دافع هادي العامري عضو البرلمان العراقي قائد منظمة بدر عن المقاتلين الشيعة الذين يتصدرون الصفوف الأمامية في مقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية من اتهامات بارتكاب إعدامات جماعية وحرق بيوت وحث الولايات المتحدة على تعزيز القدرات العسكرية للعراق. وقال العامري الذي يعد من أقوى الرجال نفوذا في العراق في مقابلة في مطلع الاسبوع الجاري إن أيا من مقاتلي الجماعات المسلحة شبه العسكرية المؤيدة للحكومة لم يطأ أرض قرية بروانة التي يقال إنها شهدت أسوأ الفظائع. ويتناقض ذلك مع روايات محافظ ديالى السني وأعضاء في المجلس المحلي تحدثوا عن قيام مقاتلي جماعات شيعية وقوات الأمن بإعدام 72 مدنيا غير مسلحين على الاقل الشهر الماضي في تلك المحافظة الشرقية. كما أشار شهود يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي بأصابع الاتهام إلى الجماعات الشيعية. ويتولى العامري الذي يرأس منظمة بدر وهي حركة سياسية لها جناح عسكري ملف الأمن في محافظة ديالى ما يتيح له السيطرة على وحدات الجيش والشرطة هناك بالاضافة إلى لجان الحشد الشعبي التي تديرها الحكومة وتضم جماعات شبه عسكرية ومتطوعين. كما قاد الحملة على الدولة الاسلامية في مناطق أخرى من البلاد وكان مسؤولا عن ذلك أمام رئيس الوزراء. وقال "لا يوجد واحد من الحشد الشعبي في منطقة العمليات في بروانة. قد يكون ولد المنطقة ليس الحشد الشعبي". وأشار إلى أنه أمهل السكان شهرا قبل العمليات. وأضاف "المباغتة مبدأ من مباديء الحرب...نحن تخلينا عنها من أجل الحفاظ على المدنيين". وقال إن ساسة من السنة متعاطفين مع المسلحين المتشددين من السنة لم يفصح عن أسمائهم يفترون على لجان الحشد الشعبي ووصف ما تردد عن القتل في بروانة بالاكاذيب. وقال مستخدما اختصارا شائعا لاسم تنظيم "الدولة الاسلامية" إن هؤلاء السياسيين "هم حماة داعش. هؤلاء لا يريدون أن أبناء الحشد الشعبي يحرروا العراق". وأضاف "هي ساحة معركة وإذا أكو 'يوجد' من أهل بروانة مقتولين خلي ينطونا 'يعطونا' أسماءهم. نحن مستعدين للتحقيق مع كان من كان". وقد أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو شيعي معتدل يسعى لتحقيق مصالحة بين الطائفتين السنية والشيعية في العراق بفتح تحقيق خاص في الاتهامات وأوفد وزير الدفاع السني إلى بروانة الخميس. وكان العبادي وآية الله العظمى علي السيستاني أعلى المرجعيات الشيعية قد نددا بعمليات نهب البيوت وحرقها في المناطق التي يتم تحريرها من أيدي مقاتلي الدولة الاسلامية الذين نفذوا تفجيرات ونصبوا شراكا خداعية في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم. وأصر العامري على أن مقاتلي الحشد الشعبي لا يتحملون المسؤولية وألقى اللوم على سكان تلك المناطق لسعيهم للثأر من المتعاطفين مع تنظيم الدولة الاسلامية. وقال "نحن نعاني ليس من أبناء الحشد الشعبي. نعاني من ردود فعل أبناء المنطقة". وتابع "الأجهزة الأمنية والحشد ملتهين بالمعركة. ما نقدر نسيطر على كل المنطقة. ما عندنا مثلا أبواب نسدها وما تخلي الناس تطب 'تدخل'. منطقة مفتوحة. شنسوي 'ماذا نفعل' إذا طبت الناس؟". موجة شعبية وكان كثير من العراقيين الشيعة ينظرون إلى العامري في السابق بعين الشك بسبب تاريخ منظمة بدر كجماعة دربتها ايران وحاربت العراق خلال الحرب التي دارت بين البلدين من 1980 إلى 1988. غير أنه رغم هذا الربط واتهامات أحدث بالوحشية فقد جعلت منه قيادته لجهود طرد الجهاديين من مناطق في وسط العراق بطلا في عيون كثير من الشيعة. وقال العامري الذي سارع بالتوجه إلى ديالى في يونيو/حزيران رغم كونه وزيرا للنقل من أجل وقف تقدم تنظيم الدولة الاسلامية صوب بغداد "قد يكون هذا اللي عند الناس الآن محل احترام وتقدير. هذا الموقف أن وزير يترك وزارته يتفرغ للقتال دفاعا عن شعبه." وأضاف بمجمعه في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم المباني الحكومية الرئيسية "قالوا العامري سيتوقف عند حدود منطقة ديالى. قلت لهم لن أتوقف وسأستمر إن شاء الله حتى تحرير كل الأرض العراقية من شر داعش". وتنبأ العامري بأن تدور المعارك المقبلة في محافظة صلاح الدين وبالقرب من كركوك الغنية بالنفط الواقعة على مسافة 250 كيلومترا شمالي بغداد حيث تقدم التنظيم في مواجهة القوات الكردية في الأسابيع الأخيرة. وتوقع أن تتمكن القوات المؤيدة للحكومة من هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية في غضون شهور إذا ما حصلت على الأسلحة المناسبة لكنه قال إن على الولايات المتحدة أن تعجل بتسليم شحنات الاسلحة وإصلاح دبابات أبرامز الأمريكية الصنع لدى العراق. وأضاف "نسمع كلمات حلوة بس عملا غير موجودة. لحد الآن لم تحصل الحكومة العراقية على التسليح المطلوب. إذا توافر التسليح المطلوب أنا أؤكد لك لن تدوم المعركة أكثر من عدة أشهر." ولم تصل إلى العراق بعد دفعات من 36 طائرة مقاتلة من طراز ف 16 بسبب برامج التدريب الطويلة المقررة للطيارين بالاضافة إلى مخاوف من ألا تتمكن الحكومة العراقية من تأمين المعدات والحيلولة دون وقوعها في أيدي الدولة الاسلامية. وقدر مسؤول سابق بوزارة الدفاع الأميركية مشترطا عدم نشر اسمه أن ما بين 30 و40 في المئة من دبابات العراق من طراز ابرامز تحتاج لاصلاح لأن الجيش العراقي أخفق في صيانتها.