بعدما منحته جامعة صلاح الدين في أربيل دكتوراه فخرية، وسَمَّت جامعة السليمانية إحدى قاعاتها باسمهِ. ألقى إسماعيل بيشكجي محاضرةً بعنوان(مشروع إلغاء تاريخ شعوب الشرق الأدنى) على قاعة خاني في جامعة دهوك ضمن نشاطات اتحاد أدباء دهوك بالتنسيق مع جامعة دهوك. أدار الجلسة حسن سليفاني وقدَّم لحياة بيكشجي باختصار، وباسم الاتحاد أثنى على مواقفهِ المؤيدة لحقوق الشعب الكردي، قال بيشكجي (جئت استناداً إلى دعوة مؤسسة البارزاني الخيرية ويوم أمس ألقيت محاضرة في جامعة صلاح الدين في أربيل، واليوم أريد لجامعة دهوك أن تنتفعَ أيضاً، وأعلن أنني لستُ نادماً على السبع عشرةَ سنة التي قضيتها في السجن دِفاعاً عن الشعب الكردي… أرادت جمعية الاتحاد والترقي أنْ تمتد خارطة تركيا من الأدرياتيك إلى الصين مع تجاهل حقوق الشعوب الأخرى كالكرد والأرمن واليونان وتتريك الشعوب غير التركية بأيَّة وسيلة سواء بالقتل والإبادة الجماعية أو الترغيب وتمَّ تشكيل لجنة ثلاثية ضَمَّت: الدكتور بهاء الدين شاكر والدكتور ناظم ووزير المعارف وشكري بك لإبادة الأرمن، وباشرت اللجنة الثلاثية تنفيذ مهمتها بإشعال نار الفتنة بين الشعبين الكردي والأرمني… كل الدول تشير أسماؤها إلى أسماء الأرض التي يعيش عليها المواطنون سوريا الأردن العراق إيران إلا تركيا اسم الدولة مستمد من اسم القومية التركية – السعودية أيضاً إلى اسم العائلة الحاكمة، وبالتأكيد هناك نماذج أخرى) وأضاف بيشكجي (ما يظهر اليوم من تعاطف غربي مع الشعب الكردي إنَّما هو نتيجة للشعور بالذنب جراء إهمالهم لحقوق الشعب الكردي خوفاً على مصالحها، وهي فرصة تاريخية لينال الشعب الكردي في تركيا وإيران وسوريا حقوقه) بعد ساعة ونصف كانت المحاضرة تبدو وكأنَّها بدأت للتو، باللغة التركية في مقاطع قصيرة تمَّ ترجمتها إلى اللغة الكردية بدأت عن جغرافية كردستان وتاريخها في العهد البيزنطي والعثماني ودور جمعية الاتحاد والترقي وعن أمنياته بأنْ ينال الشعب الكردي في تركيا وإيران وسوريا حقوقهم كما في كردستان العراق، وهذه الأمنية كررها في كل مقطع تقريباً، وكان المترجم يعيد أهم ما ورد في ترجمته للمقطع السابق عند البدء بترجمة كل مقطع جديد. في الخارج قال أحدهم: كنا ننتظر شيئاً مختلفاً، هذه المعلومات ربما كانت لتكون قبل ثلاثين سنة شيئاً جديداً، قد سمعنا هذا الكلام عشرات المرات. قال آخر: نحنُ نحترم شخصه ونِضاله لكن محاضرته كانت دون مستوى الحضور الأكاديمي. قال آخر مُدافعاً: لقد ضحَّى بيشكجي بعمرهِ يطالب بحقوق الشعب الكردي، ونحن غير قادرين أنْ نضحي بساعتين نستمع إليه. في نهاية الأمسية تمَّ تكريم بيشكجي من قبل اتحاد الأدباء الكرد وجامعة دهوك. جديرٌ بالذكر أنَّ لبيشكجي مواقف شجاعة مبكرة دافعَ عن الشعب الكردي أكثر من الكرد أنفسهم، عام 1991 رفضَ جائزة وقت للتعبير الحر ومقدارها عشرة آلاف دولار لأنَّ المنظمة المانحة أمريكية والحكومة الأمريكية كانت تقف آنذاك ضد حقوق الشعب الكردي، وحال صدور كتابهِ(كردستان مستعمرة دولية) في تركيا 1991 ترجم إلى الألمانية 1991، والإسبانية 1992، والفرنسية، ثم إلى العربية 1998، ومما جاء فيه(لو أنَّ رئيساً واحداً لإحدى العشائر وقف قائلاً: ” إنَّ شعبن مضطهد ونحن نطالب بالحقوق الديمقراطية” لم نسمع شيئا من هذا القبيل لا في الخمسينات ولا الستينات ولا حتى منتصف السبعينات.. ذلك لأنَّهم ينكرون أصلاً هويتهم القومية ولأنهم كانوا من العملاء الذي سهلوا سياسة التتريك في المناطق الكردية التي ينوبون عنها، أمَّا الذين يدافعون عن هويتهم القومية فكان مصيرهم الدمار بمختلف الوسائل/ كردستان مستعمرة دولية- ص145).
ولمثقفي مدينتي الصغيرة إطار شخصاني عائق ضد الحقيقة لا يكسرونه أبداً، فإذا كانت المحاضرة جيدة، طعنوا في شخصية المُحاضِر: خائن، عميل، لديه نصوص نشرها زمن صدام، وصولي، انتهازي….الخ. وإذا كانت المحاضرة زبالة، تترسوا وتمنطقوا بشخص المحاضر: مناضِل، تنظيم سري، رأفت الهجَّان، ابن شهيد، سخي، شجاع، يُحبِّهُ الرئيس والوزير والسفير وفي الآونة الأخيرة كرمته الثورة….الخ. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من هنا 
من هنا 
من هنا 
العمل/الترفيه
الإثنين 16 يونيو 2014 - 3:24
