الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: þ الله اكبـــر ... الله اكبـــر !!! •þ الأحد 5 أكتوبر 2014 - 22:01
اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر السبت 04 ـ 10 ـ 2014 بقلم / امين يونس : منزلي يبعد 200 متراً عن الجامع ، وخمسمئة متر عن جامعٍ آخر .. وما بين الجامعَين هنالك ثلاثة مدارس ، فيها مئات العوائل من النازحين الإيزيديين . كذلك على مقربةٍ مِنّا ، هنالك كنيسة مُكتظة بالنازحين المسيحيين . إلتقيتُ في الأيام الأولى من الأحداث ، ببعض النازحين من قُرى سنجار ، الذين نَفَذوا بجلدهم في 3/8/2014 ، بعد ان سمعوا بآذانهم ورأوا بأعينهم ، عناصر داعش ، وهُم يُكّبِرون ثم يذبحون آباءهم .. يُكّبِرونَ ثم يختطفونَ أخواتهم .. الكثير من الأطفال النازحين ، الهاربين من الموت المُحّتَم .. الذين شاهدوا هذه المناظِر المُرعبة .. باتوا يرتجفونَ لاإرادياً ، حين يسمعونَ : اللهُ أكبر ! .. ولأن المدارس المُستضيفة للنازحين الإيزيديين هؤلاء .. تقعُ بينَ جامِعَين .. وأن الجامِعَين شهدا ، إقامة صلاة العيد في الصباح الباكِر .. فلقد تخّيلتُ حال مئات الأطفال الإيزيديين وهُم يستمعونَ مُرغَمَين للتكبيرات المُتكرِرة المُنطلقة ، من مُكبرات الصوت العملاقة . أنا الذي أبعد مِئَتَي متر عن الجامِع ، إستيقضتُ من جراء صوت التكبيرات .. فكيف بالأطفال النازحين ، الذين على بُعد بضعة أمتارٍ فقط ؟ ! . أنا أدركُ ، بأن صلاة العيد فيها دعوة الى التسامُح والمَحَبة ، وان التكبيرات تعبيرٌ عن عظَمة الله ، وان هذه المراسيم ، عموماً .. هي رسالة خَير وتعايُش . أنا أعرفُ ان " الله " الذي نادوا بإسمهِ فجر اليوم ، خلال صلاة العيد ، في الجامع القريب من منزلنا .. هو إلهُ الخير والمحبة والإنسانية والعَيش المُشتَرك والتسامُح . رُبما .. أدرك كُل ذلك . ولكن الطِفل الإيزيدي الذي ، رأى والدهُ يُذبَح وسط التكبيرات في قُرى سنجار .. لا زالَ يرتعدُ خوفاً عند سماعهِ : اللهُ أكبر .. بالنسبة لهذا الطفل المسكين ، فأنه يتصوّر ، ان ذلك الإله هو إله الشَر والقَتل والذبح وإراقة الدماء ! . ان جزءاً مُهماً ، من مُعالجة آثار ، المأساة التي حصلتْ بعد 3/8/2014 .. يكمُن في القضاء على إله الشَر الذي تُنادي بهِ عصابات داعِش .. في مُحارَبة ( فِكر ) إله القتل والذبح والإغتصاب . علينا نحن المُسلمين ، ان نُؤسِس لعلاقةٍ صِحية جديدة مع الإيزيديين والمسيحيين واليهود .. علينا ان نعمَل بِجد ونُكافِح .. من أجل ان لايرتعد طفلٌ إيزيدي حين سماعه : أللهُ أكبر ! .