[rtl] عنكاوا كوم / دوكلاس موري/ The Spectator ترجمة : إنهاء الياس سيفو
"أما التحول الى الأسلام ، المغادرة ، او القتل" بهذا تم أعلام السيدة كريستين على الهاتف في الليلة التي دخل فيها رجال دولة الاسلام في العراق والشام . حيث عرّف المتصلون انفسهم على إنهم رجال دولة الاسلام في العراق وسوريا وانهم عرفوا اسمها عن طريق زوجها القس . فهربت العائلة من هناك في نفس الليلة .
كما هو الحال مع جيرانهم المسيحيين ، فقد حاولوا اللجوء الى دير الشيخ متي . لكن داعش كانت قد أستولت على ذلك أيضا .حطموا الصليب ، وكسروا جميع الصلبان التي كانت تُزين النوافذ حيث كانت تُستخدم في صلواتهم الخاصة ، واقاموا العلم الاسود على سطح الكنيسة . عبْرَ كل محافظة نينوى ، مسيحيي العراق قضوا هذا العام هروبا من قرية الى قرية اخرى آملين ان يجدوا الامان في مكان ما .
استمر زوج السيدة كريستين وابنهما في متابعة الوزارة وسط المجاميع المنتشرة في العراق اما الزوجة والتي تلقت المكالمة الهاتفية هي الان في غرب لندن . تحدثا هناك مرة في صباح الاحد في بداية هذا العام . انه حقا مؤثر وفي اي زمن ، حضور قداس الصباح في كنيسة السريان وتستمع الى كلام الرب والتي تتلى باللغة الآرامية ، تلك التي تحدث بها المسيح وعلّم بها ،. لكن هذه السنة ، صلوات هذه الجماعة المحاصرة من مسيحيي العراق في اكتون قد أقيمت بأجواء طارئة ومريعة .
أن الكنيسة السريانية في لندن قد تفاقمت أعدادها في السنين الاخيرة . ربما 70% من هذه الجماعات قدمت الى المملكة المتحدة منذ 2003 . العراق بشكل رئيسي ، هناك ايضا عائلتين سورييتين وأخرى لبنانية . لعدة سنين مضت ، تمكنت هذا العوائل من جمع المال وتأسيس ما يسمى اليوم الكاثدرائية في شارع بسيط في احدى ضواحي لندن .
الترانيم بالسريانية والوعظ فبالعربي . اما صلوات الجناز للموتى ، فهي مثل الصلاة الربانية تتلى باللغة الاراميّة ، لغة المسيح . عند نهاية القداس ، يذكر رئيس الاساقفة للجماعة المصلين بان هناك زائر جالسا في الخلف يرغب ان يلقي كلمة للحاضرين الجدد . فهم بحاجة الى التشجيع . سنجتمع في الكنيسة ومن ثم الى قاعة الكنيسة لتناول الشاي والبسكويت .
كل فرد من هذه الجماعة في لندن له قصة . فقد تحدثوا عن بيوت أخذت ، من قبل الجيران المسلمين مستبقين في ذلك دولة الاسلام لسرقة هذه المنازل . "انت مسيحي . اخرج من هنا " هكذا تم أخبار احد الاشخاص . شخص آخر وجد ان دولة الاسلام في العراق وسوريا قد كتبت خارج منزله "ن" بما يعني ان هذا بيت مسيحي . والان البيت يعود الى دولة الاسلام في العراق وسوريا . كل شخص هنا له عائلة ، مؤخرا سُمع انها تنام على الارض محاولة ايجاد ملاذ آمن . قام العديد هنا بدعم اقربائهم الذين لا مأوى لديهم او عمل . هناك قصص تحكي عن كبار السن والمعوقين الذين لم يتمكنو ا مغادرة البلاد بسبب عدم توفر الامكانات لحملهم . هناك البعض من اقربائهم قد تم أخذهم الى المساجد وقسرا حوّلوا الى الاسلام . آخرون قد استشهدوا .
كل الذين تحدثتُ اليهم قد اتفقوا على عدة أشياء . الاول هو ان بالرغم من ان الوضع كان سئ بعدة سنين وكان قد تأزم سابقا ، لم يمر على المسيحيين عام مريع مثل هذا العام . هذ السنة ، كما أخبرني رئيس الاساقفة ، مسيحيي العراق تعرضوا الى ابادة جماعيّة .
انهم لا يفهمون لماذا العالم لا يكترث لامرهم ويتجاهلهم ، ولا حتى دولة ذات تاريخ مسيحي مثل بريطانيا لم تحرك ساكنا بما لحق بهم من قضاء شبه كامل على المسيحيية في القارة التي نشأت فيها . كما تجدر الاشارة هنا ، الايزيديين عاشوا معهم لمئات السنين . كانوا جيرانهم وأصدقائهم . فلماذا اذن جاهد العالم لأتخاذ موقف من جرّاء ما ارتكب بحق الايزيديين فقط من ابادة جماعية وليس ايضا من جرّاء ما ارتكب بحق المسيحيين من ابادة جماعية .
لم تتمكن عوائلهم من الذهاب الى سوريا ولم يُسمح لهم الذهاب الى تركيا . المحظوظون منهم يعيش الان في خيم في المناطق الكردية . والاكثر حظا – مثل السيدة التي استلمت المكالمة التلفونية من دولة الاسلام في العراق وسوريا – لديها افراد من عائلتها في المملكة المتحدة وتأشيرة دخول نافذة المفعول . وكل ذلك يسلط الضوء طبيعيا على قضيّة واحدة وهي اللجوء . جنبا الى جنب ، ومع هذا الذهول لعدم اكتراث العالم ، هنا سؤال يطرح نفسه : لماذا لا يتمكن مسيحيي العراق من الحصول على ملاذ آمن في جول الغرب؟ اذا قامت معظم دول أوربا باستقبال 10000مسيحي عراقي ، فبالامكان ان يسكنوا جميعهم بامان .
أنا اسألهم ، أليس هذا ضعف ؟ ألن يُعجل ذلك في القضاء على هذه الكنيسة القديمة والمجتمع الاصيل؟ وحينها نظرت اليَّ مباشرة امرأة وقالت ببساطة ، "انها النهاية على اية حال" .