بغداد ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: اعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) عن تأسيس ما يسمى بديوان التعليم والغاء اسم وزارة التربية وجمهورية العراق من المخاطبات الرسمية، فضلاً عن الغاء بعض المناهج الدراسية التي يعتبرها التنظيم لا تتوافق مع روح الشريعة. وقال الوكيل الاقدم لوزارة التربية نهاد الجبوري في حديث لاذاعة عراقية ان المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم لا تستطيع الوزارة ان تفرض مناهجها فيها، مضيفاً ان الوزارة مهتمة في الوقت الحاضر بالنازحين من تلك المناطق من الطلاب لانشاء مدارس مؤقتة لهم . الى ذلك دعت عضوة لجنة التربية في مجلس النواب منال جمعة الحكومة العراقية الى مواجهة خطط (داعش) الرامية الى تغيير المناهج الدراسية، واصفة التعليمات الاخيرة التي اصدرها التنظيم بخصوص المناهج الدراسية بالخطر الكبير على الطلبة وأفكارهم . وتناقلت وسائل اعلام تعميماً اصدره تنظيم (داعش) لدوائر التربية في المناطق التي يسيطر عليها ، يأمر فيه بشطب عنوان جمهورية العراق ووزارة التربية من المخاطبات الرسمية، واستبدالهما بجملة «الدولة الاسلامية» و»ديوان التعليم». وتضمن التعميم ايضا اعتبار العام الدراسي 2013-2014 عام عبور لجميع المراحل الدراسية عدا المنتهية منها، اضافة الى الغاء عدد من المناهج الدراسية المخالفة للشريعة مثل التربية الفنية والوطنية والاجتماعيات، والفلسفية والنفسية والتربية الدينية المسيحية، مطالبا ادارات المدارس بإرسال استمارات حددها الديوان تتضمن معلومات عن المدرسين والمعلمين . وكان تنظيم داعش قد انذر في وقت سابق المدرسين والطلبة في جامعة الموصل للالتحاق بالجامعة خلال 10 ايام او تعرضهم لعقوبات بينها مصادرة املاكهم . وضمن السياق نفسه ذكر مدير التخطيط في وزارة التربية المهندس نايف ثامر حسين في حديث صحافي ان عدد المدارس التي دمرها مسلحو تنظيم «داعش» جزئياً وكلياً منذ حزيران الماضي ولغاية الان، بلغ اكثر من الفي مدرسة. ان المدارس التي دمرت كانت في محافظات نينوى والانبار وديالى وصلاح الدين وكركوك، مشيراً الى ان هذا الامر تسبب بتفاقم ظاهرة نقص الابنية المدرسية التي يعاني منها العراق. وتؤكد وزارة التربية انها بحاجة الى نحو ستة الاف مدرسة بسبب عمليات الشطر التي تقوم بها، بالاضافة الى الزيادة السنوية الحاصلة في عدد السكان، داعيةً الجهات المعنية الى التعاون مع الوزارة لسد النقص الحاصل في عدد المدارس . وتأتي اجراءات تنظيم الدولة الاسلامية ضمن مساعيه لفرض الأمر الواقع وتغيير التوجهات بما يتلاءم مع أفكاره ونهجه على سكان المناطق التي يسيطر عليها منذ اجتياحه أجزاء من العراق في حزيران الماضي.