إطلاق نار على جسر أمام خلفية الكرملين قرب الميدان الأحمر، أنهى دور المعارض بوريس نيمتسوف كبطل الإصلاحات الديمقراطية، والذي ظلّ يلعبه منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، ولغاية أيام قبل قيادته تظاهرة في موسكو تندد بحرب أوكرانيا. نيمتسوف أحد قياديي المعارضة الروسية، ونائب أول سابق لرئيس الوزراء، قتل رميا بالرصاص في جريمة اغتيال لأرفع مسؤول في عهد الرئيس فلاديمير بوتين. أكدت لجنة تحقيق تابعة لمكتب المدعي العام، أن مسلحين استهدفوا نيمتسوف بأربع مرات في ظهره. ولم يُعلن إلى الآن عن احتجاز أي مشتبه به. نجمُ بوريس نيمتسوف خطف بريقه في السنوات الأخيرة أليكس نافالني, المدون او "البلوغر" المكافح للفساد، الذي لعب دورا أساسيا في احتجاجات عام الفين وأحد عشر. غير أن نيمتسوف ظل ناشطا، وكان من أبرز منظمي تظاهرات مقررة نهاية هذا الأسبوع، علما أن نافالني ينفذ حاليا حكما بالسجن لأسبوعين بتهمة توزيع منشورات في مترو الأنفاق. وكان لهذه التظاهرات المقررة أهمية استثنائية, لأنها أول نشاط سياسي داخل روسيا يؤيده ويوقع عليه ميخائيل خودروفسكي السجين السياسي السابق المنفي. وكالة أنباء انترفاكس الروسية، نقلت عن مسؤول أمني لم تكشف هويته، قوله، إن الاغتيال استفزاز وتحريض هدفه تحريك وإثارة المعارضة قبل تظاهرتهم. من ناحية اخرى دان الرئيس الأميركي باراك أوباما اغتيال بوريس نيمتسوف أحد أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين، بالرصاص في وسط موسكو ليل الجمعة السبت، معتبراً أنه عمل "وحشي" و"آثم". وقال أوباما "ندعو الحكومة الروسية إلى تحقيق سريع وموضوعي وشفاف في ملابسات مقتله والتأكد من إحالة المسؤولين عن عملية القتل الآثمة هذه إلى القضاء". وأضاف أن "نيمتسوف كان يدافع بلا كلل عن بلده ويعمل من أجل ضمان الحقوق التي يجب أن يتمتع بها كل الناس لمواطنيه الروس". وتابع أوباما "أعجبت بتفاني نيمتسوف بشجاعة في مكافحة الفساد في روسيا وقدرت رغبته في تقاسم وجهات نظره معي عندما التقينا في موسكو في 2009". أميركا تطالب بفتح تحقيق. وكان مجلس الأمن القومي الأميركي كتب في تغريدة على موقع تويتر أن اغتيال نيمتسوف "جريمة وحشية"، مطالباً الحكومة الروسية بفتح "تحقيق نزيه وشفاف" في الواقعة. وقال مجلس الأمن القومي "ندعو الحكومة الروسية لإجراء تحقيق فوري وشفاف ونزيه وضمان أن يساق أمام العدالة المسؤولون" عن اغتيال المعارض الروسي. من جهته، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن مقتل نيمتسوف "صدمة" وأشاد بدوره في روسيا. وقال إن "بوريس نيمتسوف كرس حياته من أجل روسيا أكثر ديمقراطية وازدهارا وانفتاحا، ومن أجل علاقات قوية بين روسيا وجيرانها وشركائها بما في ذلك الولايات المتحدة". وأضاف أنه "سعى لإصلاح روسيا وجعلها منفتحة، وعمل على تقوية الشعب الروسي ليكون له رأي أكثر تأثيرا في حياة بلده"، معتبرا أن "غيابه سيكون له أثر عميق في روسيا والعالم". وفي فرنسا دان الرئيس فرنسوا هولاند، "الاغتيال الدنيء" للمعارض الروسي والنائب السابق لرئيس الوزراء بوريس نيمتسوف، مشيدا بـ"المدافع الشجاع بلا كلل عن الديمقراطية". وقال الإليزيه في بيان إن "رئيس الجمهورية يدين جريمة الاغتيال الدنيئة لبوريس نيمتسوف هذه الليلة في موسكو". وأضاف أن "بوريس نيمتسوف كان مدافعا بلا كلل عن الديمقراطية ومناضلا شرسا ضد الفساد". ويأتي اغتيال نيمتسوف [55 عاما] المعروف بانتقاداته الحادة للرئيس فلاديمير بوتين وللتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا قبيل تظاهرة ضخمة تعتزم المعارضة تنظيمها في نهاية هذا الأسبوع. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الروسية إن "رجلا بحوزته أوراق ثبوتية باسم بوريس ييفيموفيتش نيمتسوف قتل في وسط موسكو"، رافضاً الإدلاء بأي تفاصيل أخرى. من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الروسية إيلينا اليكسييفا لقناة روسيا 24 التلفزيونية الحكومية إن "نيمتسوف كان يتنزه برفقة شابة على الجسر الكبير المحاذي للكرملين عندما "أطلق عليه مجهول النار وأصابه بأربع رصاصات في ظهره أدت إلى مقتله". ونقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن شرطة موسكو أن اغتيال نيمتسوف تم على مرأى من العديد من شهود العيان. كما نقلت الوكالة نفسها عن المعارض إيليا لاشين المقرب من نيمتسوف قوله "أمامي أرى جثة بوريس. هناك الكثير من رجال الشرطة حولنا". انتهى