الموصل تنتظر تحريرها من داعش فكرا وتنظيما التنظيم المتشدد يكرس جهده لحثّ الشباب عل
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61369مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: الموصل تنتظر تحريرها من داعش فكرا وتنظيما التنظيم المتشدد يكرس جهده لحثّ الشباب عل الجمعة 13 فبراير 2015 - 10:34
الموصل تنتظر تحريرها من داعش فكرا وتنظيما
التنظيم المتشدد يكرس جهده لحثّ الشباب على القتال ويعمل على بث التطرف والأفكار الإرهابية في أذهان الأطفال ضمن استراتيجيته للبقاء.
العرب [نُشر في 13/02/2015، العدد: 9827، ص(6)]
تنظيم داعش يبث الأفكار المتطرفة في عقول الناشئة ويدربهم على القتال من أجل ضمان استمراريته
نينوى (العراق) - الأوضاع الأليمة التي ترزح مدينة الموصل العراقية تحت نيرها منذ سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش” عليها، أضحت تزداد تدهورا في جلّ الجوانب الحياتية، مما يدعو إلى التعجيل بتحرير المدينة ودحر الجهاديين واجتثاثهم، والتحضير منذ الآن لاستراتيجية واضحة المعالم لاجتثاث ما تمّ بثه من أفكار إرهابية في أذهان أطفال الموصل طيلة مدّة سيطرته. تعيش مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، حالة من الترقب والانتظار المغلف بالخوف والقلق مع تواتر الأنباء من قادة عراقيين وقادة بالتحالف الدولي عن اقتراب عملية برية كبرى لتحرير المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. تأمين الحياة أوكد الأولويات حسب سكان محليين، فإنّ الوضع الاقتصادي في الموصل، يُعدّ أحد أبرز الأوضاع الذي سيطرت عليه حالة من الجمود والركود، في ظل تدني عمليات التداول والحركة التجارية بيعا وشراء، مع توقف إنتاج المصانع وانعدام استيراد البضائع من خارج العراق جراء عزل المحافظة عن العالم الخارجي وقطع جميع الطرق المؤدية إليها ومنها. أحمد النجار، أحد وكلاء السيارات وتجار قطع الغيار في مدينة الموصل، قال إنّ “أعمال بيع وشراء السيارات في المدينة شهدت توقفا شبه تام منذ العاشر من يونيو الماضي (تاريخ سيطرة داعش على المدينة)، وذلك عائد إلى الكثير من الأسباب في مقدمتها الركود الاقتصادي الذي يخيم على الحركة التجارية في المدينة، وكذلك إغلاق الدوائر الحكومية الخاصة بضمان تسيير المعاملات الرسمية”. النجار أضاف أنّ “أغلب ممتهني تجارة السيارات بدؤوا بالعزوف عن هذه المهنة والبحث عن مهن أخرى، وإن كانت معدومة ونسب الظفر بها ضئيلة جدا، سيما بعد ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب الموصلي”.
اقتباس :
الحركة اليومية منعدمة في دوائر الموصل ومؤسساتها الحكومية والأهلية التي لم تعد تدب فيها الحياة، والأوضاع الحياتية الأخرى تشهد تدهورا خطيرا
ووصلت نسبة الفقر في الموصل إلى 30 بالمئة في النصف الثاني من العام الماضي 2014، بعد أن كانت 19 بالمئة في العام 2013، حسب الإحصائية الأخيرة الرسمية الصادرة عن وزارة التخطيط العراقية. الخبير الاقتصادي العراقي، مظفر البكري، يرى أنّ أبرز أسباب الركود الاقتصادي الذي خيم على الموصل ومهنها بنحو واضح يعود إلى “توجّه اهتمام سكان الموصل نحو توفير المواد والاحتياجات الغذائية وتخزينها في منازلهم لتجنب الكوارث الإنسانية التي قد تحصل مع انطلاق موعد العملية العسكريّة الكبرى في الربيع المقبل، وهو الموعد الذي أعلن عنه التحالف الدولي في أكثر من مناسبة”. وأضاف البكري أّن “سكان الموصل لا يهتمون الآن بالاحتياجات الأخرى بقدر اهتمامهم بما يمكن أن يضمن لهم استمرارية الحياة”. شلل حياتي تام الحرص على البقاء واستمرارية الحياة لسكان الموصل، يراه الأكاديمي والمحلل السياسي، أشرف النعيمي، أمرا طبيعيا، معللا ذلك بـ”الأجواء المرعبة التي يعيشها سكان المدنية منذ أكثر من نصف عام”. حيث يقول النعيمي إنّ المواطن في مثل هذه الأجواء “لا يمكنه التفكير إلاّ بالوسائل التي تؤمن له الحياة وتبعد عنه المخاطر لفترة أطول، سيما وأنّ المستقبل مجهول وغامض ولا يمكن التنبؤ به في أيّ حال من الأحوال”. حالة الترقب والخوف امتدت إلى مرافق الحياة العامة الأخرى لتشمل نواحيها كافة، فقد أضحت الحركة اليوم منعدمة في دوائر الموصل ومؤسساتها الحكومية والأهلية التي لم تعد تدب فيها الحياة، كما أنّ الأوضاع الحياتية الأخرى تشهد تدهورا خطيرا. ويصف الناشط في المجتمع المدني، محمد عز الدين، هذه الأوضاع بالأمر “الاعتيادي”، ليوضح وصفه بالقول إنّ المدينة “سجّلت رقما قياسيا بخروجها عن سيطرة الدولة العراقية منذ نصف عام، ولم تـُمدّ بالخدمات والاحتياجات اللازمة طيلة هذه الفترة، مع وجودها تحت سيطرة عناصر مسلحة ينصبّ جل اهتمامها على القتال والأمور العسكرية، ولا تعير اهتماما للحياة المدنية”.
