الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7042مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: عراق المسحيين بقلم علي ايليا الأحد 5 أكتوبر 2014 - 8:15
عراق المسحيين
بقلم علي ايليا
اور المقدسة - الناصرية
يالك من مجتمع متعدد الاقوال كل يوم تأتي بمقولة او كلمة او سطر تثير فينا اشياء كثيرة فكانت هذه المرة مسيحي العراق فكانت هاتين الكلمتين تزعجني بل تثير الغضب فيني وتعصر قلب حزنا لا نني اراها خالية من الواقعية وخالية من الحقيقة فلو رجعنا الى الماضي سواء البعيد او حتى القريب لوجدنا بان العراق هو عراق المسحيين حيث كانت الحضارة زاهية والإبداعات راقية والأبنية عامرة . ومما لاشك فيه ان لأبناء الارض الاصليين دورا فعالا في حياة المجتمع العراقي حيث اخذوا علي عاتقيهم توثيق عرى الروابط الاجتماعية بين افراد المجتمع كافة وأخذت زمام الامور المجتمعية لما لها من مكانة سامية في نفوس ابناء مجتمعنا وبلدنا ، فعززت للقيم والعادات التي من شانها ان تحافظ علي كيان الفرد وبالتالي كيان المجتمع وتلعب دورا في حفظ النظام العام . فالمبادئ والأعراف قوانين نافذة وملزمة يسير عليها المجتمع العراقي فهل هي وليدة اليوم ؟؟ لا بل وليدة الامس والتي خرجت من بين طيات ذلك المجتمع المسيحي العراقي . ومما لاشك فيه فان ابناء شعبنا اليوم يختلف اختلافا جذريا عما كان عليه في الماضي سواء اكان من حيث الادوار والأهمية او البنية الاجتماعية بل حتى العلاقات الاجتماعية الاسرية بين افراد المجتمع فإنها اختلفت الى حد كبير قياسا بحالة شعبنا قبل مائة عام مثلا . ونجد اليوم وللأسف الشديد ان هناك من يجامل هولاء علي حساب الحقيقة الواضحة وضوح الشمس ويدعوهم الى مجلسه ويعطيهم حجما اكبر مما يستحقون وبالنتيجة سينفخ هولاء صدورهم حتى الانحياز . مر تاريخ شعبنا اي ابناء مابين النهرين بعدة مراحل عبر التاريخ القديم والمعاصر وتغيرت الادوار حسب الحقبة الزمنية التي يعيش هولاء بها ، فالحياة بالمجتمع البدائي تختلف عما كانت عليه اثناء المرحلة الطبقية والرأسمالية وطبقا للظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، فكانت الحياة في ذلك الوقت تسير بطريق العدل والإنصاف ونصرة المظلوم فكانت لازما عليهم ان يتفاخروا بحياتهم الطيبة وصفات الحميدة وقوتهم كما قال الشاعر اذا بلغ الفطام لنا الرضيع تخر لنا الجبابر ساجدينا هكذا كان لهم دورا فعالا حيث اخذوا علي عاتقهم توثيق عرى الروابط الاجتماعية بين افراد المجتمع وأخذوا زمام امور المجتمع لما لهم من مكانة سامية في نفوس ابناء مجتمعنا فعززت القيم والعادات والتي لأزالنا نسير ونعمل بها لوقتنا الحاضر . وبعد مرور الزمن والتغيرات التي حصلت بالعراق والتي ادت الى هجرة الكثيرين فقد تطلعت تلك الاقوام التي قدمت من الجزيرة العربية ومن بلاد الشام علي ابناءنا شعبنا بأنهم مشروع ضد تطلعاتهم وأمانيهم وترسبت هذه الفلسفة التي عاشت في عقول وضمائر الاخرين حتى اصبحت جزء من ثقافتهم واعتقاداتهم الموروثة من الدخلاء وأصبح اهل الارض الاصليين مرفوضين من الجميع ولابد تتم المواجهة وهذه الفلسفة والتفكير والنظرة اللاشعورية لدى الغير وتهجير الناس من مناطق سكناهم وخاصة الموصل فقد ازداد ترسيخ الفكر في نفوس ابناء المجتمع الجديد بان المسيحيين هم اعداهم وهكذا تفاقمت المشكلة بالشكل التي اصبحت مشكلة كبيرة ادت الى هجرة ابناء الارض الاصلين والتي بدأت بنزوحهم الى مناطق بعيدة عن مناطق سكناهم وبالتالي تفكيرهم بالهجرة خارج بلدهم وأرضهم التي اسست من خلالهم وبالتالي تصبح مقولة مسيحي العراق صحيحة ولكن بصمود اهلنا وأبناء شعبنا ابناء بلاد مابين النهرين وتحركات وأعمال سيادة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو ورجال الدين والخيرين والناشطين والسياسيين سوف لن يكون لهذا المقولة مكانة بل سوف يكون وتبقى تلك المقولة الخالدة