الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: داعش تستخدم تجارة الحبوب لإحكام قبضتها في العراق الأربعاء 1 أكتوبر 2014 - 23:48
داعش تستخدم تجارة الحبوب لإحكام قبضتها في العراق
تنظيم 'الدولة الإسلامية يتسلل إلى تجارة الحبوب مع صوامع الدولة العراقية ومسؤولون عراقيون يؤكدون أن داعش تجنب تدمير المنشآت الحكومية.
العرب [نُشر في 02/10/2014، العدد: 9697، ص(11)]
الصراع على تجارة الحبوب في قلب المعركة مع داعش
شيخان (العراق) – يؤكد مراقبون ومنظمات دولية إن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح يستخدم محاصيل الحبوب في صراعه مع الحكومة العراقية، بعد أن أصبح يسيطر على مناطق تنتج نحو 40 بالمئة من القمح المنتج في البلاد. يقول مراقبون إن مقاتلي تنظيم داعش يقومون بتنظيم سبل إدارة الأراضي التي تنتج الحبوب، والتي استولوا عليها لاستخدامها كسلاح يدعم نفوذهم في تلك المناطق. وتقدر الأمم المتحدة أن الأرض التي يسيطر عليها التنظيم توفر نحو 40 بالمئة من إنتاج القمح السنوي في العراق. وبدأ باستخدام الحبوب لتمويل سلطته وحرمان خصومه، وخاصة من الأقليتين المسيحية واليزيدية من إمدادات غذائية حيوية، في مسعى لاستمالة السنة. وأبقى التنظيم، مثلما فعل في سوريا على موظفي الدولة وعمال صوامع القمح في أماكنهم لمساعدة التنظيم في إدارة منطقة شمال العراق التي تمثل سلة الخبز في البلاد. وتمثل هذه السياسة أحد الأسباب التي تجعل التنظيم أكثر تعقيدا من شبكة القاعدة، التي ركزت على هجمات الكر والفر والتفجيرات الانتحارية لكن الدولة الإسلامية تعتبر نفسها جيشا وحكومة. وقال علي بيند ديان رئيس نقابة للمزارعين في بلدة مخمور قرب أرض تسيطر عليها داعش إنهم “يستغلون تجارة القمح في الاستعراض والتصرف كأنهم حكومة”. ولا تقتصر مصادر دخل داعش على القمح فقط وإنما تشمل أيضا بيع النفط لتجار محليين والضرائب، التي يفرضها على أصحاب الأعمال والنهب والفدى للإفراج عن غربيين مخطوفين. ويقول تشارلز ليستر من مركز بروكينغز في الدوحة إن “الدولة الإسلامية تقدم نفسها كما لو أنها دولة تماما.. ولكي تتمكن من الحفاظ على تلك الصورة واستمرار التجنيد والشرعية فإنها تعتمد على مصدر مستدام للدخل”.
تشارلز ليستر: تنظيم الدولة الإسلامية يقدم نفسه كما لو أنه دولة تماما
مصادرة المحاصيل
ويقول المزارع الكردي سعيد حسين إن مقاتلي داعش استولوا بداية أغسطس على محصوله من القمح. ويؤكد أن التنظيم يدير 4 مطاحن في المناطق التي يسيطر عليها. وكان يحتفظ بنحو 54 طنا من القمح في مزرعته في قرية بونجينة قرب أربيل وهو قمح لم يتمكن من بيعه إلى صومعة حكومية أو تجار بسبب القتال في المنطقة. ويقول المزارع المسيحي صلاح بولس إن التنظيم اجتاح مزرعة العائلة بداية أغسطس خلال استيلائه على مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق. وأضاف أنه تلقى بعد أسبوعين اتصالا هاتفيا من مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية، قال له “نحن في مخزنك. لماذا لست هنا تعتني بعملك؟ عد وسنضمن لك سلامتك لكن يجب أن تسلم وتدفع 500 دولار”.وحين رفض بولس قال له “سنأخذ قمحك.. فقط لتعرف أننا لم نسرقه لأننا أعطيناك الخيار”. وتوجد عشرات من القصص المشابهة في مخيمات النازحين في أنحاء كردستان.
مفاتيح القوة الاقتصادية
وتظهر داعش أن السيطرة على القمح تجلب السلطة. وحين اجتاحت شمال العراق في يونيو سيطرت على صوامع ومخزونات الحبوب. وتزامن الهجوم مع حصاد القمح والشعير وتسليم المحاصيل للصوامع الحكومية. ويسيطر التنظيم الآن على كل الصوامع التسع في محافظة نينوى التي تمتد على ضفتي نهر دجلة إلى جانب 7 صوامع أخرى في محافظات أخرى. وخلال الشهور الثلاثة التي انقضت منذ اجتياح الموصل عاصمة نينوى طرد التنظيم مئات الألاف من أبناء الأقليات العرقية والدينية واستولوا على مئات ألاف الأطنان من القمح من الحقول المهجورة.
المتاجرة مع الحكومة
ويقول مسؤولون إن داعش وجدت طريقا لتجارة القمح مع نظام الدولة العراقية لشراء القمح من المزارعين. ويعتقد عبدالرضا أحمد رئيس صومعة القمح في بلدة مخمور أن التنظيم أجبر المزارعين المحليين على خلط قمح منتج في مناطق أخرى يسيطر عليها التنظيم مع محصولهم. وباعه المزارعون للصومعة كما لو كان كله زرع في المنطقة. وقال إن عمله ليس التحقق من مصدر القمح وإنما مجرد شرائه. وأضاف “نحن نأخذ القمح فقط من المزارعين ولا نسألهم: من أين حصلتم على هذا؟” ويعتقد أحمد أن داعش تتطلع لجني أموال من القمح وضمان أن يكون الخبز متاحا للسنة في المناطق التي تسيطر عليها. وأكد هونر بابا وهو مدير عام محلي للزراعة إنه يعتقد أيضا أن التجار والمزارعين باعوا قمحا من المناطق التي تسيطر عليها داعش. وسيطرت الدولة الإسلامية على مخمور لثلاثة أيام قبل أن يطردها المقاتلون الأكراد والضربات الجوية الأميركية على مواقع التنظيم وليس على الصومعة. وفي نواح كثيرة يستنسخ التنظيم في العراق الاستراتيجيات التي طورها في سوريا. فحين سيطر على مدينة الرقة السورية سمح لموظفي الحكومة بالاستمرار في إدارة المطاحن. وأنشأ التنظيم “ديوانا” للقمح مسؤولا عن سلسلة الإمداد من حصاد المحصول إلى توزيع الطحين. ويمكن أن يرى في العراق نفس المسعى لإبقاء الأمور تمضي بسلاسة. وتجنب التنظيم دائما تدمير المنشآت الحكومية التي استولوا عليها. وحين سيطر على أكبر سد في العراق أبقى الموظفين في مواقعهم بل وجلب مهندسين من الموصل لإجراء إصلاحات. وقال حسن إبراهيم رئيس مجلس الحبوب العراقي إن موظفي الحكومة في المناطق التي تسيطر عليها داعش يظلون على اتصال منتظم مع المكتب الرئيسي. بل وأضاف أن بعضهم يأتون إلى بغداد كل أسبوعين تقريبا.