أوباما مقبل على السقوط في هاوية سياسية مع قرب نهاية فترته النماذج التاريخية تثبت أن الرئاسة ستؤول إلى الجمهوريين، والرئيس
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61423مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: أوباما مقبل على السقوط في هاوية سياسية مع قرب نهاية فترته النماذج التاريخية تثبت أن الرئاسة ستؤول إلى الجمهوريين، والرئيس الأربعاء 3 ديسمبر 2014 - 21:55
أوباما مقبل على السقوط في هاوية سياسية مع قرب نهاية فترته
النماذج التاريخية تثبت أن الرئاسة ستؤول إلى الجمهوريين، والرئيس الأميركي بصدد إنقاذ ما تبقى من إرثه في وجه ضعف داخلي هائل.
العرب [نُشر في 03/12/2014، العدد: 9757، ص(7)]
تردد أوباما في حسم عديد الملفات الخارجية أصبغ فترته بالضعف والوهن
واشنطن - يرى الباحث جورج فريدمان في دراسة له صادرة عن مؤسسة ستراتفورد للتحليل السياسي والإستراتيجي الأميركية أنّ الضرورة الآن تستدعي تناول الشؤون السياسية الأميركية لأنه من المتوقع أن يكون لها هذا الأثر المحدد على العلاقات الدوليّة، حيث دخلت واشنطن الآن المرحلة الأخيرة من الفترة الرئاسية لأوباما. وكما كان الشأن مع عدة رؤساء سابقين، فقد انتهت فترته إلى ما يمكن تسميته بـ”حالة فشل”، وهذا لا يعتبر حكما على رئاسته بقدر ما هو حكم على الترتيب السياسي داخلها والمحيط بها. انتهت مؤخرا الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، ويبدو أنّ الديمقراطيين والرئيس الأميركي وجدوا أنفسهم في طريق مسدود، وفق فريدمان، الذي أضاف أنّ هذه الوضعية في الحقيقة ليست مهمّة، إذ وجد رؤساء آخرون بشهرة دوايت أيزنهاور أنفسهم في هذه الحالة، فالمشكل يظهر عندما يكون هناك انشقاق مؤسساتي إضافة إلى تحوّل في الرأي العام ضدّ الرئيس. كيف يتم الحكم على رئاسة ما؟ يفترض فريدمان في بداية تحليله أنّه، وعلى الرغم من كلّ ذلك التأرجح، هناك قرابة 40 بالمئة من الناخبين الملتزمين بكل حزب، ويبقى عشرون بالمئة غير ملتزمين بأيّ منهم، نصفهم لا يكترث للنتيجة بينما النّصف الآخر مهتم حقا لكنه متردّد. وفي الظروف العادية جدّا تكمن المعركة الحقيقية بين الأحزاب -وطبعا بين الرؤساء- في المحافظة على قواعدهم وأخذ أكبر عدد ممكن من الوسط. من جهة أخرى، يرى الباحث أنّه عندما ينقسم مساندو الرئيس إلى درجة تجعله يكافح من أجل استعادة قاعدته الانتخابية، فنحن هنا بصدد رئاسة فاشلة -وخاصة عندما يكون الكونغرس بأيدي المعارضة- لأنه لا يستطيع توجيه طاقته نحو مبادرات جديدة بل هي موجهة نحو استعادة قاعدته. وتشير التجارب إلى أن الرؤساء الذين انتهوا إلى هذا الوضع في نهاية فترتهم الرئاسية لم يكن من المرجح لهم أن يستعيدوا الوسط.
