▲ آه يا بحــــــر / خاطــــــرة ... ▼

آه يا بحــــــر !
تجري في طريقكَ بصمـت ..
صمتُـــكَ عجيـــــب !
كلّ يوم ازوركَ ..
لــكَ وحـــدكَ .. أقدرُ أنْ
أبــــثّ آهاتــــي ..
وأحــزانــــي !
لقـد خربَ هـذا الزّمــــان
أخــلاق البشر !
لقــد تحــوّل قلبهــم الى حجـــر !
طمـــعٌ .. دسائس .. مكائـد ..
لم يبقـى في حياتنـــا
شــيءٌ صالـــح !
ضاعــت القيـم .. حيثُ الأقـزامُ
باتـــوا ينافسونَ .. شمشون الجبّار !
آنتشرت في كلّ ركــن
من عراقنـــا المجروح ..
عصابات اللّيل .. مهربوا المخدّرات
مزورّوا الشّهادات .. الخ ..
كلّ طائفـة .. كلّ قبيلـــة تقولُ
آه .. يا روحــــي
الأرانبُ .. باتتْ ذئابــــاً !
والبلطجيّــة باتــوا أمــراء ..
تنضح منهم نزاهـــة مزيّفــــة !
صرختُ بأعلـى صوتـي :
أبنــاء وطنــ الغيــــــارى ..
كفاكم سكوتاً .. وجُبْنــاً !
الى متــى تسكتُونَ وتصبــرونَ
على هذا الضّيــم ؟
القوي يفتك .. بالضّعيـــــف !
والمسؤول ينهب اموال الفقراء !
والرئيسُ يخطب بنــا
من شرفـة قصرهِ العالي ..
يصــمّ آذاننـــا بخطبٍ صفــــراء !
آعتقلونــي بلا جريرة قد أرتكبتهـــا ..
ضَربوني بقســوة ؛ بـدون ايّـة رحمـــــة ..
كأنّي لستُ مثلهـمْ ؛ كإنســــان ! بعــدئذٍ ..
أطلقوا سراحي ؛ بعـــدَ أنْ بتّ ( معوّقــــاً )
ثمّ قالـــــوا بســـخريّة : مسكينٌ .. دعوهُ ..
هــذا رجــلٌ مجنـــون !
ونسوا ... أنــا مثلهُــم .. إنســــان !
لي مشاعر وأحاســيس !
هـلْ تقبلنـي يا بحــــرُ
بيــــنَ احضانــكَ للأبـــد ؟
لقد سئمتُ هذه الحياة !
ولا أقدر أنْ أتحمّــل العيش كخـــروف ..
وســط هــــذه الذئاب البشريّة المُفترســـة !
لقد ضاعت منّى كلّ الأماني والأحــلام ..
هل أبقـى أعانـــي من الضّيم طوال حياتي ..
أمْ أضع حــدّاً .. لمُعاناتــــي ؟
أنــا مُحتـــــارٌ في أمــــري .
لا أدري !!!
<> بقلمـــــــي <>

  

استاذنا الفاضل د . لطفي الياسيني ؛ شاعر العروبـــة الكبيــــر

جزيل شكري وآمتنانـــي لهذه الكلمات المعطّرة بعطر المحبّـة والأخوّة الصّادقـــة !

تقبّـل وافر آعتـــزازي وآحتـــرامي .