اجتثاث التطرف من أذهان الأطفال تحد مستقبلي جدي
وحسب سكان محليين، فإنّ اتخاذ تنظيم “داعش” من الدور السكنية والمراكز الحيوية والمرافق الخدمية في المدينة مقرّات لتجمع عناصره، أثار حفيظتهم وولّد لديهم شعورا بالنّفور والغضب خشية إلحاق الإضرار بهم خلال استهداف التنظيم من قبل طيران التحالف الدولي. هذا ويعاني الشارع الموصلي من فرض حظر تجوال غير معلن منذ الساعة الرابعة مساء، فالمراكز التجارية تغلق أبوابها والشوارع تخلو من المارة خوفا من أضرار القصف. اجتثاث الأفكار تحد مستقبلي الوضع العام الذي تعيشه المدينة كما يرويه الباحث الاجتماعي والأستاذ في جامعة الموصل سنان الطائي، “مجرد من مظاهر الحياة ومتعتها ولا توجد هناك رغبة في العمل لغياب الهدف”، مستدركا أنّ التنظيم “يحاول جعل الموصل معزولة عن العالم وتجريدها من كل الأمور الإيجابية، فهو يكرس جهده لحثّ الشباب على القتال والمواجهة ويمنعهم من التوجّه نحو الابتكارات الحياتية والتطور لضمان بقائه في المنطقة لفترة أطول”. ويواصل الطائي تحليل آلية التنظيم في التعامل مع المجتمع الموصلي، قائلا إنّ “اتجاه هذا التنظيم لبث أفكاره لفئة الأطفال من خلال فتح عدد كبير من المدارس، وتدريس مناهجه فيها، محاولة منه لتعزيز سيطرة فكره على المنطقة”. ولفت الطائي إلى أن هذا الأمر “له خطورة كبيرة جدا على المجتمع العراقي والمجتمع العربي عامة، خاصّة أنّ إزالة تأثيرات ذاك الفكر المتطرف ستتطلب وقتا طويلا جدّا، فكل الآراء تشير إلى أنّ صعوبة الوضع في مدينة الموصل لا تكمن في الخلاص من التنظيم، وإنّما في الوقت الذي ستحتاجه المدينة لإزالة آثار فكر ذاك التنظيم الذي تغلغل في مرافق الحياة كافّة، وأصبح كالوباء المستعصي على الأطباء إزالته”. ويرى مراقبون أنّ التنظيم المتشدد عمل خلال المدة الماضية بكل ما أتيح أمامه من إمكانيات على بث التطرف والأفكار الإرهابية في أذهان أطفال الموصل، كما عمد إلى تدريبهم على أساليب القتال والتعامل مع الأسلحة بمختلف أنواعها، وهو ما يعتبر تحديا لاحقا وجب التنبّه إليه منذ الآن، والعمل على صياغة استراتيجية ناجعة على المدى الطويل تكون كفيلة بنزع فتيل التطرف من أذهان تلك الناشئة التي شاءت لها الظروف القاهرة أن تترعرع على مشاهد الذبح وقطع الرؤوس وأصوات انفجارات القنابل والرصاص. هذا الاستغلال لعقول الناشئة، يتوقع خبراء في علم نفس الأطفال أنه سيخلف ترسبات مدمرة في المستقبل ربما ستدفع هؤلاء الأطفال الذين "يحسون أن العالم تخلى عليهم وتركهم يجابهون مصيرهم المرعب وحدهم" إلى القيام بردود أفعال عنيفة تجاه الجميع خاصة أنهم أضحوا اليوم صحية لمناهج التطرف التي يبثها التنظيم المتطرف في عقولهم.
اقتباس :
30 بالمئة نسبة الفقر المسجلة في الموصل في النصف الثاني من سنة 2014
الموصل التي كانت تعد ثاني أكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد وأول المدن العراقية من حيث التنوع الديني والمذهبي، لم تعد كذلك بعد فرار آلاف المسيحيّين والإيزيديّين منها وعدم توجه أيّ مدني من أبناء المحافظات العراقية الأخرى إليها منذ العاشر من يونيو الماضي، خوفا من استهدافه من قبل التنظيم، حسبما ذكره عدد من سائقي النقل على طريق بغداد ـ الموصل الدولي. أولئك السائقون الذين كانوا يعملون على الطرق المؤدية إلى الموصل يقولون إنهم لم ينقلوا مدنيّا واحدا إلى الموصل منذ نصف عام، وإنهم بدؤوا العمل على خطوط النقل الأخرى للحصول على لقمة العيش. الأوضاع الميدانية في المدينة، وما حولها، تشهد كرّا وفرّا بين مسلّحي التنظيم من جانب والقوات العراقية وقوات البيشمركة (قوات إقليم شمال العراق)، مدعومة بالضّربات الجوية لطائرات التحالف الدولي من جانب آخر، رغم ما يتمّ تداوله عن استعادة القوات الحكومية خلال الشهور الأخيرة لبلدات وقرى كان التنظيم قد سيطر عليها، لتبقى الموصل رهينة لحالة التّرقب لمعركة “تحرير” ثنائية تشمل تحرير الأرض من سيطرة تنظيم “داعش”، وتحرير عقول الموصليين من الأفكار التي قد يكون قد التنظيم المتشدد بثها في عقول شبابهم وأبنائهم. ومنذ 10 يونيو الماضي، يسيطر “داعش” على الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة من العراق وكذلك سوريا، وكان قد أعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.
الموصل تنتظر تحريرها من داعش فكرا وتنظيما التنظيم المتشدد يكرس جهده لحثّ الشباب عل