قالت وزارة الثقافة، أن ملف إعادة الأرشيف اليهودي إلى العراقي سيحسم منتصف هذا العام، فيما كشف مسؤول في الوزارة إن ضابطاً عراقياً، من جهاز مخابرات صدام، سلم الأرشيف للوحدة الأميركية التي كانت تبحث عن أسلحة الدمار الشامل. وفي وقت، أكد المسؤول، أن الأرشيف كان غارقاً بمياه آسنة، في قبو تحت الأرض، أشار إلى أن يهود العراق اقتنعوا بعودته إلى العراق، سوى أن اليهود من غير العراقيين يرفضون ذلك، خصوصاً لوبي الكونغرس الأميركي. واجتمع العشرات من اليهود العراقيين في العاصمة البريطانية، لندن مؤخرا للمطالبة بحماية أرشيفهم، وعدم تسليمه للحكومة العراقية. ومن المقرر أن ينتقل خبيران عراقيان إلى إدارة المحفوظات الأميركية لدراسة المواد وإجراءات الحفظ، حتى يتمكنوا من رعاية الأرشيف في حال إعادته إلى العراق. واوضح طاهر الحمود وكيل وزارة الثقافة العراقية، إن العراق سيستعيد الأرشيف اليهودي من الولايات المتحدة منتصف 2014. وقال الحمود، إن «اتفاقا مع الجانب الأميركي حصل أخيراً يقضي بإعادة الأرشيف اليهودي الذي استولت عليه القوات الأميركية عقب دخولها العراق عام 2003 خلال النصف الأول من العام الحالي». وأضاف، أن «خبراء من وزارة الثقافة في مجال ترميم الوثائق سيتوجه إلى واشنطن قريبا لتحضير إعادة الوثائق العراقية». وكان لقمان فيلي، السفير العراقي في واشنطن، صرح في وقت سابق، بأن الأرشيف العراقي في أميركا ليس يهودياً بالكامل، اذ يضم وثائق تعود إلى منظمة التحرير الفلسطينية. في المقابل، كشف سعد أسكندر، مدير دار الوثائق العراقية، أن الوثائق التي عثر عليها بعد سقوط النظام السابق كانت ثلاثة أنواع؛ وثائق أمنية، أرشيف حزب البعث، وإلى جانب الأرشيف اليهودي». وقال أسكندر، «من الخطأ تسميته أرشيفاً، إذ أنه مجموعة من الكتب الحجرية القديمة والكتب الحديثة ووثائق ومخطوطات يعود تاريخها إلى ما قبل 300 سنة». وأضاف ان «مصدر هذه الوثائق هو العمليات التي جاءت بعد إبادة يهود العراق وسلب ممتلكاتهم وإخراجهم من العراق، وما تبقى لهم من معابد ومدارس وبعض البيوت الكبيرة». ومضى مدير الوثائق إلى القول، «في عهد صدام حسين أراد نظامه إكمال عملية الإبادة فبدأ بالموروث الثقافي اليهودي وهاجم المعابد والبيوتات واستولى على وثائقهم وكتبهم». وتابع، «تم تقسيم المواد المصادرة إلى ثلاثة أقسام، أرسلت إلى دار الكتب والوثائق، ومتحف الاثار العراقي، حيث الخزن سيء جداً، أما البقية أرسلت إلى الولايات المتحدة الأميركية». في سياق متصل، اكد أسكندر أن «الأميركيين لم يعثروا على الأرشيف اليهودي كما يدعون، بل أن أحد كبار الضباط العراقيين في جهاز المخابرات السابق، تقرب من احد رجال المعارضة، حينها، واخبره انه كان مسؤولا عن أرشيف مهم جدا مهم يعود إلى النبي موسى، وقد بالغ في ذلك لكي يبين انه رجل مهم جداً». ونقلت هذه المعلومات، بحسب مدير دار الكتب والوثائق، إلى الجيش الأميركي، وتحديداً الفرقة العسكرية المكلفة بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل». وتابع أسكندر، «بعد تحديد موقع الأرشيف بمساعدة عراقية، صدرت أوامر وزير الدفاع الأميركي، بجمع الأرشيف والتحفظ عليه». وأشار إلى أن «ضابطاً يهودياً، كان يعمل في مكتب دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع، طلب نقل الأرشيف إلى أميركا وكان في حالة يرثى لها، وكثير من مواده مغمورة بالمياه الآسنة». وأخرج الجيش الأميركي الأرشيف من قبو تحت الأرض، بالاتفاق مع سلطة الائتلاف الأميركي المدني، وتم الاتفاق مع مؤسسة نارا، الأرشيف الوطني الأميركي، التي تولت عملية الترميم». وينص الاتفاق مع المؤسسة على أن تكون وزارة الثقافة العراقية طرفاً معها، بعد حل سلطة الائتلاف الأميركي. واكد أسكندر أن المرحلة الأخيرة من الاتفاق، هي عملية الاستلام مع تنفيذ كل فقرات الاتفاق، ولم يبق سوى توقيع مذكرة تفاهم من قبلنا مع الجانب الأميركي، تحدد إرجاع الأرشيف منتصف حزيران المقبل. ومضى مدير الدار إلى القول، «يهود العراق اقتنعوا، بعد لقاءات واجتماعات عدة، بأن أرشيفهم سيكون بأيدٍ أمينة، لكن اليهود من غير العراقيين، خصوصاً في الكونغرس الأميركي يحاولون عرقلة ذلك، بدعوى أن الأرشيف ملكيات أشخاص ومعابد، وليس لمؤسسات عراقية».وزاد بالقول، «موقف الخارجية الأميركية كان واضحا، وهو أن الأرشيف اليهودي ممتلكات ثقافية عراقية ترجع إلى العراق».في المقابل، أشار أسكندر إلى أن «موقف الحكومة العراقية واضح وهو ان الأرشيف أرث ثقافي عراقي، لكن في الوقت نفسه لن يقوم بمنع يهود العراق من الاطلاع عليه أو إقامة معارض له في الخارج».
ضابط من جهاز مخابرات صدام سلّم الأرشيف اليهودي إلى الأميركيين