الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61352مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: قلعة 'الفريديس' إرث روماني حرم منه الفلسطينيون الأربعاء 24 سبتمبر 2014 - 1:24
قلعة 'الفريديس' إرث روماني حرم منه الفلسطينيون
فوق القلعة تبدو القدس القديمة جلية بالعين المجردة، وإذا نظرت شرقا يمكنك أن تشاهد جبال المملكة الأردنية الهاشمية وأجزاء من البحر الميت .
العرب قيس أبو سمرة [نُشر في 24/09/2014، العدد: 9689، ص(20)]
تزخر القرية بأبراج الدفاع والغرف المعيشية والقصور والمدرجات والحمامات
بيت لحم – على قمة جبل مصطنع، شيد الملك هيرودوس الكبير، في العام 22 قبل الميلاد قلعة حصينة، إلى الشرق من مدينة القدس قرب بيت لحم بالضفة الغربية، يطلق عليها الإسرائيليون، جبل أو قلعة “هيروديون”، بينما يطلق الفلسطينيون عليها جبل أو قلعة "الفريديس". تعد قلعة أو جبل "الفريديس" شاهدا على سيطرة إسرائيل على أكثر من نصف آثار فلسطين، بحسب مسؤول فلسطيني. القلعة التي تقع على قمة الجبل، وما يتبعها من أقسام في أسفله، تسيطر عليها دائرة حماية السياحة الإسرائيلية (حكومية)، منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967. ومن القلعة تبدو القدس القديمة جلية بالعين المجردة، وإذا نظرت شرقا يمكنك أن تشاهد جبال المملكة الأردنية الهاشمية، وأجزاء من البحر الميت أيضا. ويظهر لكل من يزور القلعة في قمتها أبراج دفاع وغرف معيشية وقصور ومدرجات وحمامات، وغيرها، وفي صحنها سلالم صغيرة تفضي إلى ممرات أرضية (أنفاق) في باطن الجبل تحتوي على برك مياه وغرف ومستودعات ومواقع تخزين السلاح، ومخارج سرية للقلعة.
يحتوي الجبل على أنفاق توجد بها برك مياه ومستودعات ومواقع تخزين السلاح
وما تزال إسرائيل تعمل على إعادة ترميم كل أجزاء القلعة، وفي كل مرفق للقلعة لوحات إرشادية بالعربية والعبرية والإنكليزية. وحسب الرواية الإسرائيلية، فإن الجبل إرث يهودي في فلسطين، للملك هيرودوس الكبير، باني هيكل سليمان الثاني، (المزعوم) في القدس. في المقابل، يقول حمدان طه وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، إن “الجبل جزء لا يتجزأ من التراث الفلسطيني يقع تحت السيطرة الإسرائيلية، وهذا لا يغير من الأمر شيئا، فإسرائيل تسيطر عليه بالقوة". ويضيف طه: “الاحتلال يحاول توظيف المواقع التراثية لصالح الرواية الإسرائيلية بوجود تاريخ يهودي على أرض فلسطين". وأوضح أن هناك “7 آلاف موقع أثري في فلسطين، تسيطر إسرائيل على نحو نصفها، حيث تمنع السلطة الفلسطينية من الإشراف على المواقع الأثرية والتراثية في المواقع المصنفة “ج” حسب اتفاق أوسلو ومنها جبل "الفريديس". ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق “أ” و”ب” و “ج". وتمثل المناطق “أ” 18 بالمئة من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإداريا، أما المناطق “ب” فتمثل 21 بالمئة من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية. أما المناطق “ج” والتي تمثل 61 بالمئة من مساحة الضفة فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.
لا تزال القلعة تخضع لعمليات إعادة ترميم لكل أجزائها
وأوضح حمدان أن وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية تقوم بالتصدي لهذه المحاولات من خلال إعادة كتابة التاريخ برؤية علمية موضوعية، مشيرا إلى أن السياحة الفلسطينية “أعدت قائمة بمواقع أثرية فلسطينية لإعلانها مواقع على لائحة التراث العالمي، من قبل اليونسكو". من جانبه، قال إبراهيم أبوعمر، مدير المعهد العالي للآثار بجامعة القدس (غير حكومية) في مدينة أبو ديس، شرقي القدس، إن جبل هيروديون حصن وقلعة دفاع لم يكن له أي بعد ديني، مشيرا إلى أن الحصن يقع على جبل مصطنع شيده الملك هيرودوس، متصل بعدة قلاع وقصور رومانية في أريحا والقدس. ودحض أبوعمر، الرواية الإسرائيلية التي تقول أن الحصن بني ليرى من قمته هيكل سليمان في القدس، مشيرا إلى أن الهيكل في تصميمه وأجزائه يعد حصنا لحماية هيرديون. وأضاف أبوعمر أن الجبل سكنه اليهود، ثم المسيحيون، وبنيت عليه كنائس. وأوضح الخبير الفلسطيني أن “هيروديس الكبير، حصل على دعم روماني لحكم المنطقة، وبنى عدة حصون في فلسطين والأردن، واعتنق اليهودية فيما بعد، وهذا لا يغير من الأمر شيئا”.