رسالة يزگرد الثالث ملك ملوك الإمبراطورية الفارسية إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب عندما دعاه عمر إلى الإسلام
اقتباس :رسالة تاريخية مهمة، إذا صح الخبر، وهو ما أحتمل صحته. إنها الفترة التي قضى فيها عرب الجزيرة على حضارات بلاد فارس ووادي الرافدين ووادي النيل. وللعلم إن الزادشتية ديانة توحيدية ويبدو إن هناك ثمة قرابة بينها وبين الديانة الإيزيدية في شمال العراق . شكرا للسيد نبز گوران الذي ترجمها من الفارسية الى الكردية، وللسيد هاوري كمال الذي ترجمها من الكردية إلى العربية. وأعتذر للأخير لأني قمت بإعادة صياغة ترجمته، من غير المساس بمضمون الرسالة، كما وأحب أن أشير إنني لم أجد في الرسالة "مصطلحات غير لائقة" كما جاء في الاعتذار أسفل الرسالة. وأسجل شكري أيضا للأخ رياض فرحان الذي أرسلها لي، ولبعض الأصدقاء. تحياتي . ضياء
رسالة يزگرد ملكملوك الإمبراطورية الفارسية الثالث إلى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب عندمادعاه عمر إلى الإسلام ترجمة الأخ الكريم هاوري كمال وهذا نص الرسالة مع الترجمة من الفارسية إلى العربية.
يزدگرد الثالث إلى: عمر ابن الخطاب خليفة المسلمين . باسم آهورا مزدا خالق الحياة والحكمة. أنت في رسالتك كتبت إنك تريد هدايتنا إلى ربك (الله أكبر) بدون أن تعرف حقيقة من نكون وما نعبد. العجيب في الموضوع إنك جالس على كرسي خلافة العرب، في حين إن مستوى فهمك (تفكيرك) يعادل مستوى أي عربي من العوام. إن مستوى فهمك (تفكيرك) بالنسبة لنا في مستوى فهم رؤساء القبائل العربية المشفق عليهم. عمر أنت تدعوني إلى عبادة الإله الواحد الأحد، من دون أن تعرف أن الفرس لآلاف السنين يعبدون الإله الواحد الأحد، ويسجدون لربهم في اليوم خمس فروض. لسنوات عديدة العرف والفن جزء من حياة الفرس. عندما كنا نحن من صناع العادات الفضيلة وحسن الضيافة وحاملي راية (التفكير الحسن، القول الحسن، الفعل الحسن) أنتم كنتم تأكلون السحلية والحشرات، لأنه لم يكن لكم ما تأكلون غيره، وكنتم تدفنون البريئات من بناتكم. إن العرب لا يحترمون المخلوق، أنتم تذبحون مخلوقات الرب. بل وحتى تذبحون الأسرى، وتعتدون على النساء، وتدفنون بناتكم أحياء، وأنتم قطاع طرق القوافل، وتقتلون وتغنمون وتغتصبون أموال الناس.
إن قلبكم مصنوع من حجر. إننا نرفض كل هذه التصرفات الجنونية، كيف لكم ان تعرضوا إلها عليلنا، وأنتم تقومون بكل هذه الجرائم. أنت تقول لي أن لا أسجد للنار. نحن نرى حب الخالق ونور الشمس في وهج النار. إن النور والنار يجعلاننا نرى أشعة الحقيقة والحق، ونعطي قلوبنا إلى الخالق فينورها، ويساعدنا بأن نكون لطفاء مع بعضنا و نستنير، كي يدوم الحب في قلوبنا إلى الأبد. إن ربنا هو آهورا مزدا، الذي أنتم الآن عرفتوه وسميتوه (الله أكبر)، ولكننا لسنا مثلكم، نحن ننمي الحب بين الناس (البشر)، نحن ننشر وننمي المحبة على الأرض. آلاف السنين نحن نطور ثقافتنا وعاداتنا، وفي نفس الوقت نحترم عادات وثقافات غيرنا. ولكنكم باسم (الله) تدمرون وتنهبون في الأرض، تقتلوننا وتقتلون غيرنا، وتأتون بالفقر والجوع، وباسم الإله تخلقون الرعب والفقر. هل إن هذا الإله يأمركم بالقتل؟ وهل يأمركم بالتخريب و النهب؟ هل أنتم أتباع الإله (الله) تقومون باسمه بكل هذه التصرفات المشينة؟ أو باسمه هربتم من الصحراء القاحلة، وعن طريق غزواتكم ورؤس سيوفكم تعطون درس محبة الله؟ نحن منذ آلاف السنين لنا ثقافتنا. قل لنا أنتم عن طريق غزوكم واعتدائكم وقتلكم باسم (الله أكبر) ما الذي سوف تعلموننا إياه؟ ما الذي علمتموه للمسلمين، كي يعلموا هم بدورهم غيرهم؟ ما الذي تعلمتموه أنتم كي تأتوا الآن غصبا تعلمون به غيركم؟ مع الأسف كل الأسف، إن جيشنا الآن قد هزم أمام جيشكم، الآن يجب على الناس (مواطنينا) أن يسجدوا لهذا الإله الذي أتانا تحت سيوف العرب. أقترح عليك أن تجمع جيشك وترجعوا إلى صحرائك، المكان الذي كنتم تعيشون فيه، المكان الذي لا يوجد فيه ثقافة إلا الخوف من النار (نار جهنم)، المكان الذي تحكمه القبائل ويأكلون قمقموك (نوع من الحشرات يعيش في الصحراء). أنا لا أقبل أن يعيش جيشك في بلادنا الخيرة، والمخلوقات (العرب) التي اتيت بها لغرض القتل والنهب، لا تقبل منهم أن يقوموا بهذه الأعمال باسم (الله). انتهِ عن تصرفاتكم الإجرامية، لأن الناس هنا يقبلون الاعتذار، ويحسنون الضيافة، إلى أي مكان يذهبون يزرعون بذرة الصداقة. أنا أطلب منك أن تبقوا في الصحارى ولا تقتربوا من المدن الحضارية، لأن معتقداتك مرهبة وهمجية. يزدگرد الثالث ترجمة نبز گوران من الفارسية الى الكوردية، ترجمة هاوري كمال من الكوردية إلى العربية.
ملاحظة: هذه الرسالة جواب يزدگرد الثالث ملك الساسانيين لرسالة عمر ابن الخطاب خليفة المسلمين في المرحلة ما بعد غزوة القادسية وقبل معركة النهاوند، بالرغم من وجود مصطلحات غير لائقة في الرسالة لكن واجبنا الترجمة بدون حذف. ولا يصح لنا أن نحرف التاريخ، والرسالتان موجودتان في متحف لندن.