كرمليس بين الماضي والحاضر... بيوت قديمة تهدم لتحل محلها الأسواق

عنكاوا كوم - كرمليس - خــــــاص

تكاد بلدة كرمليس تملك أقدم البيوت في منطقة سهل نينوى. البعض من اهلها يروي عن الاجيال الماضية ان منازلهم ضاربة في القدم غير ان الأسواق والمحال التجارية الجديدة غزت "القدامة" بـ "التحديث" فأستفاد اهل البلدة من ناحية وتغيرت معالم المنطقة من ناحية اخرى.
بعض اهالي المنطقة فضلوا تهديم منازلهم وبناء جديدة بدلاً عنها ومنهم نوح بهنام الذي هدم منزل جده القديم الواقع في غرب كرمليس القديمة "حي القصبة القديمة" ليبدء ببناء أسواق عصرية مكان المنزل.
تتحدث كاترينا زيباري وهي إمرأة مسنة تجاوزت عقدها الثامن عن البيوت لموقع "عنكاوا كوم"، قائلة "اليوم عندما أذهب إلى بيت أبني الذي هو بيت حديث أعرف الفرق بين بيوت أجدادنا وهذه البيوت العصرية فالأخيرة، المبنية من الأسمنت ما أن تنطفئ الكهرباء حتى تلتهب بنار الصيف " .
بنى الأهالي في القصبة القديمة عشرات المحال التجارية خلال السنوات القليلة الماضية وذلك لنزوح عدد كبير من العائلات من المدن العراقية إلى كرمليس .
يقول نوح بهنام عن الموضوع ، قائلا ً " البيت القديم سيتهدم يوماً ما ، ما الفائدة من بقائه ، أما إذا تم بناء أسواق فيستفاد منها الأهالي فهو أمر أفضل " .
بيوت جميلة مَبنية من الجَص و الحَجر تمتاز بعِمار فريد من نوعه ، إذ أن هناك اليوم ما يُقارب الــ 80 دار قديم في البلدة ، وبين الفترة والأخرى يتم تهديم عدد مِنها للإستفادة منها كأسواق أو دور عصرية بينما يصر البعض على ابقاءها كآثار الآباء والأجداد .
المُهندس والمؤرخ الكرمليسي حبيب حنونا يَصف تأثر الكرمليسيين بالدور القديمة في كتابه "تاريخ كرمليس" قائلاً "للكرمليسيين إعتزاز شديد بدورهم القديمة " إذ كانوا وحسب قوله في الكتاب يعمرونها من حين لآخر ، حفاظاَ عليها من التصدع و الإنهيار .
كانت كرمليس بالأمس، بلدة صغيرة فيها محال على عدد رؤوس الأصابع أما اليوم وبسبب توسعها فقد أرتفع عدد محلاتها كثيراً وأسواق جديدة تبنى على أنقاض دور شهدت حقبات تاريخية قديمة .



نقلا عن عنكاوا . كوم