بوتين يحذر كييف من القيام ‘بأي شيء لا يمكن إصلاحه’
April 9, 2014
عواصم – وكالات: دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء السلطات في كييف الى ‘عدم القيام باي خطوة يتعذر اصلاحها’ في اوكرانيا وامل ان تؤدي الجهود الدبلوماسية الى ‘نتائج ايجابية’.
ونقلت وكالات الانباء عن بوتين قوله في مستهل جلسة للحكومة بخصوص الازمة الاوكرانية ‘آمل ان تكون مبادرة وزير الخارجية الروسي من اجل اصلاح الوضع (في اوكرانيا) فعالة وذات نتيجة ايجابية’.
واضاف في تصريحاته التي نقلها التلفزيون العام ‘آمل في كل الاحوال الا تقوم السلطات الانتقالية باي خطوة يتعذر اصلاحها لاحقا’.
وادلى بوتين بهذه التصريحات فيما يسود التوتر الحاد الوضع في شرق اوكرانيا الناطق بالروسية، حيث يحتل ناشطون موالون لروسيا وصفتهم سلطات كييف بانهم ‘ارهابيون ومجرمون’ مباني ادارية في عدد من المدن.
في هذا الوقت لاح امل طفيف بحل دبلوماسي مع الاعلان عن عقد نقاشات بين الروس والامريكيين والاوكرانيين والاتحاد الاوروبي في الاسبوع المقبل.
غير ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ضمت بلاده في اذار/مارس شبه جزيرة القرم، في سيناريو يخشى تكراره في شرق اوكرانيا، اعتبر انه ينبغي تمثيل المناطق الناطقة بالروسية في هذه المفاوضات.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تستلم توضيحات من واشنطن بشأن وجود عملاء وكالة أمن أميركية خاصة في أوكرانيا وحول الأنباء عن نية أوكرانيا بيع تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لدول ثالثة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله ‘لم نستلم أي رد حول الشائعات عن نيتهم (الأوكرانيون) بيع تكنولوجيا الصواريخ البالستية. سألنا الأمريكيين عن رأيهم في الموضوع، لكنهم التزموا الصمت’.
وأضاف أن موسكو وجّهت لواشنطن إستفساراً حول الأنباء عن وجود عملاء وكالة ‘غراي ستون’ العسكرية والتي تشير إلى أن عددهم يصل الى 150 في المناطق الجنوبية من أوكرانيا.
وتابع ‘لكنهم (الأمريكيين) يقولون إنهم لا يرون أي أساس لكون هذا حقيقة’، واعتبر أن ‘هذا الردّ غريب نوعاً ما’، متسائلاً ‘لماذا لم يقولوا إنه لا يوجد هناك أحد؟’.
وكانت الخارجية الروسية عبّرت، امس الاول الثلاثاء، عن القلق بشأن وصول قوات عسكرية أوكرانية إضافية إلى شرق أوكرانيا، وأشارت إلى وجود 150 خبيراً أميركياً من منظمة ‘غراي ستون’ الأمريكية بين هذه القوات المسلّحة.
وطالب الرئيس الروسي فلادمير بوتين الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدة مالية لأوكرانيا التي توشك على الإفلاس.
ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن بوتين قوله إنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي اعترف بالقيادة الأوكرانية الموالية للغرب في كييف إلا أنه لم يقدم لها حتى الآن مساعدات ملموسة ‘.. لم يقدم لها دولارا واحدا ولا يورو واحدا’ في حين أن
روسيا تدعم أوكرانيا ‘..ولكن هذا الموقف لا يمكن أن يستمر بلا نهاية’.
كما أشار الرئيس الروسي إلى أن أوكرانيا تدين لروسيا بأكثر من 2.2 مليار دولار مقابل إمدادات الغاز وحدها وشدد على ضرورة إجراء مفاوضات بشأن كيفية دفع هذا المبلغ.
وحثّ بوتين، حكومة بلاده على التعامل بحذر شديد مع كييف للحيولة دون قطع ما تبقى من جسور قليلة بين الجانبين.
وذكرت وكالة ‘نوفوستي’ الروسية للأنباء، أن بوتين قال خلال ترؤسه إجتماعاً للحكومة، امس، إن ‘روسيا لا تعترف بشرعية سلطات كييف الحالية، لكنها تواصل تقديم الدعم للإقتصاد الأوكراني، والوضع لا يمكن أن يستمر على هذه الحال إلى الأبد، لكن مع ذلك ينبغي على أعضاء الحكومة الروسية التعامل بحرص فائق للحيلولة دون هدم ما تبقى من جسور قليلة بيننا’.
