فقد حضر عادل امام الذى وقع عليه الاختيار ليكون المكرم الوحيد ليلة الافتتاح وتلاه فى احتفاليات خاصة فى الأيام التالية تكريمات أخرى للمثل جيمى ايرونز من بريطانيا و الممثل فيجو مورتسنتن من الولايات المتحدة الامريكية وهو بطل الفيلم الشهير مملكة الخواتم .. ظهر عادل إمام على المسرح وسط تصفيق حاد من الجمهور وقد قدمته ثريا جبران وزيرة الثقافة المغربية السابقة بأنه اسطورة، وقد ألقى عادل امام كلمته بخفة دمه المعروفة شارحا من خلالها تقديره لإدارة المهرجان والشعب المغربى للاحتفاء به من خلال هذا التكريم، كما أكد أهمية دور الفن المصرى بصفة عامة الذى يعود الى آلاف السنين منذ عهد الفراعنة والسينما المصرية بصفة خاصة والتى ساهمت فى الارتقاء بالذوق كله بالمنطقة العربية بأكملها من خلال صناعها ونجومها على مدار أكثر من مائة عام. وبعد الاحتفالية التى تضمنت ايضا التعريف برئيسة لجنة التحكيم وأعضاء اللجنة لأفلام المسابقة الرسمية انتقل عادل إمام الى ساحة الفناء بمراكش وهى المنطقة الشعبية التى تعبق برائحة الشرق الساحرة لعرض فيلمه «زهايمر» وسط معجبيه ومحبيه بالإضافة الى أمسية كبيرة أقيمت على شرفه حضرها نجوم وضيوف المهرجان.. ومن النجوم المصرية التى شاركت فى المهرجان أيضا الفنانة يسرا والتى تألقت كعادتها بحضورها الساحر والمخرجة إيناس الدغيدى وحضر طاقم عمل الفيلم المصرى «الفيل الأزرق» الذى وقع عليه الاختيار ليدخل فى المسابقة الرسمية بالمهرجان وهم كريم عبد العزيز ومخرجه مروان حامد والمنتج كامل ابو على .. من جانب آخر استكملت الاحتفالية بعرض فيلم الافتتاح البريطانى «نظرية كل شىء«للمخرج جيمس مارس وتم عرض الفيلم للحاضرين ،الفيلم من بطولة ايدى زيدمان الذى لعب بجدارة شخصية ستيفن هاوكلينك ذلك العالم الفيزيائى المتفوق فى علم الكون فى جامعة كمبريدج ولكنه أصيب بشلل نصفى أفقده الحركة والكلام الى أن يتوفى ، ولكن خلال حياته تزوج من جين هواكينك حبيبته والتى تلعب دورها فيليسيتى جونس وقد تحديا معا الصعاب من أجل الوصول للمستحيل فأحدثا ثورة فى عالم الطب والعلوم . يذكر أنه قبل بداية المهرجان فضل نور الدين السايل، نائب رئيس المهرجان ورئيس المركز السينمائى المغربى سابقا أن يعقد مؤتمرا صحفيا وبحضور سهام الفايدى مدير عام بالمهرجان وهى الشابة التى يرجع بفضلها التنظيم المتميز مع طاقم عملها من الشباب ايضا … وقد دارت التساؤلات حول المهرجان منها سبب اختيار السينما اليابانية لتكون ضيف الشرف فى هذه الدورة فأجاب أن السينما اليابانية من اقدم السينمات فى العالم وهى متميزة وراقية، والمهرجان كعادته كل عام منذ إقامته يحاول ان يختار سينما مختلفة لأنه موجه للعالم كله فمثلا السينما الهندية كانت العام الماضى ومن قبل كانت السينما الإيطالية والمصرية ..