█ أردوغان ... أوغلو : الى أين تسير تُركيا والمنطقــة ؟ █
كاتب الموضوع
رسالة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: █ أردوغان ... أوغلو : الى أين تسير تُركيا والمنطقــة ؟ █ الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 - 13:16
أردوغان ... أوغلو : إلى أين تسير تركيا والمنطقة ؟ كل ما خطط له أردوغان كان ممتازاً ، فهو استغل إنذار 28 شباط 1997 الذي وجهه مجلس الأمن القومي التركي إلى ائتلاف أربكان - تشيللر ، والذي أدى إلى استقالة الحكومة التركية . وحل حزب الرفاه في 16 كانون الثاني 1998 فقام بتأسيس حزب جديد هو حزب العدالة والتنمية ، مع مجموعة من قياديي الرفاه السابقين ، قاطعاً على معلمه القديم طريق العودة إلى الحياة السياسية من جديد . وقُبيل غزو العراق عام 2003 رفض البرلمان التركي طلب المشاركة في القتال إلى جانب القوات الأمريكية، الأمر الذي استغله أردوغان ، بدعم خفي من واشنطن ، ليقوم بتحجيم دور الجيش في الحياة العامة في تركيا بالتعاون مع حركة الخدمة التابعة لرجل الدين المشهور فتح الله غولن ، عن طريق القضاء ، فأحيل عدد من كبار ضباط الجيش إلى المحاكمة ، فيما عُرف بقضيتي ( أرغينكون ) و ( المطرقة ) ، وعلى إثرهما حُكم على عدد كبير من الضباط والصحفيين والناشطين في المجال العام بالسجن لمدد متفاوتة . وبعد احتجاجات ساحة تقسيم وافتضاح عملية ( الرشوة الكبيرة ) التي وجهت ضربة قوية إلى أردوغان ، لأنها مسّت في الصميم أخلاقية بعض الأفراد المقربين وكشفت مدى تورطهم في قضايا فساد خطيرة ، بدأ أردوغان بمحاولة القضاء على حركة الخدمة ، بعد أن اتهمها بمحاولة تأسيس كيان موازٍ للدول وفي هذه الأثناء كان أردوغان يُحكم السيطرة على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وحاول بعد ذلك السيطرة على المؤسسات الإعلامية عن طريقة شرائها بواسطة أتباعه أو ترهيبها، وذلك بزج الصحافيين في السجون ، الأمر الذي أدى إلى تحول تركيا إلى أكبر سجن للصحفيين في العالم. كل ذلك حتى يقضي على كل صوت معارض له في تركيا . مما سبق ، نرى أن أردوغان في كل مرحلة من مراحل تاريخه السياسي ، قام باستخدام جماعة أو حزب ، حتى يحقق ما يُريد ، ثم يقوم بتوجيه ضربة قوية إليها ، ما يجعلنا نتساءل عما إذا كان مثله الأعلى هو ميكافيللي أم شخصاً آخر ؟ ! أما على صعيد حزب العدالة والتنمية، فقد أيقن أردوغان باكراً أن حزب العدالة والتنمية ليس حزباً متماسكاً أيديولوجياً .. فهو يعتبر أقرب إلى تجمّع قوى يجمعها العداء لقيم أتاتورك العلمانية وحكم العسكر . لذا وجدت القوى الليبرالية وأصحاب الطرق الصوفية والفئات المهمّشة اقتصادياً فرصتها للانقضاض على هذه القيم والانتقام من العسكر، عندما ساهمت في إيصال حزب العدالة والتنمية إلى الحكم ، وعملت على تعزيز سلطته خلال الفترة المنّصَرِّمة .. ومن أجل ذلك استعان أردوغان بخدمات الأستاذ الجامعي أحمد داود أوغلو ، كي يضع الأسس العقائدية للحزب ويرسم سياساته الداخلية والخارجية . الأمر الذي أدى إلى موجة احتجاجات داخل حزب العدالة والتنمية ، لأن سياسة ( صفر مشاكل ) التي وضعها الحزب أدت إلى صفر أصدقاء في الخارج ، وإلى مشاكل لا تنتهي في الداخل ، نتيجة الخطابات الطائفية والسياسات المذهبية التي انتهجها الثنائي ( أردوغان - أوغلو ) في الداخل ، وتورطهما في لعبة