البطيخ الأحمر ، أو الرقي – والركي) باللهجة العراقية ،
باللاتينية
Citrullus lanatus
هو فاكهة صيفية نباته ذو أغصان ممتدة، ينتج ثمارا كروية أو أسطوانية الشكل ذات لون أخضر فاتح أو أخضر غامق، ذات لب أحمر تنتشر به بذور سوداء القشرة بيضاء اللب. الرقي حلو المذاق عادة ما دام ناضجاً. وبتحليل البطيخ الأحمر وجد أن المائة غرام منه تحتوي على : 90% من وزنه ماء و10 غرامات سكر وحوالي نصف غرام بروتينو7 مليغرام دهون وحوالي 9 مليغرام كالسيوم و5 مليغرام من فيتامين أي و 10 مليغرام من فيتامين سي وحوالي 30 مليغرام حديد و3 مليغرام صوديوم و20 مليغرام ]مغنيسيوم و15 مليغرامx-فسفور وحوالي 15 مليغرام بوتاسيوم كما أن المائة غرام تعطي للجسم حوالي 50 سعرا حراريا كما أنّ بذور البطيخ غنيةٌ بالبروتينات عالية الفائدة إذ تبلغ 30 مليغرام في الـ(10 غرام) من البذور على نسبة عالية منالدهون غير المشبعة والجيدة الفائدة غذائيا وخصوصا المسمى (أوميجا) المساعد في تخفيض نسبة الكولسترول في /!الدم. ويستخدم ثمر البطيخ الأحمر كطعام منشط ومروي، تصنع منه مربيات مختلفة لذيذة.
تنضج ثمار الرقي خلال (3-4) أشهر من بدء زراعة البذور، تصدر الثمرة الناضجة عند القرع عليها صوتا مكتوما ويكون الصوت رنانا عندما تكون غير ناضجة. ويقدر الإنتاج العالمي منه ب:26.7 مليون طن. أما أهم الدول المنتجة فهي : الصين التي تنتج لوحدها نسبة 71% من الإنتاج العالمي (طبقا لإحصائيات ]منظمة التغذية والزراعة لعام 2004، وتأتي تركيا في المرتبة الثانية ب4% فإيران والبرازيل ثم الولايات المتحدة؛ كما نجد من بين الدول العربية كلا من مصر والمغرب بنسبة 2 بالمائة لكل منهما من الإنتاج العالمي وتحتلان المرتبين السادسة والسابعة عالميا، ثم سوريا وتونس ... ذلك أن البطيخ الأحمر يزرع في أغلب البلاد العربية وفي الكثير من دول البحر الأبيض المتوسط في بلاد الشام والعراق وبعض دول [الخليج العربي . يباع عادة بالعدد أو بالوزن وفي الموسم بالأكوام.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة فوائد صحية عديدة للرقي، خصوصا فيما يتعلق بسلامة الأمعاء والكلي. فقد أظهرت الدراسات أن البطيخ لا يطفئ العطش، ويرطب الجلد، وينعش الجسم فحسب، بل قد يفيد كمليّن قوى للأمعاء، ومادة تساعد على الهضم، ومقوى للدم، ومفتت لحصوات الكلي. و وجد الباحثون أن المركبات الطبيعية الموجودة فيه تساعد فى تخفيف شدة الأمراض الجلدية، كما تفيد بذوره فى تخفيض ضغط الدم المرتفع، ويمكن استخدام جذوره فى وقف النزيف الدموي. وأكد خبراء التغذية فى المركز القومى المصرى للبحوث، أن هذه الفاكهة غنية بالكثير من العناصر، التى تكفى حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم، خصوصا فى أيام الصيف الحارة، لذا فهو يغنى عن عشرات الأصناف من الخضراوات واللحوم، لما له من أثر ملطف على المعدة، ومنشط لإنتاج الطاقة. و أشار هؤلاء الباحثون إلى أن البطيخ يحتوى على 92 فى المائة من وزنه ماء، كما يضم القليل من المواد الزلالية والدهنية، بينما تصل نسبة السكريات فيه إلى 8 فى المائة، حسب نوعه وموسمه، إضافة إلى احتوائه على نسبة متوسطة من فيتامينات "أ" و"سي"، لافتين إلى أن قيمته الغذائية بسيطة، مقارنة بقيمته الطبية الكبيرة، المتمثلة فى تخفيف حالات الإمساك والتهابات الجلد، كما يساعد على إدرار البول، وتنقية الدم، وعلاج أمراض الكلى والنقرس ومرض البواسير.وكان الأطباء العرب القدامى، ومن أشهرهم الطبيب ابن سينا، قد أكدوا على فوائد البطيخ العديدة،خصوصا قدرته على تنقية الدم، وعلاج الكلف والبهاق وقشر الرأس. كما يمكن الاستفادة من قشر البطيخ لعلاج العديد من الأمراض، منها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والتهاب الكلى والاستسقاء. لذا صدق المثل الشعبى المصرى القائل: "إذا طل البطيخ، بطل الطبيخ"!.
حين كنت صغير السن اعيش مع عائلتي في مدينة الموصل في خمسينات القرن الماضي ، كنت أذهب مع والدي ( رحمه الله) إلى ( الكب) وهي منطقة ساحلية تقد على ضفة نهر دجلة تحت الجسر الحديدي ( جسغ العتيق) لشراء الرقي أو ( الشمزي) كما يسميه الموصليون ، كنا ننهض مع انبلاج الفجر ونسير في شارع نينوى حتى الجسر ونعبره ثم ننزل نحو الساحل حيث أكوام ( الرقي ) متراصة على مد البصر ، وكان والدي يشتري مجموعة منها ( بالكومة) ويؤجر شخصا يمتلك ( جحشا) ليضع ( الشروة) على ظهر الجحش المسكين ليوصل الحمل إلى البيت ، وكنت أذهب إلى هناك لسبب واحد هو لكي أحضى ببعض ( الشمام) وهو البطيخ الصغير الملون بالخطوط الجميلة لأعود بها إلى البيت ، وليبدأ الصراع من شقيقاتي للحصول على بعض ذلك الشمام ..
أتذكر ، انه حين يفرغ البيت من الرقي ( وقلما يفرغ بيت موصلي أو بغدادي من هذه الفاكهة التراثية) وقبل أن نذهب إلى ( الكب) ويكون ذلك يوم الجمعة صباحا ( العطلة الأسبوعية) ، يذهب والدي أو عمي ( رحمهما الله ) إلى (غاس العوجي ) حيث دكان ( ابن حنون) ليجلب لنا الرقي ، وكانا لا يشتريان رقية كاملة !! بل نصف رقية ! ( ليس بخلا ) بل لأننا لم نكن نمتلك أجهزة تبريد آنذاك ( ثلاجات أو مجمدات) بل كان لدينا كما جميع أهل الموصل ( صندوق الثلج) وهو عبارة عن صندوق خشبي مغلف من الداخل بالمعدن الخفيف ، يعمل عمل الثلاجة في تبريد المأكولات بواسطة ربع أو نصف قالب من الثلج .. كانت نصف الرقية توضع فيه لتبرد قبل أن نأكلها .. لأانها اذا تركت طويلا خلال فترة الصيف فانها تذبل ويتغير طعمها وتصبح ( خمّومي) كما يسميها أهل الموصل .. تحية لزمن ( الكب والرقي) ولأهل الموصل جميعا.