إنطباعات عن سبع لوحات للفنان عبد الحسن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
– March 26, 2014

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size=18.06]ألأيقونات غير القابلة للتكرار[/size]
[size=18.06]احمد الباقري[/size]
[size=18.06]بغداد[/size]
[size=18.06]كلّ فن خالد هو فن آني … أي انه يحمل صفة ألآنية، وفي طياته وثناياه يكمن مايبحث عنه ألأنسان باستحالة الا وهو الخلود.[/size]
[size=18.06]انه شبكة ترمى على الحاضر العابر بين اصابع الزمن وكل مايعبر فيه ينسلّ في بوتقة الفنان ليولد منه مرايا تعكس وجوه الواقع العديدة. فالفنان في هذا المعنى، شاهد على مجتمعه وعصره، فان كان هذا الفنان يهيم في اقاليم المجهول فستكون مرايا فنه صدئة ولا تعكس سوى الفراغ والتشتت ولن يجد صدى لفنه في روح الشعب.[/size]
[size=18.06]لايكون ذلك الزاماً اجبارياً يفرض على ذات الفنان من خارج ألأطر السياسية وألأجتماعية بل هو توحد بصبوة المغير والروح الشعرية التي تتضمن توق البشر لتجاوز هذا الواقع وندءات عميقة الى آفاق جديدة، فالفن التشكيلي هو فتوحات متعاقبة على ألأفق ألأنساني الذي تخيم عليه قوى غيبية، سياسية، اجتماعية، تجعل ألأنسان كسيحاً بلا طموحات لتغيير الواقع المعاش، فالفن بهذا المعنى، خليط من دم الفنان وعين الرائي المتطلع لفتوحات مستقبلية، فهو جسر عظيم مشيد في الحاضر غير ان جذوره تغور في الماضي كي يبلغ المستقبل ضمن رؤيا موضوعية للواقع وأحتضان حار للقضية ألأنسانية.[/size]
[size=18.06]ففي اللوحات السبع للفنان عبد الحسن عبد الرزاق يعيدنا الى الدور ألأساس للفن : انه مناجاة بين اللوحة والمشاهد، حيث كانت تلك الرؤية الفنية لفن الكهوف.. وتطورت مع تطور المجتمعات البشرية ليصبح مرآة تعكس مواقف الحياة متخذاً من الخط واللون وسائل تعبير عن هذا الموقف.[/size]
[size=18.06]يعيدنا الفنان عبد الحسن عبد الرزاق الى البراءة ألأولى منبثقة من تكوين اللوحة اذ سكب فيها موسيقى لونية تتصاعد من اسفل اللوحة ثم تتوقف في فضاء لوني يوحي بالهدوء والسكينة ومن ثم تصل ذروتها في اعلى مفردات اللوحة. ان التكوين المدروس للوحته تجعل المشاهد يغيب في ايحاءات غامضة عن تلك العوالم التي ابتدعها بالوانه التي تعكس عواصفه الروحية واستكاناته الذائبة على سطوح ألأشكال. لم يضع الفنان عناوين للوحات اذ ان العنوان في رايه هو قيد ثقيل على فضاء اللوحة انه ينحو نحو ألأولى ألأيحاء اكثر مايتجه نحو المباشرة والوضوح.[/size]
[size=18.06]فنجد في اللوحة فضاءً مدروساً بالوان ضبابية، تنفرد هذه اللوحة بخاصية البوح الشجي لتلك القرويات، وكذلك توحي بواقعية متميزة حيث صاغ الفنان وجوه القرويات بدفء لذيذ، ويوحي ذلك بدفء الجنس عبر فضاء تلوح فيه تلك التهويمات الموحية بالجنس اللذيذ. نجد في هذه اللوحة تعاطف الفنان مع القرويات المتلهفات لهذا الينبوع السامي والذي يجعل من حياتهن ركناً من اركان جنة متخيلة وموعودة.[/size]
[size=18.06]تتكرر هذه الموضوعة في اللوحة الثانية، حيث يتقابل فيها وجهان ينزان رائحة الجنس وتتصاعد موسيقاه في ملامحهما المتوترتين، وكانت البروزات الصغيرة في فضاء اللوحة ذوات دلالات عن هذا ألأيحاء بالجنس.[/size]
[size=18.06]غير ان هذا ألأيحاء يبتعد عن دلالته في لوحة القرويات ذوات الوجوه المترقبة يبدو على وجوههن ترقب مجهول.. وبحث عن منقذ لهن في هذه الورطة الوجودية، ان الفضاء ألأصفر الماثل في وسط اللوحة يوحي بضراوة هذا الترقب، ثمة اعتناء مدروس في تراكم ألألوان التي تشكل بوحاً لهذاالترقب يبدو ذلك من خلال التداخل اللوني بين مكونات اللوحة والسيلان المتأرجح لتلك ألألوان حيث يدل على رهافة في تأجج ألألوان التي تعكس صلب الموضوع.[/size]
[size=18.06]يختفي ذلك ألأيحاء ليحل محله ايحاء بالعنف، ذلك مانجده في اللوحة الثالثة حيث يتمدد فيها قتيل وقد تناثرت اشلاؤه في اعلى الللوحة، كان اللون ألأزرق الغامق متداخلاً بألأزرق الفاتح حيث يكونان جواً مشحوناً بالألم والوجع بالأضافة الى البروزات التي توحي بفداحة العنف حيث القى القتيل في ذروة الموضوع، وفي اللوحة الرابعة، تتداخل الوجوه التي يومض فيها تلهف جنسي، فكانت تكون تزامناً بين التوق الجنسي العنيف والنسغ الذي يجمع ألأحياء في الزمن الصعب. تجد في اللوحة الخامسة نزوعاً روحياً نحو القداسة وتبجيل ألأنسان حيث كانت مكتظة بقباب زرقاء تشع بفيض شعوري من ألأيمان والتوحد والمثول في عالم روحاني يتسامى على توافه ألأمور. ولم تكن تلك الروحية ماثلة في تكوين اللوحة فحسب بل تنبعث منها اسئلة عن وجود غائب او عن كائنات مضت في غيهب مجهول مع جمر الفضاء البنفسجي تهويماً في ذلك المجهول.[/size]
[size=18.06]اماّ اللوحة السادسة ففيها ايقاعات لونية توحي بالتوق للعيش في حياة آمنة من خلال التشظيات اللونية المسفوحة على سطح اللوحة. غير ان اللوحة السابعة تحمل غموضاً لذيذاً من خلال ألأشكال المبعثرة على سطحها : تبدو مثل ركام لعالم متحطم بحاجة الى ترميم، هناك تاكيد على هذا النزوع في الفضاء اللوني الساكن في وسط اللوحة الذي يوحي بالجمود وألأندثار.[/size]
[size=18.06]من خلال هذه اللوحات السبع، التي يتالف فيها الغموض الموحي بفداخة الخسارات المبذولة في معترك الحياة، يبدو ان الفنان عبد الحسن عبد الرزاق متضامناً مع روح الحياة ازاء المحو والتشتت وألأندثار وغياب لذة الجنس التي تفتقدها القرويات والقرويين في عالمهم التي تهيمن عليه المحرمات، كذلك يرفع احتجاجاً ضمنياً متألقاً بألألوان الحارة المتدفقة ضد العنف وضد كل مايكبل حياة ألأنسان كي يعيش في عالم الزرقة البهيج.[/size]
روابط ذات صلة:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[size=10.4] 46790[/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]