صراع المحاور للسيطرة على الشرق الأوسط .. فقد تحالفا مع الإخوان المسلمين ضد المحورين السعودي والإيراني ، وانخرطا في لعبة واشنطن لتغيير الخريطة السياسية للمنطقة .. الأمر الذي قد يرتد على تركيا ويُدخلها في صراعات داخلية في حال قرر جميع المتضررين ، داخلياً وخارجي اً، التحرك وتوجيه ضربة معاكسة لسياساتهما . بعد فوزه بمنصب رئاسة الجمهورية في تركيا ، أخّر أردوغان إعلان النتيجة في الجريدة الرسمية حتى لا يُتهم بمخالفة الدستور ، بعد أن جمع المناصب الثلاثة ( رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس حزب العدالة والتنمية ) ، وقام بعملية تحجيم لقيادات الحزب التاريخية ، كعبد لله غول وبولنت آرتيش ، ومنعها من الوصول إلى رئاسة الحزب . ومن أجل ذلك قرر ترشيح أحمد داود أوغلو لمنصب رئاسة الوزراء ، حتى يضمن أن يكون أوفى رجاله في الموقع الذي قد يُهدد طموحه بالسعي إلى تحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي ، ما سيمنحه صلاحيات واسعة تسمح له بتصفية الإرث الأتاتوركي والبدء بعملية أسلمة تركيا . وهكذا نرى أن آخر من استخدمهم أردوغان ورماهم على قارعة الطريق ، هم رفاق دربه الذين مكنّوه من السيطرة على مفاصل الحكم في أنقرة . أما خارجياً ، فلن نرى تغيّراً كبيراً في سياسة تركيا الخارجية ، فموجة العنف التي تضرب المنطقة ستزداد جنوناً في محاولة لتحجيم دور المحور السعودي - الخليجي في ليبيا ومصر ، ومحاولة كسر عظم المحور الإيراني في سورية والعراق ، بعد أن تمكنت أنقرة من نسج تحالفات استراتيجية مع الأكراد قد تؤدي إلى تأسيس كيانات كردية تدور في فلك أنقرة . هذا الأمر يترافق مع محاولة تغيير أنقرة لنظام الحكم في دمشق بالقوة ، والإتيان بالإخوان المسلمين إلى الحكم ، الأمر الذي سيؤدي إلى توجيه الضربة القاضية للمحور السعودي ، ويتيح البدء بعملية تغيير أنظمة الحكم في الخليج بما يتوافق وطموح أردوغان . أما أوربياً ، فلن تتغير سياسة الشد والجذب حول مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ، فالتعديلات الدستورية التي يفرضها الاتحاد الأوربي على الدول المرشحة للانضمام إليه مرفوضة من قطاعات واسعة ، لأنها تمس وحدة البلاد ، من وجهة نظرهم .. وما الكلام عن الفروق الدينية والعقائدية إلا لذر الرماد في العيون . وقد يشهد ملف النزاع الأرمني - الأذري مزيداً من التسخين حتى درجة الانفجار ، فالسياسة الأرمنية في القوقاز تعيق الحلم العثماني بتحقيق التواصل البري بين أنقرة والقوقاز ودول آسيا الوسطى ذات الأصول التركية ، الأمر الذي يسمح لتركيا بالتحول إلى قوة دولية ، من وجهة نظر الثنائي أردوغان - أوغلو . إن السياسات التي انتهجها هذا الثنائي، المبنية على نزعة قومية عنصرية وطائفية صارخة ، في سبيل تحقيق طموحهما إلى إعادة تأسيس الخلافة العثمانية واستعادة الأراضي التي فقدها الباب العالي بعد الحرب العالمية الأولى ، قد حولت المنطقة إلى ( سفينة نوح ) ، بعد أن شرّعت أنقرة أبوابها لجميع شذّاذ الآفاق والسفاحين والمرضى النفسيين في العالم ، كي يمارسوا إجرامهم وفجورهم على سكان المنطقة ، مع ملاحظة أن سفينة سيدنا نوح لم تحوِ إلا عائلته وزوجين من كل حيوانات المعمورة . المصدر / جريــدة النّـــور .. جريدة سياسية ثقافيـــــة .
█ أردوغان ... أوغلو : الى أين تسير تُركيا والمنطقــة ؟ █