الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61371مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: السعودية تبني تحالفا دوليا لحل أزمة العراق الأحد 22 يونيو 2014 - 1:18
السعودية تبني تحالفا دوليا لحل أزمة العراق
الرياض تطلب من موسكو ممارسة الضغوط على طهران، ومحللون يتوقعون أن تكون زيارة كيري للمنطقة فرصة لتسويق فكرة التخلي عن المالكي.
العرب [نُشر في 22/06/2014، العدد: 9597، ص(1)]
رجال دين شيعة عراقيون تابعون لمقتدى الصدر يقومون باستعراضات عسكرية بالأمس تحت دعاوى الدفاع عن المقدسات الشيعية
الرياض - أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس مباحثات “مطولة ومعمقة” حول العراق وسوريا. يأتي هذا وسط تحرك سعودي لبناء تحالف دولي موسع يهدف إلى حل أزمة العراق بطريقة ترضي جميع الطوائف وليس بمواصفات رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي يحصر الحل في مواجهة مسلحي العشائر دون نزع فتيل الاحتقان الطائفي. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن الطرفين اتفقا على “أهمية تركيز الجهود في المرحلة الحالية على ضمان أمن العراق وسلامته الإقليمية وتحقيق وحدته الوطنية بين كافة مكونات الشعب بما يضمن المساواة في الحقوق والواجبات على حد سواء”. وأعاد المسؤول السعودي تأكيد موقف بلاده التي تشدد على “الشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكافة أبناء الشعب العراقي بمختلف فئاتهم دون أي تمييز أو إقصاء عنصري أو طائفي”. وقال مراقبون إن المشاورات السعودية الروسية حول قضايا المنطقة تكثفت في السنتين الأخيرتين مع الملف السوري، وقبل زيارة لافروف إلى الرياض كان الفيصل قد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي بداية الشهر الجاري. ولفت المراقبون إلى أن المقاربة السعودية المدعومة من بقية دول الخليج تقوم على البحث عن حلول سياسية للملفين السوري والعراقي وقطع الطريق أمام خيار التدويل سواء من خلال التدخل العسكري المباشر مثلما تقوم به إيران في سوريا، أو التدخل عبر ميليشيات تابعة لها ما شجع مجموعات متطرفة مقربة من “القاعدة” على الالتحاق بسوريا. وحذّروا من أن عودة إيران إلى التدخل العسكري المباشر في العراق سيجعله قبلة للمجموعات المتشددة التي تقاتل في سوريا أو التي لم تلتحق بالنزاع السوري لوجود خلاف لها مع “القاعدة”، مشيرين إلى خطورة الاستعراضات الطائفية التي شجع عليها المالكي وقياديون في الأحزاب الدينية العراقية، وهي استعراضات تعطي الصراع بعدا طائفيا ومذهبيا يصعب وقفه. وتوقع هؤلاء المراقبون أن تطلب الرياض من المسؤولين الروس ممارسة ضغوط على إيران لوقف إشعال الحرائق الطائفية في المنطقة وتوظيف الشيعة في معارك هدفها الرئيس هو خدمة مصالحها. وحصل تقارب في المواقف بين السعودية والولايات المتحدة بخصوص الملف العراقي من حيث حث المالكي على تقديم تنازلات حقيقية لإنقاذ العراق ولو أدى الأمر إلى سحب ترشحه لولاية ثالثة. وتوقع محللون أن تكون زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة بدءا من اليوم فرصة للتسويق لفكرة تخلي المالكي وتشكيل حكومة توافق وطني لا تخضع لنتائج الانتخابات الأخيرة التي حامت حولها شكوك التزوير وتوظيف إمكانيات الإدارة لإعادة فوز تحالف المالكي. وفيما يحاول تحالف المالكي والجهات الداعمة له التهرب من أي التزام سياسي والدفع باتجاه حل عسكري ليس بالجيش والشرطة وإنما عبر حرب الميليشيات، فإن مسؤولين أميركيين يحثون المالكي على تسريع الحل السياسي الوفاقي، مشددين على أن “البلاد تواجه أزمة خطيرة ولا بد من أن يتحد الجميع إزاءها”. وكانت فرنسا انضمت إلى المطالبة السعودية الأميركية بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ودعا وزير خارجيتها لوران فابيوس إلى “تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق”، معتبراً إياها “الوسيلة الوحيدة للتخلص من خطر الإرهاب”. يشار كذلك إلى أن فكرة حكومة الوحدة الوطنية تلقى دعما من الجامعة العربية بالإضافة إلى موقف دول الخليج ومصر التي زارها الجمعة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتقى الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي.