اللاجئون المسيحيون العراقيون يروون مآسيهم على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: اللاجئون المسيحيون العراقيون يروون مآسيهم على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" الخميس 16 أكتوبر 2014 - 22:35
اللاجئون المسيحيون العراقيون يروون مآسيهم على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"
Oct. 15, 2014
اللاجئون المسيحيون العراقيون يروون مآسيهم على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"
أعداد المسيحيين في العراق تراجعت بشكل كبير مؤخرا ديل غالفاك عمان-الأردن
اقتباس :
يقول أبو صفوان، وهو يهدئ طفلته الصغيرة برفق بين ذراعيه وسط ضجيج المسيحيين العراقيين النازحين الذين يحتمون في مركز كاثوليكي خارج العاصمة الأردنية عمان "ابنتي هي الأولى التي تولد هنا في المنفي بالأردن". وفر نحو 1800 مسيحي من مدينة الموصل شمالي العراق والقرى المحيطة بها في أول الأمر إلى مدينة إربيل الشمالية الكردية، وهم الآن يقيمون في مأوى مؤقت لهم في الأردن. وجاء هؤلاء إلى الأردن بدعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبمساعدة من مؤسسة كاريتاس الإغاثية الكاثوليكية، ووصلت آخر مجموعة من هؤلاء الأسبوع الماضي. ويقول أبوصفوان عن مسقط رأسه، الذي كان مركزا للمسيحيين في العراق على مدى 1600 عام حتى الصيف الماضي حينما أجبروا على اعتناق الإسلام أو الفرار أو مواجهة القتل، إن "المسلحين الذين ينتمون إلى ما يدعى (تنظيم) الدولة الإسلامية استأصلوا شأفتنا وطردونا من بلدنا، لقد تركنا الموصل مدمرة". ويضيف في نبرة تملؤها الحسرة "لقد استولوا على منازلنا ومحالنا وذبحوا أسقفنا فرج والقسيسين راغد وبولوس، كيف يمكن لنا بعد كل هذا أن نعود إلى هناك؟" "فيلم كئيب" وكانت الأمم المتحدة أصدرت في وقت سابق من هذا الشهر تقريرا قالت فيه إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش سابقا) ارتكب "مجموعة مروعة" من انتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة والواسعة، و"أعمال عنف ذات طبيعة طائفية متزايدة" في العراق. وقالت إن التنظيم نفذ جرائم حرب محتملة، من بينها إعدامات جماعية واستخدام الأطفال كجنود واختطاف النساء والفتيات واستخدامهم كعبيد لممارسة الجنس، بحسب التقرير. وأكد المسيحيون أيضا ارتكاب مسلحي الدولة الإسلامية "جرائم ضد الإنسانية" ضدهم وضد غيرهم من الأقليات الأخرى مثل الأيزيديين، وطالبوا بمساعدة دولية. وقال أبوسليمان - وهو رجل في الستينيات من عمره - من مدينة الموصل "وضعوا حرف (نون) باللون الأحمر على منزلي، في اختصار لكلمة (نصراني)، وأعلنوا أن (المنزل) ملكية للدولة الإسلامية. خسرت متجري، وكل ما أملكه في الحياة".
يسيطر مسلحو الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من العراق وسوريا وتساءل وهو يهز رأسه "كيف يمكنني أن أعيش بعد ذلك؟ جميع حقوقنا الإنسانية انتهكت. وسمعت الآن أن أحد المسلحين من أفغانستان يعيش في منزل عائلتي، هذا أمر لا يمكننا تحمله". وأضاف "لقد نجونا فقط لأننا فررنا من المدينة في وقت مبكر من الصباح، في حين أن مسيحيين آخرين سرقت منهم سياراتهم وذهبهم وأموالهم، وحتى الحفاضات من قبل مسلحي الدولة الإسلامية". ولا يملك الكثير من المسيحيين حاليا أي شيء، وقد فروا بملابسهم فقط على ظهورهم، ويعتمدون على سخاء الآخرين. ويقول سليمان، وهو يتحدث عن عائلته التي تضم سبعة أفراد "انتقلنا إلى منطقة آمنة تحت سيطرة الأكراد ونمنا أسفل الأشجار في إربيل وانتهى بنا المطاف في الأردن". ويقول رجل الأعمال جاسم حنا إن مدينته الحبيبة الموصل تحولت إلى "فيلم كئيب بائس لنهاية الحياة" بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية عليها. ويضيف في حالة غضب شديد وهو يتحدث أمام مسؤولين مسلمين ومسيحيين خلال حملة تضامنية مؤخرا مع اللاجئين العراقيين، إن هناك "رجالا يجوبون الشوارع بالسيوف، كيف يمكن أن يحدث هذا في القرن الحادي والعشرين؟ لا توجد إنسانية في العراق، لقد دمر". معركة حاسمة نجح والد حنا في تأسيس تجارة مزدهرة على مدى أكثر من 40 عاما ويمتلك ثلاثة متاجر. لكن بعد استيلاء التنظيم المتشدد على المدينة، قال أحد المسلحين لحنا إنه يجب عليه أن يدفع "أموالا" للاحتفاظ بمتجره. ويقول الشاب المسيحي - الذي يبلغ عمره 33 عاما - إن مراهقا جاء إلى منزل عائلته وأعلن أنه "المحافظ" الجديد للمدينة. وقال حنا "أعلن (هذا الفتى المراهق) أن المنطقة جزء من الدولة الإسلامية، ومن بينها منزلي وأرضي. هذا كاف. هذه أرض عائلتي وقد عملنا من أجلها. لكن في النهاية، اضطررنا للفرار خوفا على حياتنا". وأعرب اللاجئون المسيحيون عن استيائهم إزاء عدم تدخل القوات الأمريكية والعراقية لنجدتهم في الموصل حينما فرضت الدولة الإسلامية حصارا على هذه المدينة، ثاني أكبر المدن العراقية. وقال سليمان "أمريكا لم تفعل شيئا للموصل حينما أجبر المسيحيون على الفرار من المدينة. لقد كانت قصة مختلفة حينما غزا صدام حسين الكويت عام 1990".
زعماء كاثوليك أردنيون يقولون إن الصراع في العراق يسبب نزوحا لأعداد كبيرة من المسيحيين وأضاف حنا "مرت أربعة أشهر منذ استيلاء الدولة الإسلامية على الموصل ولم يحاول الجيش الأمريكي أو العراقي استعادة السيطرة عليها". وبدأت أحدث غارات جوية أمريكية في العراق في أغسطس/آب الماضي في محاولة لمساعدة الأيزيديين المحاصرين فوق جبل سنجار الذي يواجهون فوقه خطر القتل على يد مسلحي الدولة الإسلامية. وقال جون آلن مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما للائتلاف الدولي ضد الدولة الإسلامية مؤخرا إن الحرب الجارية لاستعادة الموصل، أكبر معقل جهادي في العراق، يمكن أن تستغرق عاما من التخطيط، مضيفا أنها ستتطلب أكبر قدر ممكن من الإعداد. وقال رئيس أركان الجيش الأميركي مارتن ديمسي في حديث لشبكة "ايه بي سي" الأمريكية نشرتها الأحد إن مدينة الموصل قد تصبح في مرحلة ما "المعركة الحاسمة على الأرض"، وسيتطلب هذا وجود قوات أمريكية على الأرض تعمل بجانب القوات العراقية. لكن على الرغم من ذلك، يقول معظم الأمريكيين إنهم لن يعودوا إلى العراق مطلقا طالما أن مسلحي الدولة الإسلامية موجودون فيها. وأعرب مسؤولون مسيحيون كاثوليك، ومسلمون أردنيون، عن قلقهم من أن الموجة الأخيرة لنزوح اللاجئين العراقيين قد تؤدي إلى تخلي المزيد منهم عن موطنهم التاريخي والانتقال إلى الغرب، وهو توجه بدأ يتنامى بين المسيحيين في أنحاء الشرق الأوسط المضطرب.
bbc.co.uk
اللاجئون المسيحيون العراقيون يروون مآسيهم على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"