العراق يعلن استعادة أجزاء من تكريت من «الدولة الإسلامية»
وكالة «فارس» تؤكد أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني يقود الهجوم لتحرير المدينة
March 2, 2015
بغداد – «القدس العربي» وكالات: استعادت القوات العراقية، صباح الإثنين، مناطق حيوية في محافظة صلاح الدين (شمال) من تنظيم «الدولة»، وذلك بعد أقل من 12 ساعة على انطلاق العملية العسكرية لتحرير مدينة تكريت، مركز المحافظة.
وكان حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، أعلن الأحد، انطلاق عمليات تحرير مدينة تكريت (مركز صلاح الدين)، داعياً العشائر إلى الوقوف مع القوات الأمنية في عملية التحرير.
وقال رائد الجبوري، محافظ صلاح الدين، إن «القوات الأمنية معززة بسلاح الجو العراقي وطائرات التحالف الدولي، وبمساندة عناصر الحشد الشعبي، استعادت، صباح اليوم (أمس)، جسر البو شوارب، وقرية الحساني، وقرية البو الشيخ محمد، القريبة من مركز ناحية العلم التي يتحصن فيها عناصر «الدولة» «.
وأضاف الجبوري أن القوات الأمنية «حققت تقدماً في القاطع الجنوبي لمدينة تكريت».
وبحسب المحافظ، «أبدى عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» مقاومة ضعيفة للقطعات (الفرق) العسكرية التي بدأت، مساء أمس، بشن العمليات العسكرية على محاور عدة».
من جهته قال ضابط في الجيش العراقي، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن «القوات العسكرية تمكنت، صباح اليوم، من استعادة السيطرة على مبنى أكاديمية الشرطة، جنوب تكريت، بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»».
وأضاف المصدر، أن «مبنى الأكاديمية يخضع حالياً لسيطرة القوات العسكرية الحكومية التي تتهيأ في هذا الوقت للانطلاق باتجاه مركز مدينة تكريت، بعد فتح طريق آمن ثانوي كون الطريق الرئيس جرى تلغيمه بالمتفجرات من قبل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».
ووفق المصدر نفسه، «استعادت القوات الأمنية السيطرة على حي القادسية، جنوب تكريت، بعد اقتحامه، صباح الاثنين وسط مقاومة ضعيفة لعناصر «الدولة» الذين أخلوا الخطوط الدفاعية الأمامية وانسحبوا باتجاه مركز المدينة».
وشكلت مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، على مدى الأشهر الماضية تحدياً للقوات الأمنية العراقية نتيجة لتحرك تنظيم «الدولة الإسلامية» منها.
وتعمل القوات العراقية وقوات موالية لها تحت اسم «الحشد الشعبي»، وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها «الدولة الإسلامية»، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 6 أشهر.
نقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن مصادر مطلعة في تكريت أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني وصل إلى المدينة السبت الماضي لتقديم الاستشارات للقادة العراقيين.
وأضافت الوكالة أن سليماني استقبل من قبل قادة الجيش والحشد الشعبي والمقاتلين العراقيين لدى وصوله إلى تكريت، فيما قال مصدر مطلع آخر إن عمليات تحرير تكريت بدأت برمز (لبيك يا رسول الله) من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، كما يشارك قائد عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي في العمليات.
وذكرت الوكالة الإيرانية أن سليماني شارك استشاريا في العديد من عمليات تحرير المدن والمناطق المهمة في العراق ومنها تحرير جرف النصر (جرف الصخر سابقا).
ويبلغ عديد القوات المشاركة في تحرير المدينة نحو 27 ألف عنصر.
وقالت وكالة «كل العراق» إن التقدم باتجاه تكريت قد تم عبر خمسة محاور منها الدور والعلم وتكريت وأعلنت عن تحرير أكاديمية شرطة صلاح الدين.
وقال مصدر أمني لهذه الوكالة إن الجيش بدعم من قوات الحشد الشعبي قد حرر الأكاديمية الواقعة على مسافة كيلومترين إلى الجنوب من تكريت.
كما نشرت «فارس» صورة تظهر قاسم سليماني إلى جانب قيس الخزعلي قائد «عصائب أهل الحق» وهي أحد فصائل الحشد الشعبي (متطوعون شيعة).
ويعتبر قاسم سليماني منذ عام 1998 القائد العام رسميًا لما يطلق عليه اسم فيلق «القدس»، حيث يعدّ فرقة من الحرس الثوري الإيراني تتولى تنفيذ العمليات الخاصة خارج إيران، وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية الإيرانية فإنَّ قاسم سليماني يتبع مباشرة للقائد الأعلى للحرس الثوري، علي خامنئي، ويُقال إنَّ الأخير قد وصف قاسم سليماني بأنَّه «شهيد الثورة الإيرانية الحي».