المالكي يتشبث بخطاب الـ'مؤامرة' في مواجهة تفكك الدولة العراقية
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: المالكي يتشبث بخطاب الـ'مؤامرة' في مواجهة تفكك الدولة العراقية الأربعاء يونيو 18, 2014 11:51 am
المالكي يتشبث بخطاب الـ'مؤامرة' في مواجهة تفكك الدولة العراقية
خطاب المالكي يُبين عجز الحكومة العراقية على مواجهة الأوضاع، وسط تحذيرات من داخل العراق وخارجه من مخاطر تقسيم البلاد على أساس طائفي وعرقي.
العرب [نُشر في 19/06/2014، العدد: 9594، ص(3)]
جزء من الطبقة السياسية العراقية تدرك استحالة عزل العراق عن محيطه الطبيعي
بغداد - الخطاب السياسي لرئيس الوزراء العراقي يشي بالعجز عن مواجهة الوضع بالغ الخطورة، فيما الدعوات تتواتر لتعريب القضية العراقية حماية للدولة من مخاطر الفشل والتفكك والتقسيم. عزا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأحداث الدامية في بلاده والانهيار السريع لقوّاته المسلّحة، أمام زحف ثوار العشائر إلى ما سمّاه «مؤامرة إقليمية تعاونت معها قوى سياسية محلية»، في خطاب واجه انتقادات حادّة داخل العراق وخارجه واعتبره مراقبون عنوان عجز وتخبّط وغياب للبرنامج العملي الواضح إزاء الأحداث الدامية في البلاد، والمهدّدة لوحدتها، حسب تأكيدات مراقبين وشخصيات سياسية بارزة. وقال مراقبون إنّ المالكي المدفوع بنوازع طائفية يدفع الأزمة العراقية في الاتجاه الخطأ عبر الاستنجاد بإيران بدل «الحاضنة الطبيعية للعراق أي جواره العربي». ولم يتردّد هؤلاء في الدعوة إلى «اتفاق طائف جديد» لحل الأزمة العراقية على غرار الاتفاق الذي كانت رعته المملكة العربية السعودية لإخراج لبنان من الحرب الأهلية. ولا يتردّد أعضاء في حكومة المالكي وعناصر من حزبه في توجيه أصابع الاتهام للسعودية، التي تعاملت بإيجابية لأجل إيجاد حلول عملية للوضع الخطير في العراق. وعلى هذه الخلفية كان لولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمس في جدّة لقاء مع وزير خارجية العراق هوشيار زيباري لم ترشح معلومات عما دار خلاله. وقال المالكي إنّ «خيوط المؤامرة تسلّلت من العملية السياسية إلى القوات الأمنية»، واصفا انهيار القوات المسلّحة بـ»النكبة»، ورافضا توصيف ما حدث لها بالهزيمة. ويأتي كلام المالكي في غمرة تحذيرات من داخل العراق وخارجه من مخاطر فشل الدولة العراقية وتقسيم البلاد على أساس طائفي وعرقي، يُجمع أصحابها على تحميل السياسات الطائفية لحكومة نوري المالكي مسؤولية ما يهدد العراق من مخاطر. كما يأتي في وقت تزداد فيه ثورة العشائر العراقية تأجّجا ويواصل الثوار تحقيق مكاسب على الأرض. وسيطر مسلحو العشائر أمس على ثلاث قرى تقع بين قضاء طوزخرماتو (175 كلم شمال بغداد) وناحية أمرلي على بعد 85 كلم جنوب كركوك (240 كلم شمال بغداد).
اعتراف إيراني صريح
لندن - اعترفــت إيران بشكل علنــي بخــوض الحرب ميدانيــا في العــراق وسوريــا وذلــك في تصريح للعقيــد محمد رضــا نقدي، قــائد قوات الباسيج الإيرانية خــلال مــؤتمــر أئمـــة الجمعة في إيران قال فيــه «نخــوض حربا أعظــم وأكبــر مــن الحــرب الإيـرانيــة العراقية، ويستعين العــدو الــذي يــرى نفسه على حافة الانهيار والدمار النهائي، بكــل مــا لديه من القــوة والإمكانيات ليربكنا، لكــن هؤلاء يتجــاهلــون تجارب الحــروب الإيرانية فـي العـراق ولبنـان وسوريـا». ومن جانبه صف الجنرال حسن فيروز آبادي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، ثورة العشائر في العراق بـ«الجاهلية الجديدة»، معتبرا قمع الثورة ضرورة حتمية. ولخص آبادي الأحداث الجارية في العراق بما سماه عدم رضا الأميركان عن نتائج الانتخابات الأخيرة في العراق، مؤكدا أن الرفض الأميركي للتدخل العسكري في العراق يشير إلى عدم تجاوب الحكومة الأميركية مع نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية.
وفي بيجي بشمال البلاد هاجم المسلّحون أكبر مصفاة للنفط في العراق. وقال مسؤول في المصفاة إنّ المسلّحين تمكّنوا من اقتحام أجزاء منها، مؤكدا وقوع قتلى في القوات الحكومية، إلى جانب أسرى وقعوا بأيدي ثوار العشائر. ويتهم ساسة عراقيون رئيس الوزراء نوري المالكي بالسطحية في التعاطي مع المخاطر المحدقة بالعراق، وعدم إدراكه المصدر الحقيقي للمؤامرة التي تحاك للبلد، حيث أكد رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، أمس وجود تنسيق أميركي إيراني في الشؤون العراقية، دعيا إلى وقف التدخل الايراني في الشؤون الداخلية للبلاد، ومعتبرا أن العراق يتعرض لمؤامرة من أجل التقسيم. وقال علاوي في مقابلة صحفية إن «الوجود الإيراني له تأثير في القرار الاستراتيجي العراقي وأن إيران الآن هي اللاعب السياسي في العراق»، مطالبا الدول العربية والإسلامية بـ«إيقاف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق». وأضاف أن «العراقيين قادرون على حماية المراقد المقدسة دون تدخل من إيران، وأنه يجب منع إيران من احتلال العراق»، لافتا إلى أن «هناك تنسيقا أميركيا إيرانيا في الشؤون العراقية ونحن لا نريد أن تكون العراق ضحية لذلك». وأضاف أن «الدعوة للتدخل الأجنبي في العراق هو دليل على الفشل»، وأن إنقاذ الوضع في العراق «يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس البكاء على الأطلال». واتهم علاوي رئيس الوزراء نوري المالكي بـ»السكوت عن تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والقاعدة في العراق، وأنه يجب منع المليشيات من التجوال في العراق، واتخاذ موقف موحد من القاعدة وتنظيم داعش».
المالكي يتشبث بخطاب الـ'مؤامرة' في مواجهة تفكك الدولة العراقية