لندن ـ القدس العربي ـ لم تكن مشاريع رشدي أباظة تشمل أنه سيصبح ممثلا في يوم من الأيام، واختلطت حياته الشخصية بأدواره علي الشاشة فتحول أمام الجمهور إلي عاشق نبيل، رومانسي، عنيف، فالتفت حوله قلوب النساء وأحبه الكبار والصغار. وكانت أول أعماله فيلم (المليونيرة الصغيرة) عام 1949 أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وغيرها من الأعمال، ثم انصرف عن ذلك إلى أمور أخرى، إلا أنه عاد ومثل أدوارا صغيرة في أفلام (دليلة - رد قلبي - موعد غرام - جعلوني مجرما) وغيرها من الأعمال، منها فيلم (الشياطين الثلاثة) الذي شاركه في البطولة الفنانان أحمد رمزي وحسن يوسف وشاركت في بطولة الفلم الفنانة القديرة برلنتي عبدالحميد ولعل هذا العمل من أجمل الأعمال التي أداها رشدي أباظة.
وولد رشدي اباظة في 3 اب (أغسطس) 1926 ووالده سعيد بغدادي أباظة ضابط بوليس، وامه إيطالية كانت تقيم بالقاهرة، حصل علي الشهادة الابتدائية من المدرسة المارونية بالظاهر وهي نفس المدرسة التي تخرج منها فريد الأطرش وأخته أسمهان، وحصل علي التوجيهية من مدرسة "سان مارك" بالإسكندرية .
استرد نجوميته في فيلم (امرأة في الطريق) عام 1958 مع شكري سرحان وزكي رستم وهدى سلطان، والذي أخرجه الراحل عز الدين ذو الفقار، ثم قدم بعد ذلك أفلاما ذات قيمة عالية وهي (جميلة عن البطلة الجزائرية (جميلة بوحيرد) - واإسلاماه - في بيتنا رجل - الطريق - لا وقت للحب - الشياطين الثلاثة - الزوجة 13 - الساحرة الصغيرة - صغيرة على الحب - صراع في النيل - عروس النيل - شيء في صدري - وراء الشمس - أريد حلا - وغيرها من الأفلام).
كان رشدي أباظة يجيد خمس لغات مختلفة، وكان مرشحا للسينما العالمية، وكان من الممكن أن يسبق عمر الشريف إلى هوليوود ويغزو السينما العالمية لولا أنه أضاع كل هذه الفرص. اشترك دوبليرا للنجم العالمي روبرت تايلور في فيلم (وادي الملوك)، واشترك في فيلم (الوصايا العشر) للمخرج العالمي سيسيل ديميل، وغيرها من الأعمال. ومن اهم البطولات المطلقه و اهم افلامه في قوه الاداء كان فيلم الرجل الثاني من اخراج عز الدين ذو الفقار
تزوج رشدي أباظه أكثر من خمس مرات: منهم تحية كاريوكا وسامية جمال وصباح في زواج قصير لمدة 24 ساعة، وأنجب من إحدى زيجاته باربارا (الأمريكية الجنسية) بنت اسمها قسمت وكان آخر فيلم أنهى تصويره قبل وفاته هو فيلم (سأعود بلا دموع)، ثم اشترك بعده في فيلم (الأقوياء) وهو آخر أعماله.
توفي في 27 اب (أغسطس) 1980 عن عمر يناهز الثالثة والخمسين عاما بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ، وكان في وداعه مائتي ألف مواطن، واضطر رجال الأمن إلى التدخل لمنع زيادة التجمهر من حوله، لتمكين السيارة من الوصول به إلى مقره الأخير.
وأشترك في آخر أعماله (الأقوياء) الذي مات أثناء تصويره ولم يستطع إنهائه، فأكمله الفنان القدير صلاح نظمي بدلا عنه عام 1980.
رشدي اباظة دنجوان الشاشة العربية لم يكن يريد التمثيل