▀ اندريه برينك .. كاتب جنوبي أفريقي آخر يرحل عن العالـم ! ▀
كاتب الموضوع
رسالة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ▀ اندريه برينك .. كاتب جنوبي أفريقي آخر يرحل عن العالـم ! ▀ الخميس 12 فبراير 2015 - 18:30
أندريه برينك .. كاتب جنوب أفريقي آخر يرحل عن العالم ! كاتب يعد من أكبر الروائيين الجنوب أفريقيين حارب العنصرية بالحبر وفضل الإبداع على الشهرة. العرب رشيد أركيله . الثلاثاء 10 ـ 02 ـ 2015 أندريه برينك : في الكتابة، هناك العديد من الاختيارات الممكنة كثيرون جابهوا التمييز العنصري منطلقين من قاعدة واحدة ألا وهي الحرية والمساواة، غير أنهم اختلفوا في الوسائل، فهناك من اختار القوة والصدام، ومنهم من خيّر السياسة، وآخرون ذهبوا أعمق في حل قضايا إنسانية من هذا النوع بالإيغال في عمق الإنسان نفسه، هذا الإنسان نفسه الظالم والمظلوم، وذلك من خلال الفن والكتابة، ولعل هذا هو أرقى أنواع التعبير وأكثرها نجاعة. هكذا اختار الكاتب والمثقف الجنوب أفريقي “ أندريه برينك ” أن يوقظ في الإنسان إنسانيته، فسار في طريق التحرر ومناهضة التمييز، داعيا إلى القيم الإنسانية المثلى بروح شفافة، وإحساس إنساني عال، طريق استغرق منه عمرا كاملا، لم يوقفه فيه إلى آخر خطوة غير الموت. لقد كان الأديب الجامعي والمفكر أندريه برينك صديقا لـنيلسون مانديلا، مناضلا لا يكل، مدافعا ومناصرا لحقوق الإنسان، صوته الأدبي المختلف جعله أكبر الروائيين الجنوب أفريقيين، فارق الحياة يوم الجمعة 6 فبراير عن سن يناهز 79 سنة. إلى جانب الحائزين على جائزة نوبل ج.م. كويتزي (J.M. Coetzee) ونادين غورديمير ( Nadine Gordimer )، التي أفلَت في 14 يوليو 2014، وجهان آخران كانا بالغي الأهمية في المشهد الأدبي الجنوب أفريقي، هذا الإنساني المرهف الحس إلى أبعد الحدود، ترك بصمة أدبية وسياسية طبعت أجيالا بأكملها. ولد برينك في 29 مايو 1935 بمدينة “ فريد ” ( Vrede ) -مدينة صغيرة كانت لفترة وجيزة عاصمة دولة “ أورانج ” الحرة خلال حرب “ بويرز ” ( Boers ) الثانية والتي تعني بالهولندية وكذلك بلغة المعمرين الجنوب أفريقيين القدامى بأسلوب تبشيري « سلام » - من أمّ كانت تعمل معلمة، وأب قاض، ينحدران من معمرين “ بويرز ” قدامى استقروا بأفريقيا منذ ثلاثة قرون، من ثمّ يمكن القول -إذا صحّ التعبير- إنه لم يرث بالضرورة صبغة التمرّد والثورة. ولادة ثانية : بجريدة “ لوموند ” سنة 2010، كان يصف مراهقته المترفة بقرية نائية بأفريقيا المعمورة. مراهقة طفل لم يكن يأبه بالنظام المطبق ولا بسياسة “ بريتوريا ” العنصرية. بل أكثر من ذلك، كان شابا يعترف أنه لا يعرف حتى اسم المربية السوداء التي كانت تحمله على ظهرها، والتي علمته لغة “ السوطو ”. وفي يوم من الأيام، حدثت الصحوة أو بالأحرى « المفترق »، لكي نورد عنوان أحد كتبه حيث اعتاد القول واصفا ذلك التحوّل بـ « ولادة ثانية ». الأدب الفرنسي، من هيغو إلى كامو، مثل ولادة ثانية للكاتب أندريه برينك الذي يكتب بالأفريقانية والأنكليزية سنة 1959، بعد إجازة مزدوجة في الأفريقانية ( لغة المعمرين الجنوب أفريقيين القدامى ) والأنكليزية، حصل عليها من جامعة “ بوتشيفستروم ” ( Potchefstroom )، توجه إلى باريس. كان في الـ25 من عمره حين صادف بجامعة “ السوربون ” طلابا سودا لا يبدون أبدا - لأول مرة كان يرى ذلك - منبوذين أو مقصيين من النظام الاجتماعي. استيعابه لفظاعات التمييزالعنصري سيتلازم مع « قصة حب » لفرنسا حيث سيلعب الأدب - هوغو، زولا، أنويله، كوليت، سيمونون، وكامو على الخصوص الذي ترجم له إلى الأفريقانية - دورا حاسما. شيئا فشيئا، سيشتد موقفه المناهض للميز العنصري كما يشهد على ذلك عمله المحرر باللغتين الأصليتين - الأفريقانية والأنكليزية - الذي سيباشره سنة 1964 مع “ السفير ” ( منشورات سطوك 1968 )، والذي سيصدر على غرار عدد من مؤلفاته بالأفريقانية أولا ثم الأنكليزية ( Die Ambassadeur, 1964, File on a Diplomat, 1967 ). مناهضة التمييز العنصري : في 1968، بعد اختياره مغادرة فرنسا، سيعود إلى بلده ويصرح بالمناسبة في مختلف الوسائل الممكنة بمناهضته للميز العنصري : “ يمكننا أن نختار وسيلة عملية و« فعالة »؛ إما برمي القنابل أو بممارسة السياسة، أو أن نلجأ إلى الكتابة التي، في سياق العالم الثالث، ستأخذ شكل حركة ذات دلالة ” ( جريدة “ لوموند ” العدد الصادر في 26 أكتوبر 1984). لقد اختار برينك سبيل الكلمات .
▀ اندريه برينك .. كاتب جنوبي أفريقي آخر يرحل عن العالـم ! ▀