الارهابي الهولندي من أصل عراقي كردي، في صورة نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وهو يجلس خلف خمسة رؤوس مقطوعة لضحايا ذبحهم بسكين .
وإذ تعمّدت الصحافة الهولندية، نشر صورة خالد مع اخفاء الرؤوس المقطوعة، خضوعا لقوانين النشر، ولاعتبارات مهنية واخلاقية، الا ان الصورة باتت في حقيقة الأمر، في متناول الجميع، وعكف حتى الاطفال في هولندا، على التمعن في ذبّاح ارهابي . بلحية سوداء كثّة، عاش عشر سنوات في مدينة "ألميرا Almera "، في وسط البراري الهولندية، وتلقى مساعدات اجتماعية من البلدية، وسكناً لائقاً، وعلاجاَ مجانياَ، باعتباره لاجئا فرّ من اقليم كردستان في 2006، واحتضنه هولندا. وحجر الزاوية في العلاقة بين الهجرة والارهاب، ان اللاجئين الذين فروا من حروب بلادهم، مثل العراق وافغانستان، وكذلك ابناء المهاجرين من دول مثل المغرب والصومال ولبنان ومصر، الذين يهاجرون لأسباب اقتصادية، ايادٍ عاملة، اسهمت إلى حد كبير في تطوير وبناء بلدان الهجرة، لكن ظهر بينهم العشرات من الشباب المتطرف مِمّن دغدغ مشروع "الخلافة" المزعوم، مشاعرهم الدينية، و زاد من تطرّفها، دعاة وائمة جوامع تكفيرين في هولندا ودول اوربية اخرى.وبموجب ذلك، سافر المئات من المتطوعين الغربيين إلى مناطق النزاع، للانضمام إلى الجماعات الارهابية، ما أثار المخاوف من عودة هؤلاء واحتمال قيامهم بأعمال ارهابية.لقد اثار الارهابي خالد، اللغط في المجتمع الهولندي، وكان الصدمة كبيرة بصورة خاصة، بين اولئك الذي عرفوه، وتعاملوا معه. من موظفي البلدية والصحة، اضافة الى الجيران، الذين استيقظوا ذات صباح، على صورة خمس رؤوس مقطوعة يجلس خالد بجانبها مزهواً وفخوراً. ولم يختلط الحابل بالنابل، لدى الذين خبروا هذا الشاب الذي قدِم إلى هولندا ذات يوم، "مستضعفا"، ينشد البيئة الآمنة، بعدما زعم أن حياته في خطر في اقليم كردستان العراق، بسبب مواقفه الاسلامية "المتطرفة" التي تحاربها السلطات هناك، كما زعم في طلبه للجوء السياسي. واسفر التحقيق وقتها، عن قناعة المحققين بان خالد يستحق اللجوء، ليكتسب الجنسية الهولندية بعد خمس سنوات وفق قوانين الجنسية. واستجابةً للضغوط الشعبية، ووسائل الاعلام، وبموجب قوانين جديدة عاجلة سنتها الحكومة، لمعالجة مشكلة "الجهاديين" العائدين من جبهات القتال، تقرر سحب الجنسية منه ومنع دخوله الى الاراضي الهولندية. وقال بيان لوزارة الداخلية الهولندية أن "جميع اوراق الاقامة الممنوحة سابقا لخالد ألغيت، بالإضافة الى منعه من العودة إلى هولندا مجددا". غير ان الانباء الجديدة، افادت بمقتل خالد، لتطوى بذلك صفحة من حياة ارهابي، قرّر، الى جانب المئات من الشبابالمتطرفين، النفير الى "دولة الخلافة" المزعومة. غير ان خالد، في واقع الحال، لم يكن طارئا على سجل المخابرات الهولندية AIVD، فبحسب تقرير اطلع عليه IMN)( في صحيفة"تلغراف " الهولندية، فان خالد اعتُقل في 2011 لمدة اسبوعين، بسبب تورطه في اعمال ارهابية، لم توضح الصحيفة تفاصيلها،لكن اطلق سراحه لعدم كفاية الادلة. ويقول المغربي سفيان قادر لـ (IMN)، الذي خَبَرَ خالد عن قرب، انه كان يتردّد كثيرا على مسجد ابو بكر الصديق Assadik Abo baker في مدينة "الميرا" في الوسط الهولندي، وكان معروفا بين الذين يترددون على المسجد بتطرفه ودعوته الى الجهاد في صفوف "جبهة النصرة" في سوريا. وحين سافر خالد، إلى اقليم كردستان، قرّر من هناك الانتقال مباشرة إلى سوريا، لينضم الى الجبهة، ومن ثم يفك ارتباطه بها، لينتمي الى عصابات "داعش" الارهابية. ويتحدث سفيان عن "قلق يساوره وهو يرى شبابا، نال منهم التطرف، ما جعلهم اداة ناقلة لعدوى الارهاب الى الآخرين"،في اشارة منه إلى تأثر الارهابي خالد، بشباب مغاربي انصاع لأفكار تكفيرية يطلقها رجال دين متطرفون. وفي خلال صلاة الجمعة، وفي الساحة المقابلة للمسجد، حيث تختلط حركة الزوار بفعاليات اعداد المطبخ الشرقي للمصلين، يتحدث الشاب العراقي الكردي، عادل مراد لـ IMN) )،عن معرفة له بالإرهابي خالد، و"كيف كان يعاني من مشاكل نفسية جعلته متطرفاً حتى في سلوكه اليومي ومواقفه الاجتماعية". ولا يلقي مراد، الكلامَ على عواهنه، حين يقول "لقد كان يكفّر المجتمع الذي يعيش فيه في هولندا، مثلما كان يبدى الكراهية لابناء قوميته في اقليم كردستان في العراق، اذا لم ينضموا إلى التنظيمات الارهابية". وكانت مصادر صحافية مختلفة، اشارت إلى إن خالد شارك في القتال في حلب، كما ساهم في معارك في المناطق القريبة من الموصل، قبل اجتياح داعش لها في العاشر من حزيران/يونيو الماضي. ان شخصية "ارهابية" مثل خالد، تفصح عن الفرد "النوعي"، الذي تتلقفه التنظيمات الارهابية، فلم يكن هذا الشاب المتطرف سوىفرداً كسولاً، عاش على "المساعدات" الاجتماعية، وكان مدمناً على تناول الاقراص التي تعالج الاضرابات النفسية، والانفصام في الشخصية "شيزوفرنيا"، بحسب سجله الطبي التي اشارت اليه وسائل الاعلام. وعلى شاكلة خالد، سافر الكثير من الشباب المتطرف من أوربا والولايات المتحدة واستراليا إلى مناطق القتال في العراق وسوريا،وجلهم عاطلون، ومنبوذون، واعضاء في عصابات اجرامية، ليتبوأ البعض منهم مراكز قيادية عليا في التنظيمات الارهابية. ومن استراليا التحق نحو 160 متطرفا إلى القتال في العراق وسوريا، فما تقوله مصادر بريطانية إن حوالى 500 بريطاني توجهوا للقتال في صفوف "داعش"، كما توجه نحو 130 مواطنا هولنديا للقتال، بحسب جهاز الاستخبارات الهولندي. وأعلن رئيس الهيئة الفيدرالية لحماية الدستور الألماني، هانس جيورج، إن عدد الألمانيين المشاركين في الحرب السورية منذ اندلاعها بلغ 300 "جهاديا"، بينهم 20 امرأة.