فرنسا تلاحق مصالحها في العراق من بوابة التحالف ضد داعش
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: فرنسا تلاحق مصالحها في العراق من بوابة التحالف ضد داعش السبت 13 سبتمبر 2014 - 1:59
فرنسا تلاحق مصالحها في العراق من بوابة التحالف ضد داعش
هولاند يعلن استعداد بلاده لزيادة مساعداتها العسكرية لبغداد، ومراقبون يرون أن باريس لا تريد تكرار خطأ 2003.
العرب [نُشر في 13/09/2014، العدد: 9678، ص(1)]
مقاتل من ميليشيا جيش المهدي يضع إصبعه في أذنه لحظة إطلاق صاروخ، من قرية بوحسن قرب تكريت، على مواقع داعش
بغداد - تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في بغداد بزيادة المساعدات العسكرية الفرنسية للعراق، وسط تساؤلات حول سر الزيارة خاصة أنها تأتي بعد يوم من اجتماع جدة الذي خصص لضبط معالم الاستراتيجية الدولية لمكافحة تنظيم داعش. وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي “جئت إلى هنا إلى بغداد لأعلن استعداد فرنسا لزيادة المساعدة العسكرية للعراق”، وذلك بعد أن عبر عن “دعم” فرنسا للحكومة العراقية التي “استطاعت جمع كافة مكونات الشعب العراقي”. وفي حين أصر العبادي على أهمية الدعم الجوي من جانب الحلفاء، قال هولاند “سمعت طلب رئيس الوزراء العراقي، ونعمل مع الحلفاء على عدد من الفرضيات”. وسلمت فرنسا منذ الشهر الماضي أسلحة للقوات الكردية التي تحارب داعش شمال العراق. وأعلنت استعدادها لاستخدام مقاتلاتها في العراق “إذا اقتضت الضرورة” ضمن إطار الاستراتيجية التي حددها الرئيس الاميركي باراك أوباما الأربعاء من أجل “القضاء” على هذه المجموعة. وتملص هولاند من الرد على سؤال حول احتمال توجيه ضربات جوية فرنسية كما أنه أبقى على الغموض في ما يخص الوسائل العسكرية التي بإمكان فرنسا تقديمها. ومن المنتظر أن تستضيف باريس الاثنين القادم مؤتمرا شبيها بمؤتمر المانحين لدعم العراق في حربه على التنظيم المتشدد. وقال مراقبون إن باريس تتحرك منفردة في علاقة بالملف العراقي بغاية ضمان حصتها من المكاسب التي قد تتحقق بعد الحرب على داعش حتى لا تكرر خطأها في 2003 حين نأت بنفسها عن التحالف الذي أطاح بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. ولفت المراقبون إلى أن باريس تريد أن تبدو بموقف مغاير لواشنطن حتى لو تعلق الأمر باختلاف في الوقت ودرجة التمثيل. ويشعر الفرنسيون أن بلادهم تراجعت كقوة دولية وتقلص تأثيرها في قضايا الشرق الأوسط، وأنها تريد أن تعود من بوابة مكافحة الإرهاب مثلما جرى في حربها على المتشددين في مالي.
هولاند يسعى لترميم صورة فرنسا وإنقاذ شعبيته المتهاوية
وأشار المراقبون إلى أن هولاند يريد أن يعيد بعضا من شعبيته التي تراجعت داخليا بسبب خيارات اقتصادية واجتماعية، فضلا عن فضائح تتعلق بمؤسسة الرئاسة. وقال دبلوماسي فرنسي “إننا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي ولدينا مسؤوليات في هذا الإطار. إن مصلحتنا الوطنية، وأمننا القومي على المحك ولذلك نتدخل”. وخلافا لواشنطن تبدي باريس حرصها على الحصول على شرعية قانونية دولية مع مباركة السلطات العراقية والأمم المتحدة. ويتمايز الموقف الفرنسي عن نظيره الأميركي بخصوص دور إيران في التحالف الجديد خاصة أنها لاعب أساسي في العراق وسوريا حيث أفشل غيابها عن مؤتمر جنيف2 التوصل إلى حل سياسي بين بشار الأسد والمعارضة، إذ لا تمانع باريس حضور طهران لكنها تميل إلى التكتم والتعميم في إجابات مسؤوليها. وردا على سؤال حول حضور إيران مؤتمر باريس، أجاب الرئيس الفرنسي أمس أنه يتمنى “أوسع مشاركة ممكنة” قبل أن يضيف أنه “لم يتم تحديد لائحة المشاركين بالضبط ويعمل وزير الخارجية الفرنسي ونظيره العراقي على أن تكون المشاركة أوسع”. ولفت مسؤول فرنسي طلب عدم كشف اسمه إلى أن “مثل هذه المشاركة يجب أن تكون فعالة ومحددة الهدف. وينبغي الاحتفاظ بجانب من الاستقلالية. لا نريد أن نكون بمثابة متعهد ثانوي للأميركيين”. وترفض باريس حاليا اتباع أوباما الذي توعد بـ”تدمير” داعش وهدد بضربه ليس في العراق فقط بل وأيضا في سوريا. واعتبر المسؤول الفرنسي”يجب عدم الخلط بين المشكلتين حتى وإن كان تنظيم الدولة الإسلامية موجودا في البلدين”. ولم يغب عن بال الدبلوماسيين أن باريس كانت تدعم توجيه ضربات ضد الأسد، لكنها اضطرت إلى إعادة النظر في مخططاتها عندما تراجعت واشنطن عن تلك العملية.
فرنسا تلاحق مصالحها في العراق من بوابة التحالف ضد داعش