وطلب بوتين من وزارة الصناعة والتجارة تنفيذ كافة العقود والإلتزامات مع أوكرانيا بشكل منضبط، داعياً إيّاها في الوقت نفسه إلى أن تكون جاهزة لمواجهة أي تطورات سلبية محتملة.
وقال ‘علينا أن نفكر سلفاً في أي مصانع وشركات يمكننا أن نطور إنتاجنا الخاص وضمن أية مواعيد.. ونحسب كلفة هذه الخطوة’.
وفي السياق نفسه، قال بوتين إن علاقة أوكرانيا مع روسيا في مجال الطاقة ‘معقّدة إن لم نقل حرجة’، ودعا الحكومة وشركة ‘غازبروم’ إلى عدم الإنتقال إلى الدفع المسبق لقاء الغاز المصدّر إلى أوكرانيا إلى حين إجراء مشاورات إضافية.
وأضاف أنه ‘في حال رفضت كييف عقد مشاورات حول الغاز الروسي فعليكم التعامل وفق العقد’.
من جانبه، قال مبعوث منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وسفير سويسرا لدى المانيا تيم جولديمان أمس الأربعاء إن وجود مراقبي المنظمة على الأرض في أوكرانيا ‘من عوامل الاستقرار’.
وأضاف ‘بالطبع سمعنا عن الأحداث الجارية في الشرق لكننا نعتقد أن حقيقة أن لدينا بالفعل أول مراقبين دوليين في بعثة المراقبة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على الأرض وفتح مكاتب في هذه المدن الشرقية بالتحديد يعتبر من عوامل الاستقرار.’
وتابع ‘المجتمع الدولي لديه آذان وأعين على الأرض حيث تقع الأحداث.’
وجاءت تصريحاته في أعقاب جولة في البلاد في إطار زيارته الرابعة لأوكرانيا منذ شباط/ فبراير الماضي.
وبعثات المنظمة متواجدة في أوكرانيا منذ بداية أزمة القرم وتفتح مكاتب في مختلف أرجاء البلاد لمراقبة الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 25 أيار/ مايو.
وقال غولديمان إن الأوضاع في غرب أوكرانيا تبدو مستقرة لكن السلطات المحلية -كما هو الحال في الشرق- طلبت المزيد من الاستقلالية والمشاركة في استخدام الأموال العامة.
وتابع ‘طالب ممثلون من الهيئات المحلية العامة بالمزيد من المشاركة في العمليات السياسية والتمكن من إدارة المزيد من الأموال العامة.’
من جانبه، قال وزير الداخلية الأوكراني ‘أرسين أفاكوف’، إن الحكومة الأوكرانية ستجد حلاً للاضطرابات التي اندلعت في ثلاث مدن شرق البلاد، خلال 48 ساعة.
وأوضح أفاكوف للصحافيين قبيل اجتماع مجلس الوزراء، أن حل المشاكل مع الانفصاليين في مدن ‘لوغانسك’ و’دونتسك’ و’خاركيف’ أصبح متاحاً إما عن طريق الحوار السياسي أو باستخدام القوة، لافتاً أن الحكومة جاهزة لكلا الخيارين.
وكان الرئيس الأوكراني بالوكالة، والذي يشغل منصب رئيس البرلمان ‘ألكساندر تورتشينوف’: قال ‘إن الأوضاع في شرق البلاد ستعود إلى طبيعتها خلال الأيام القادمة’، موضحاً أن السلطات الأوكرانية تمكنت أمس من تحرير مبنيي المخابرات في ‘دونتسك’، والبلدية في ‘خاركيف’، من أيدي مجموعة من المحتجين الموالين لروسيا، بعد أن تمكن المحتجون من الاستيلاء على تلك المباني أمس، واحتجاز العاملين فيه، مطالبين بإجراء استفتاء من أجل إعلان استقلال المدينة عن أوكرانيا.
يشار إلى أن مدن أوكرانيا الشرقية الناطقة بالروسية، تشهد دعوات للانفصال والانضمام إلى الاتحاد الروسي على غرار ما حدث في شبه جزيرة القرم، في الوقت الذي تتهم فيه الحكومة الأوكرانية الانتقالية، روسيا بإثارة المشاعر الانفصالية شرق البلاد وزعزعة الاستقرار من أجل إخضاعها ‘للديكتاتورية الروسية’، بحسب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الأوكراني أرسني ياتسنيوك أمس الأول.