القدّيس بونافَنتورا (1221 - 1274)، راهب فرنسيسيّ وملفان الكنيسة الكرمة السّرّيّة، الفصل 3، الفقرات 5 - 10 "فأَمسَكوهُ وأَلقَوهُ في خارِجِ الكَرْمِ وقتَلوه"
قال الرّب يسوع: "أَنا الكَرمَةُ الحَقّ" (يو 15: 1)... نحفر خنادق حول هذه الكرمة، أي إنّنا نحفر فخاخًا بالمكر. عندما نتواطأ لإيقاع أحدهم في فخ، نكون وكأننا نحفر هوّة أمامه. لذلك هو يشكو من هذا الأمر قائلاً: " نَصَبوا شِباكًا لِخَطَواتي فرَزَحَت نَفسي. حَفَروا أَمامي هوةً..." (مز 57 [56]: 7)... هنا مَثَال عن هذه الفِخاخ: "فأَتى الكَتَبةُ والفِرِّيسيُّونَ بِامرَأَةٍ أُخِذَت في زنًى" إلى الرب يسوع وقالوا له: "قد أَوصانا مُوسى في الشَّريعةِ بِرَجْمِ أَمثالِها، فأَنتَ ماذا تقول؟" (يو 8: 3+5)... وفي مكان آخر أخرى: "أَيحِلُّ دَفعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر أَم لا ؟" (مت 22: 17)... غير أنّهم اكتشفوا أن هذه الحيل لا تضرّ بالكرمة؛ على العكس، بحفر هذه الهوّات، وقعوا فيها بأنفسهم (راجع مز 57 [56]: 7) ...لذا استمرّوا بالحفر: فلم يكتفوا بأن ثقبوا يديه ورجليه (مز 22 [21]: 17)، إنما طعنوا جنبه بحربة (يو 19: 34) وكشفوا عن داخل هذا القلب الكليّ القداسة، الذي كان قد جرح بحربة المحبّة. في نشيد الإنشاد، يقول العريس: " قد خَلَبتِ قَلْبي يا أُختْيَ العَروس" (نش 4: 9). أيها الرب يسوع، لقد جُرِحَ قلبك بالمحبّة من قبل عروسك، زوجتك، أختك. فلماذا كان يجب على أعدائك أن يجرحوه بعد؟ ماذا تفعلون أيها الأعداء؟... ألا تعرفون أن قلب الرب يسوع، الذي سبق أن طُعِنَ، قد ماتَ، وفُتِحَ، ولا يمكن أن يصيبه ألم آخر؟ قلب العريس، الرب يسوع، قد تلقّى جرح المحبة، موت المحبّة. أي موت آخر يمكن أن يصيبه؟... الشهداء كذلك كانوا يضحكون عندما يُهَدّدون، يفرحون عندما يُضْرَبون، ينتصرون عندما يُقتَلون. لماذا؟ لأنهم ماتوا قبلاً بالمحبّة في قلوبهم، ماتوا عن الخطيئة (رو 6: 2) وعن العالم... لقد جُرِحَ قلب الرّب يسوع إذاً ومات من أجلنا...؛ فقد انتصر الموت الجسدي لفترة، لكن لِيُهزَم إلى الأبد. لقد بُدِّدَ عندما قام الرّب يسوع من بين الأموات، إذ بعد ذلك "لن يكون للموت عليه من سلطان" (رو 6: 9).
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/ الجمعة 21 آذار/مارس 2014