الجيش العراقي يمهد الطريق إلى الموصل عبر معركة تكريت عراقيون يأملون بحرب نظيفة من جرائم الميليشيات، والجيش العراقي يجهز آلاف الجنود لحرب الشوارع. العرب
[نُشر في 03/03/2015، العدد: 9845، ص(3)]
العبادي يحاول التوفيق بين الدفاع عن الحشد الشعبي وتهدئة المخاوف من تجاوزاته
بغداد - الحرب على تنظيم داعش في العراق تشتد وتحرز تقدما واضحا على الأرض في ظلّ مخاوف من ارتداد نتائجها على المدنيين المعرضين لجرائم التنظيم والميليشيات على حد سواء.بدأ الجيش العراقي هجوما كاسحا بهدف استعادة السيطرة على مدينة تكريت وإخراج التنظيم من محافظة صلاح الدين، تمهيدا لشن معركة توصف بالفاصلة والمصيرية في محافظة نينوى المجاورة ومركزها مدينة الموصل التي يتخذ منها التنظيم أحد أبرز معاقله في العراق.
ومع مضاعفة القوات العراقية مدعومة بمسلحي العشائر وميليشيات الحشد الشعبي وبضربات طيران التحالف الدولي هجماتها، بدأ يسجّل تقلّص ملموس في خارطة سيطرة تنظيم داعش على المناطق العراقية.
وفي محافظة الأنبار التي مازال التنظيم يحكم سيطرته على بعض مناطقها أعلن الجيش العراقي أمس أنه تمكن بمشاركة رجال العشائر وطيران التحالف الدولي من تحرير منطقة جبة القريبة من ناحية البغدادي.
وأفاد أمس مسؤولون في وزارة الداخلية العراقية أنه جار تدريب 8 آلاف جندي في ناحية بعشيقة و3 آلاف في قضاء مخمور و5 آلاف في قضاء شيخان مبيّنين أن معسكرات للتدريب أقيمت في المناطق المذكورة، حيث يجري تدريب عناصر الشرطة والجنود في مجالات استخدام الأسلحة الخفيفة، والثقيلة وإبطال مفعول المتفجرات والقتال عن قرب والسيطرة على الأرض أثناء الاشتباكات. وتقيم القوات الأمنية العراقية، معسكرا للتدريب في منطقة بعشيقة التي تبعد 10 كيلومترات عن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وذلك لتدريب 4 آلاف و300 من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة. والعدد الأكبر من المتدربين في المعسكر هم من سكان الموصل ويتوزعون على أطياف مختلفة من العراقيين من التركمان والعرب والأكراد والشبك والمسيحيين الذين فضلوا ترك عائلاتهم والانضمام إلى قوات الأمن من أجل المشاركة في تحرير المدينة من داعش.
ونقلت وكالة الأناضول عن العميد في وزارة الداخلية العراقية واثق الحمداني قوله إنّ جميع المتدربين من سكان الموصل تلقّوا تدريبات على استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة وخوض حرب الشوارع.
قاسم سليماني يقود معركة صلاح الدينطهران – ذكرت وكالة فارس الإيرانية أمس أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس ضمن الحرس الثوري الإيراني موجود منذ السبت الماضي في العراق بغية قيادة المعركة ضد تنظيم داعش.وبحسب الوكالة ذاتها فإن سليماني قدم إلى العراق بهدف إعطاء الإرشادات العسكرية للجيش والمتطوعين في المنطقة.
وبعد أن كانت إيران تتحفظ على إعلان دورها الميداني في الحرب بالعراق وسوريا أصبحت تمارس نوعا من الاستعراض يبدو الهدف منه تضخيم ذلك الدور مع التقدم المسجّل في الحرب على تنظيم داعش. كما نشرت وكالة فارس صورة تظهر قاسم سليماني إلى جانب قيس الخزعلي قائد ميليشيا عصائب أهل الحق وهي أحد فصائل الحشد الشعبي.
ويثير التدخل الإيراني المباشر في الحرب على داعش مخاوف العراقيين من إذكاء النعرات الطائفية في بلادهم أو أن تتحول تلك الحرب وسيلة لبسط سيطرة ميدانية إيرانية على أجزاء من العراق.
وفي محافظة صلاح الدين المجاورة شنت قوات الجيش العراقي تدعمها فصائل الحشد الشعبي أمس هجوما على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية.
ويعد هذا الهجوم أكبر عملية عسكرية في المحافظة منذ استولى مقاتلو التنظيم في يونيو الماضي على مساحات كبيرة شمال العراق وتقدموا صوب العاصمة بغداد. وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي الأحد بداية عمليات صلاح الدين خلال زيارة لمدينة سامراء التي تسيطر عليها القوات الحكومية حيث تجمّع بعض القوات ورجال الفصائل في إطار قوة تعد بالآلاف لشن الهجوم.
وقال مصدر في القيادة العسكرية المحلية إن القوات تقدمت شمالا من سامراء صوب مدينة الدور التي يصفها المسؤولون بأنها حصن من حصون تنظيم داعش، وتكريت الواقعة على مسافة نحو 40 كيلومترا إلى الشمال من سامراء. وينفذ سلاح الجو العراقي ضربات لدعم القوات البرية المتقدمة التي تعززها وحدات الحشد الشعبي من محافظة ديالى المجاورة الواقعة في الشرق.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأحد بدء العمليات ومنح أنصار التنظيم ما قال إنها فرصة أخيرة لإلقاء السلاح أو مواجهة ما وصفه بالعقاب الذي يستحقونه لوقوفهم إلى جانب الإرهاب. لكنه شدد أيضا على ضرورة أن يحمي الجيش والفصائل المدنيين والممتلكات في ساحة المعركة، في إشارة إلى الاتهامات التي سبق أن وجّهت إلى الفصائل الشيعية المسلحة بارتكاب عمليات إعدام جماعي وحرق بيوت في مناطق استعادتها من تنظيم داعش.
ويأمل عراقيون في حرب نظيفة مما يسمونه جرائم الميليشيات التي كثيرا ما بادر عناصرها إلى تسليط عقاب جماعي على سكان مناطق بتهمة احتضانهم تنظيم داعش والتعاون معه. وما تزال مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معارك تحرير مناطق بشمال العراق تواجه اعتراض الكثير من سكان تلك المناطق الذين يطالبون بالاكتفاء بجهودهم الذاتية وجهود القوات المسلحة العراقية والبيشمركة الكردية.
وسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس في كلمة أمام مجلس النواب لتطمين المتخوفين من تغول الميليشيات الشيعية ملقيا اللوم على من أسماهم بـ“الانتهازيين” في حوادث إحراق الممتلكات في المناطق التي يجري تحريرها من عناصر تنظيم داعش. كما كشف العبادي بذات المناسبة عن أن القوات العراقية تتهيأ لعملية كبرى لتحرير محافظة الأنبار من تنظيم الدولة الإسلامية.
تفاصيل أخرى: فرص السلام والمصالحة في العراق على طاولة محايدة في ريغا