِكنْي المَشَقَّاتِ في سَبيلِ البِشارة، وأَنتَ مُتَّكِلٌ على قُدرَةِ اللهِ الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بالنظر الى أعمالنا، بل وفقا لسابق تدبيره، والنعمة التي وهبها لنا في المسيح يسوع منذ الأزل وأَبانَها الآنَ بِظهورِ مُخَلِّصِنا المسيحِ يسوع، الَّذي قَضى على المَوت، وجَعَلَ الحَياةَ والخُلودَ مُشرِقَينِ بِالبِشارة،
بطرس الوقور (1092 - 1156)، رئيس دير كلوني العظة الأولى عن التجلّي "يا ربّ، حَسَنٌ أَن نكونَ ههُنا"
"فأَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس" (مت 17: 2)... لقد أشرق "النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان" (يو1: 9)، بعد أن لبس الجسد البشري. اليوم، يعظّم النور الحقيقي هذا الجسد البشري، إذ يظهره إلهيًّا أمام الرسل، ليقوموا هم أيضًا بتعظيمه في الأمم. وأنتِ أيّتها المدينة المقدّسة، فإنّك ستستمتعين إلى الأبد بهذه الشمس، عندما تنزلين "مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ الله، مُهَيَّأَةً مِثلَ عَروسٍ مُزَيَّنَةٍ لِعَريسِها." (رؤ21: 2). إنّ هذه الشمس لن تغرُبَ عنكِ أبدًا، هي الأزليّة التي ستُبقي على صباحٍ أزلي. لن تحجُبَ أيّ سحابة هذه الشمس، لكن نورها المشّع أبدًا سيمتّعكِ بنورٍ لا يخبو. لن يعميكِ نورُ هذه الشمس، وإنّما سيمنحكِ قدرة النظر إليها مباشرة والانبهار بعظمتها الإلهيّة... "ولِلمَوتِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآن، ولا لِلحُزنِ ولا لِلصُّراخِ ولا لِلأَلَمِ" (رؤ21: 4)، ولا شيء يمكنه أن يُظلم النور الذي وهَبَكِ إيّاه الله. وقد قيل ليوحنا في سفر الرّؤيا: "لأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال".
ها هي الشمس التي قال عنها النبي: "لا تَكونُ الشَّمسُ مِن بَعدُ نوراً لَكِ في النَّهار ولا يُنيرُكِ القَمَرُ بِضِيائِه في اللَّيل بلِ الرَّبُّ يَكونُ لَكِ نوراً أَبَدِيّاً..." (إش60: 19). هذا هو النور الأبديّ الذي يشّع على وجه الربّ من أجلِكِ. أنتِ تسمعين صوت الربّ، وتتأمّلين في وجهه البهيّ، فتصبحين كالشمس. نحن نتعرّف إلى الشخص من وجهه؛ وعندما نتعرّف إليه، نصبح كالمُستَنيرينَ به. على هذه الأرض، تُصدّقين بالإيمان أمّا هناك فستعرفينه؛ هنا، أنتِ تفهمين من خلال الذكاء؛ لكن هناك، ستستحوذين على الأمور. هنا، "أنتِ ترين في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة"، وأَمَّا هناك "فتَكونُ رُؤيتُكِ وَجْهًا لِوَجْه". ع (1كور13: 12). عندها، تتحقّق رغبة النبيّ: " وليضِئ بِوَجهِه علَينا! " (مز67[66]: 2)... في هذا النور، ستستمتعين إلى الأبد؛ في هذا النور، ستمشين بدون تعب؛ في هذا النور، سترين النور الأزلي.