اقتباس :
تقييم رئاسة أوباما لا يمثل حكما على مكانة أوباما في التاريخ، بل هو ببساطة تقييم لوضعه السياسي الحالي
ومن زاوية نظر تاريخية، يرى فريدمان، أنه عندما تهبط شعبية الرئيس إلى حدود 37 بالمئة يصبح وضعه غير قابل للتّحسن، وذلك بالضبط ما حدث مع جورج بوش في سنة 2006، وحدث أيضا لريشارد نيكسون في سنة 1974 عندما أدت فضيحة “واترغيت” إلى استقالته، وكذلك ليندون جونسون في سنة 1967 أثناء حرب الفيتنام. والشيء نفسه حدث مع هاري ترومان في سنة 1951، بسبب الحرب الكورية بالأساس، ولروبرت هوفر قبل الحرب العالمية الثانية بسبب الأزمة الاقتصادية الكبرى. لكن هذا لا يمثل السجل النهائي في الحكم على رئاسة ما، وفق رأيه، فترومان الذي تدنت شعبيته كثيرا ولم يكن قادرا على الترشح لفترة ثانية، على سبيل المثال، ينظر إليه الآن على أنه أحد أفضل الرؤساء في التاريخ الأميركي، وفي المقابل لم يتعاف نيكسون أبدا. وبناء على ذلك، يخلص الباحث، إلى أنّ تقييم رئاسة أوباما التي يرى مراقبون أنها أصيبت بالضعف والوهن نتيجة التردد في حسم المواقف، لا يمثل حكما على مكان أوباما في التاريخ، بل هو ببساطة تقييم لوضعه السياسي الحالي. هل تسير فترة أوباما نحو الفشل؟ يشير فريدمان إلى أنّه من بين الرئاسات الخمس الفاشلة المذكورة سلفا، فشلت واحدة بسبب الفضيحة، وأخرى بسبب الاقتصاد، وثلاثة بسبب الحروب (كوريا والفيتنام والعراق). لكن تبقى حالة أوباما أقلّ وُضُوحا من كلّ هذه الحالات السابقة، فالأربعين بالمئة الّذين تحوّلُوا إلى المعارضة عارضُوه على خلفية مجموعة من الأسباب، كما خسر الوسطُ لأسباب مُعقّدة أيضا. لكن إذا دقّقنا في توقيت هبوطه نجد أنّ الحدث الوحيد الّذي يمكن أن يكون قد أثّر في شعبيته هو صعود الدولة الإسلامية، وظهور شعور (حتّى داخل حزبه) مفادهُ أنّه لا يتعامل مع الحدث بفاعلية. ويبين التاريخ أنّ الحروب المطولة التي يظهر فيها الرئيس بأنه لا يمتلك استراتيجية للقتال كانت مدمرة للرّئاسة. فقد كانت حرب وودرو ويلسون (الحرب العالمية الأولى) قصيرة وناجحة، وكانت حرب فرانكلين روزفالت (الحرب العالمية الثانية) أطول، وعلى الرغم من أنها بدأت بالفشل أصبح واضحا أنّ النهاية الناجحة كانت ممكنة. أما الحرب الكورية وحرب الفيتنام وحربا العراق فلم تشكو من الطول بل من شعور بأنّ الرئاسة لم تكن لديها استراتيجية لإنهاء الحرب. ويبدو، وفق الباحث، أن أوباما سقط في الهاوية السياسية لأنه بعد ست سنوات من تسيير الحرب لم يسيطر عليها.
جورج فريدمان: "وفق النماذج التاريخية سيشرع أوباما الآن لزيادة العمليات العسكرية"
ويمتد الفشل إلى السياسة الداخلية أيضا، في نظر فريدمان، إذ يمكن للسلطة التشريعية الّتي يهيمن عليها الجمهوريون أن تمرّر أيّ تشريعات تريد، لكنّ الرئيس يمتلك سلطة الفيتو ويتوجّب تصويت ثلثي الغرفتين في البرلمان لتخطّي هذا الفيتو. لكن المشكل يتمثّل في أنه نظرا إلى فقدان الرئيس للشعبية -إضافة إلى كون الرئاسة وثلث مجلس الشيوخ وكامل مجلس النواب سيتم انتخابهم في ظرف سنتين- لا يكون حلفاء الرئيس في الكونغرس مستعدين كثيرا لتحمل مسؤولية تأييد فيتو الصادر عنه. ومثلما كانت قلة من الديمقراطيين تريد من أوباما أن يساندها في حملتها الانتخابية، قلة أيضا تريد الانضمام إليه في نقض تشريعات الأغلبية. وبناء عليه، يخلص فريدمان إلى أنّ السبب الرئيس الذي قضى على ترومان وجونسون ونيكسون سياسيا، يتعلق برغبة واضحة في مغادرتهم صدرت عن زعماء أحزابهم في الكونغرس. ماهية الخيارات المتاحة أمام الرئيس؟ العمل ضمن قيود، لا يعني أن الرئيس عاجز عن العمل، بل يعني فقط أنّ العمل يزداد صعوبة أكثر من السابق بكثير، وفق فريدمان، فجرالد فورد -الذي عوض نيكسون لكن أضعفه العفو عن سلفه- لم يتمكّن من إيقاف الكونغرس عن قطع المساعدات أثناء الهجوم الشيوعي. بينما تمكن جورج بوش من إطلاق الترفيع في عدد الجنود المرسلين إلى العراق، لكن هذا الترفيع كان محدودا، وذلك لا يعود فقط إلى الظروف الاستراتيجية، بل وكذلك إلى فقدانه القدرة على إجبار الكونغرس على تمويل بدائل لتوسيع الحرب. وفي كل من هذه الرئاسات الفاشلة حافظ الرئيس على قدرة التصرّف لكنه كان مقيدا بكونغرس تحت سيطرة المعارضة وعدم استعداد حزبه للوقوف في صفه. من جهة أخرى يؤكّد فريدمان، أنّ الرئيس أمامه عدد قليل من الخيارات في السياسة الداخلية، فمهما فعل أوباما بسلطته في الداخل يمكن للكونغرس أن يصوت على قطع التمويل، وإذا استعمل الرئيس حق الفيتو فهو بذلك يضع كتلة الديمقراطيين في الكونغرس في خطر مميت. ويبقى المكان الوحيد الذي يستطيع فيه أوباما العمل هو السياسة الخارجية، والحال أنّه المكان الذي لا يشعر فيه بالراحة، وفق عدد من المراقبين، إلاّ أنّه رغم ذلك يبقى المكان الوحيد الذي يمكن له فيه أن يتخذ قرارات بإرسال جنود بشكل محدود أو إطلاق مبادرات سياسية. هل تؤول الرئاسة إلى الجمهوريين؟ الاستراتيجية العامة لأوباما تتمثل في الانسحاب من الصراعات في الشرق الأوسط واحتواء تحركات روسيا في أوكرانيا والحد منها، والرئيس يتمتع بالقدرة على استخدام الضغط العسكري وغيره من وسائل الضغط. لكن خصوم الولايات المتحدة يدركون بأن الرئيس الحالي لم يعد يتحكم في واشنطن وأنّ لديه تاريخا محددا لإنهاء الخدمة، وأنّه كلما فعل الرئيس أشياء لا تحظى بشعبية كبيرة زادت احتمالات رفض خليفته لها. لذلك فضّلت إيران على سبيل المثال انتظار انتخاب رونالد ريغن، عوض التعامل مع جيمي كارتر (الذي لم يكن رئيسا فاشلا). يتوقف هذا النموذج، وفق فريدمان، على امتلاك الخصم للموارد والعزيمة السياسية لمواصلة الصراع حتى يتفاوض مع خليفة الرئيس، ويفترض أن الخليفة سيكون أكثر مرونة. وكثيرا ما تكون تلك هي النتيجة لأنّ الخليفة يمكن أن يكون أكثر استعدادا من سلفه للقيام بتنازلات. في الواقع يمكنه تقديم هذه التنازلات وربح نقاط عبر إلقاء اللوم (لضرورة فعل ذلك) على سلفه. ومن سخرية المواقف أنّ أوباما نفسه استعمل هذه الاستراتيجية بعد أخذ مكان جورج بوش في الرئاسة.
اقتباس :
المكان الوحيد الذي يستطيع فيه أوباما العمل هو السياسة الخارجية والحال أنه المكان الذي لا يشعر فيه بالراحة
من ثمة يقول فريدمان: “إذا اتبعنا النماذج التاريخية، سيشرّع أوباما الآن ببطء وبشكل غير مجد لزيادة العمليات العسكرية في سوريا والعراق، في حين يزيد في نسبة الضغط غير العسكري على روسيا أو ربما يبدأ بعض النشاطات العسكرية على مستوى منخفض في أوكرانيا. وهذه الأعمال ستهدف إلى تحقيق مسار تفاوضي سريع لن يتحقق. وستتحول الرئاسة إلى الحزب الآخر، تماما مثلما حدث مع ترومان وجونسون وجورج بوش، لذا إذا صدقت النماذج التاريخية سيستعيد الجمهوريون الرئاسة. وبناء على النماذج المعروفة في الكونغرس أيضا سيركز النواب الديمقراطيون على تسيير حملاتهم الخاصة بهم بعيدا أكثر ما يمكن عن أوباما والمرشح الديمقراطي القادم للرئاسة. لهذا، يخلص الباحث، إلى أنّ فترة الرئاسة الفاشلة لا تكون هادئة، إذ يكون الرئيس منهمكا في محاولة إنقاذ إرثه في وجه ضعف داخلي هائل. والبلدان الأخرى، وخاصة الخصوم منها، لا ترى داعيا لتقديم تنازلات لرئيس فاشل، وتبعا لذلك تفضل التعامل مع الرئيس المقبل، ثم يستعملون المعارضات العسكرية والسياسية في الخارج للمساعدة على تشكيل الحملة الرئاسية القادمة في اتجاهات تخدم مصالحهم.
أوباما مقبل على السقوط في هاوية سياسية مع قرب نهاية فترته النماذج التاريخية تثبت أن الرئاسة ستؤول إلى الجمهوريين، والرئيس