وعن سبب اختيار الفيلم المصرى لدخوله المسابقة الرسمية أجاب ان فيلم الفيل الأزرق شعرت لجنة التحكيم من خلال مشاهدته ان فكرته جديدة لم تطرق من قبل وقد جمع الفيلم بين إعجاب النقاد والجماهير فى وقت واحد وهى معادلة صعبة للوصول اليها وليس هناك سبب آخر .. عن أهمية وجود النجوم كعنصر لنجاح المهرجان قال إنه عنصر مهم ولكنه ليس الأساس فهناك مهرجانات عربية نجدها تأخذ الطابع السياحى أكثر من الفنى لأن بعض من هذه البلاد لم ينتج حتى فيلما واحدا فيكون اهتمامه الرئيسى الاستعراض بالنجوم، ولكنى اجد ان انتقاء الأجود من الافلام هو سبب نجاح اى مهرجان سينمائى بالمعنى الحقيقى، واستطرد السايل ان مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام اعتمد على الأفلام الجيدة ونجح بالفعل فى ظل ميزانيته المتواضعة واستطاع بالفعل أن يصل به الى بر الأمان، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلد، نفس الأمر بالنسبة لمهرجان مراكش وإن كانت ميزانيته أكبر ألا أن اعتماده الاكثر على نوعية الافلام الجيدة ..وعن تساؤل حول سبب عدم انتشار السينما المغربية فى العالم العربى قال إن السينما فى المغرب آخذة فى التقدم ولكن المشكلة إن دور العرض قليلة بالنسبة لمساحة الدولة كذلك غياب النجوم وصعوبة اللهجة المغربية عكس اللهجة المصرية التى تعودنا عليها منذ العشرينات. ومنذ نشأة السينما المصرية وهى تفرز عمالقة فى مختلف الجوانب السينمائية .. وقد توجهت صفحة السينما بالأهرام بسؤال عما تطرحه هذه الدورة وما يميزها عن غيرها من الدورات السابقة ؟ فأجاب ان ما يميز هذه الدورة هى الاختيار المتميز لأفلام المسابقة فهى كلها تعبر عن الواقع ومنها الفيلم المصرى «الفيل الأزرق «وبالطبع أيضا تكريم فنان عملاق مثل عادل إمام . كذلك عقدت لجنة تحكيم المهرجان لأفلام المسابقة مؤتمرا صحفيا لتجيب عن التساؤلات المطروحة حول أفلام المسابقة وقد أجابت ايزابيل هوبير، رئيسة لجنة التحكيم عن سؤال كيفية اختيار الأفلام الأصلح لنيل جوائز المسابقة رغم اختلاف جنسيات اللجنة وبالتالى اختلاف المشاعر تجاه نوعيات الأفلام ..فقالت ليس المهم نيل الجائزة المهم هو المشاركة وأحاول بالنسبة لى أن أترك بصمة من خلال اختياراتى وهذا الأمر ينطبق على باقى أعضاء اللجنة ..كما أكدت ميلانى لوران وقالت إنها تتفق مع إيزابيل فى هذا الأمر فنحن نتفق وتختلف داخل اللجنة لنخرج بنتيجة تسعد الجمهور فى النهاية ..وأجاب ماريو مارتونى عن تساؤل أهمية الوجود فى هذا المهرجان وما هو الجديد المراد تقديمه ؟ فقال الوجود فى مهرجان مراكش واختيار أفلام من جنسيات مختلفة يعمل على إزالة الجدران بين البلدان فالسينما هى الأداة التى تملك هذه السلطة الفريدة لتحقيق هذا الحلم، لذا علينا الاستفادة من هذه التجربة فى المهرجان بقدر المستطاع، كما أنها فرصة لتقديم مخرجين جدد لهم أفكار سينمائية جديدة وأضافت إيزابيل أنه بالفعل هناك مجموعة أفلام من بلاد جديدة وقع عليها الاختيار لأول مرة ..وتم توجيه سؤال إلى المخرجة والممثلة ميلانى لوران عن ارتباطها بمراكش فأجابت أن ايف سان لوران الذى لعبت بطولة فيلم فرنسى شهير عنه كان عاشقا لمدينة مراكش حيث استوحى الألوان والأشكال من حدائقها وكذلك بالنسبة لى أحب التردد عليها، فما بال ان أكون عضوة لجنة تحكيم فى مهرجانها الدولى..