مفتي العراق ينتقد السيستاني ويشير لثورة مظلومين ومطار بغداد يشهد حركة ازدحام كبيرة
June 17, 2014
بغداد ـ «
القدس العربي» من مصطفى العبيدي : بلغ الهجوم الذي يشنه مسلحون في العراق منذ اسبوع مدينة بعقوبة على بعد 60 كلم فقط من بغداد التي خسرت الثلاثاء السيطرة على معبر حدودي ثان مع
سوريا، في وقت امر رئيس الوزراء نوري المالكي باعفاء ضباط كبار من مناصبهم على خلفية الاحداث الاخيرة.
ووسط حالة الفوضى الامنية والسياسية التي يعيشها العراق منذ سبعة ايام، ارسلت الولايات المتحدة التي ناقشت احداث العراق مع ايران بشكل مقتضب في فيينا، 275 عسكريا لحماية سفارتها في بغداد، في اول خطوة من نوعها منذ الانسحاب الامريكي نهاية 2011.
وقال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير محمد رضا الزيدي امس ان «مجموعة من المسلحين نفذوا هجوما بالاسلحة الرشاشة في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) والقوات الامنية صدت الهجوم».
واكد ضابط برتبة مقدم في الجيش ان المسلحين «تمكنوا من السيطرة على احياء الكاطون والمفرق والمعلمين في غرب ووسط بعقوبة لعدة ساعات، قبل ان تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على هذه الاحياء».
وقتل 44 شخصا بالرصاص داخل مقر للشرطة في وسط بعقوبة خلال الهجوم، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية.
وجاء الهجوم على بعقوبة وهي اقرب نقطة جغرافية الى بغداد يبلغها المسلحون منذ بدء هجومهم، في وقت لا يزال قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) يشهد في بعض اجزائه اشتباكات بين قوات حكومية والمسلحين الذين ينتمون الى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» وتنظيمات اخرى وعناصر من حزب البعث المنحل.
وبعدما خسر العراق سيطرته على معبر ربيعة الحدودي الرسمي مع سوريا والواقع في نينوى لصالح قوات البشمركة الكردية، سيطرت مجموعة من المسلحين على معبر القائم (340 كلم غرب بغداد) الواقع في محافظة الانبار غرب البلاد بعد انسحاب الجيش والشرطة من محيطه.
واوضحت مصادر امنية وعسكرية ان مسلحين قالت انهم قريبون من «الجيش السوري الحر» و»جبهة النصرة» هم الذين سيطروا على المعبر، علما ان عناصر «الجيش السوري الحر» يسيطرون منذ اشهر على الجهة السورية المقابلة من المعبر في مدينة البوكمال.
وبعد اسبوع من سقوط الموصل ومدن اخرى، امر رئيس الوزراء نوري المالكي باعفاء ضباط رفيعي المستوى في القوات الحكومية من مناصبهم واحالة احدهم على محكمة عسكرية، واصفا سقوط مناطق في ايدي المسلحين بالنكسة.
سياسيا، حملت الحكومة العراقية في بيان السعودية مسؤولية الدعم المادي الذي تحصل عليه «الجماعات الارهابية» وجرائهما التي رات انها تصل الى حد «الابادة الجماعية» في العراق، معتبرة ان موقفها من الاحداث الاخيرة «نوع من المهادنة للارهاب».
وكانت السعودية اتهمت الاثنين وفي اول تعليق رسمي على الاحداث الامنية الاخيرة في العراق، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدفع بلده نحو الهاوية بسبب اعتماده سياسة «اقصاء» العرب السنة، مطالبة ب»الاسراع» في تشكيل حكومة وفاق وطني.
الى ذلك انتقد الدكتور رافع الرفاعي مفتي العراق، المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الذي دعا إلى القتال في العراق والتطوع للدفاع عن البلاد والمقدسات، معتبرا ان فتواه «طائفية». واعتبر الرفاعي في حديث مع قناة «الحدث» الفضائية ان ما يشهده العراق هو «ثورة للمظلومين، تشارك فيها فئات عراقية متعددة، وليس لها علاقة بتنظيم داعش». واضاف «»هذه الثورة هي شعبية وعارمة وقد يحدث فيها أخطاء، ولكن الآن الكثير من الموظفين عادوا لممارسة أعمالهم».
وأفاد الرفاعي بأن «الأمريكيين يعلمون أن المسؤولين في حكومة المالكي هم كذلك موظفون في الإدارة الإيرانية.. ولو كان هناك حكومة في العراق لما تحدث الأميركان عن مفاوضات مع إيران».
وختم مفتي العراق حديثه قائلاً: «إن المظلومين إذا تحركوا قالوا عنهم داعش وإرهابيون، ولسنا على صلة لا بالقاعدة أو داعش، أو حتى الإرهابيين».
من ناحية ثانية أشار العديد من الشهود الى حركة ازدحام كبيرة يشهدها مطار بغداد الدولي بسبب سعي الكثير من العراقيين والأجانب العاملين في العراق الى السفر خارج العراق أو الى منطقة كردستان وخاصة بعد قطع الطرق مع الشمال وسوريا والاردن وتركيا جراء الأعمال العسكرية . وذكر الشهود أن الحجوزات على الطائرات المغادرة صعبة للغاية رغم ارتفاع أسعار بطاقات السفر الى الضعف تقريبا وبمواعيد بعيدة . وكذبت وزارة النقل اشاعة عن تعرض مطار بغداد الى هجمات بقذائف هاون.
والى ذلك أفادت وكالة جنوب
لبنان للأنباء في موقعها على الإنترنت، أن القائد العسكري الإيراني علي رضا مشجري لقي مصرعه، خلال قتاله ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، (داعش)، في العراق.
وذكر موقع «أفصاران» على الإنترنت، المعروف بقربه من قوات الأمن الإيرانية، أن النقيب علي رضا مشجري، قتل خلال الاشتباكات مع عناصر تنظيم داعش، وأنه العسكري الإيراني الأول الذي يلقى حتفه خلال قتاله ضد داعش.
وتوجه رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في زيارة مفاجئة الى العاصمة الايرانية طهران، بحسب مصدر حكومي في الاقليم. وقال المصدر في تصريح صحافي ان “نيجيرفان بارزاني توجه الى ايران لبحث الاوضاع الجارية في المنطقة، وخصوصا الامنية في العراق”، من دون الكشف عن تفاصيل اوسع عن الزيارة . وتأتي الزيارة في خضم التطورات المتسارعة على الساحة العراقية عقب سيطرة مسلحين على مناطق عديدة من العراق وخروجها عن سيطرة الحكومة.