|
| الأنانية وحُب الذات ، بقلم وردا اسحاق عيسى | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مسعود هرمز النوفلي عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 606 تاريخ التسجيل : 12/03/2010 الابراج :
| موضوع: الأنانية وحُب الذات ، بقلم وردا اسحاق عيسى الخميس 15 يوليو 2010 - 2:49 | |
| الأنانية وحُب الذات الأنانية مرض من الأمراض التي تُصيب الروح الأنسانية حيث تشكل حجر عثرة في طريق الأيمان الصحيح والتخطي نحو الرب. أنها تسعى وتعمل خلف ملذة الجسد ورفاهيته ومن أجل المجد الزمني الزائل والمنفعة الدنيوية فيصبح العالم الأرضي هو الهدف. هكذا يضعف الأنسان لكي يصبح عبداً لشهوته فيتعذر عليه التفكير بالله لأنه يبحث عن هذا العالم وجواهره ، لكن الجوهرة الحقيقية التي خلقت العالم لا يراها لعماهُ الروحي. انه يتوهم ويظن بأن الرفاهية والتنعم بمركز أجتماعي مرموق بهِ هو الأفضل وهو الحل لكي تذيع شهرته ومكانته , لكنه سيكتشف بعد حينٍ أنه يفتقر الى نعمة السلام والمحبة. بعد ذلك سيشعر بالأضطراب والقلق والحيرة تؤرق حتى نومه وصحته وعلاقته بالآخر لأنه كان دائماً يعمل في دائرة الأنا المغلقة الى حد الشعور بالبرود , برود المحبة للآخرين ، فتبرز فيه أعراضاً كثيرة تفرض قوانينها على حياته , منها الحسد والتكبر والغيرة والحقد والأنتقام , أما الرحمة فتموت في ثنايا حياته لأن الرحمة تنبع من المحبة وهي أحدى صفاتها , وبذلك سيكون أتجاه مسيرته عكس الطريق الخاص بالمحبة التي سوف لا تثبت فيه أبداً ، عندها يصبح بعيداً عن الله نحو المجهول مُتأرجحاً غير ثابتاً وحسب قول الرسول:( اله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه) " يو 4: 16" فالبعيد عن المحبة سيتعامل مع الآخر بالغضب والكراهية وحب الذات والغيرة والذم. وأيضاً ، ومن أجل الأنا ستتطور حياته الى النفاق والرياء والكذب والشهوة والسرقة فيصبح إلههُ الأول المال والمقتنيات وما يشتهيه الجسد علماً بأن المال هو أصل كل الشرور , ومحبة العالم هي عداوة لله وكما قال رسول الأمم في "1 تي 6: 9-10" ( وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء , فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غنية ومُضرّة. تغرق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال أصلٌ لكل الشرور). هكذا يكافح من أجل الذات الأنانية فلا يكترث من الخلافات التي ستبرز مع الآخر فتظهر المشاكل بسبب المصلحة الذاتية علماً بأن الرب علّمنا بأن نقتدي به فننكر ذواتنا ونحمل صليبنا كل يوم ونتبعه ، بهذه الطريقة نأخذ مِنْ الكلمات المقدسة لكي نقدمها للآخر فنزرع المحبة والتقارب والتعاون والأنسجام والفرح بيننا جميعاً ، فحمل الصليب من أجل الآخر هو الأقتداء بالرب و كما هي رسالة للآخر ، هكذا نسير خلف الفادي وحسب قوله: ( من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه , ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني ) متى 16: 24 . هذه الخطوة تحتاج أولاً الى نعمة الأتضاع وكما فعل المخلص فتخلى عن مجده فأتضع من أجل الجميع ( أخلى نفسه آخذاً صورة عبد ، صائراً شبيهاً بالبشر. وضع نفسه وأطاع حتى الموت , موت الصليب) . هذه هي قمة التضحية ، والتضحية هي دواء الأنانية وحُب الذات. هذه الأنانية التي لن تستطيع يوماً أن تخرق حياة الرب , وبسبب الأنانية وحُب الذات بدأت الخطيئة مع الأبوين واستمرت بعد السقوط فظهرت في قايين حيث برزت فيه أعراضها كالحسد والحقد والغيرة والأنتقام. هكذا يبتعد الأنسان مما تريد السماء ، حُباً بالأرضيات وبالتراب الذي خلق منه لأنه لا يبحث ما للروح لأن متطلبات الروح هي عكس ما يحتاج اليه الجسد فتسمو نفس الأنسان المؤمن فوق كل الملذات لكي ترتفع نحو العُلا فتعبد الرب بأستحقاق مُعزّزة ذاتها بالعمل الصالح والمفيد للقريب. الأناني مُنهك دائماً لأنه يريد أن يحصل على كل تراب الأرض فيعاني من التعب والخمول فيتجه نحو الهلاك الى أن تبلعه الأرض التي أراد أن يبلعها . أخيراً نقول لمن يعشق الذات الأنانية ان يتأمل في ما زال من متاع الدنيا ، أنها خير وسيلة للتأكد من زوالها , فأين أفراح السنة الماضية؟ أين المجد الدنيوي الذي جاهدّت من أجله؟ ماذا بقي لك من ملذات الأيام القليلة الماضية؟ لقد زال كل شىء كالظل وأنتهى. فلماذا أذن تتابع الحياة الزائلة؟ ولماذا لا تطلب السعادة الأزلية؟ أذن عليك أن تواجه الحقيقة الكبرى في حياتك لكي تعيش بطهارة ونقاوة وسلام على هذه الأرض وبالسعادة الأبدية في الآخرة مع الرب الذي يُريدنا كاملين في حياتنا وحسب قوله:( كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل )" مت 5 : 48" . الرب أعطانا كل الوسائل للسير في درب القداسة , فبالمعمودية جعلنا أبناء الله , وبالميرون تكرسنا وبالأفخارستيا نتحد به ، وأنه مصدر كل الغنى والقداسة. هكذا تثمر فينا ثمار الروح لنصبح هياكل للروح القدس فنتميز عن الآخر بالمحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف ...الخ "غلا 5 : 22 ". أما الرسول بولس فيحثنا لكي نلتزم بالمحبة ونعمل بها من أجل الأرتقاء الى الكمال الروحي وحسب الآية : ( ألبسوا المحبة التي هي رباط الكمال) " كولو 14:3" . وبذلك سنتحد مع الله المحبة في هذا العالم فننال المكافأة وأكليل المجد في العالم الأتي ولإلهنا كل الجد دائماً . بقلم وردا اسحاق عيسى ونزرد - كندا | |
| | | حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010 الابراج :
| | | | | الأنانية وحُب الذات ، بقلم وردا اسحاق عيسى | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |