بغداد ــ صفاء عبد الحميد:تناقلت وسائل إعلام عراقية محلية، خلال اليومين الماضيين، تصريحات من مصادر سياسية وقيادات مليشياوية مقرّبة من رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، تعلق على حادثة العثور على هاتف في جثة نُسبت إلى عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وتقول إن الهاتف يحتوي على أرقام هواتف سياسيين عراقيين ومسؤولين بارزين، ورسائل متبادلة بين الدوري وبين تلك الشخصيات.
وهكذا بات هاتف الدوري الشغل الشاغل لهؤلاء، مغتنمين الفرصة لتوظيفه سياسياً، بحسب ما يرى مراقبون، على الرغم من مرور أربعة أيام على تسلم وزارة الصحة للجثة بدون الإعلان عن نتائج فحص الحمض النووي.
وقال حسين رضا، القيادي في مليشيا "عصائب الحق"، التي زعمت أنها من نفذت عملية اغتيال الدوري، في تصريح صحافي، إنه "تم العثور على هاتف ذكي عند الأخير، يحتوي على أسماء مسؤولين بارزين بالحكومة والبرلمان وقوات الأمن، جميعهم من مكون معين".
وأشار إلى أن "الهاتف ضم رسائل متبادلة بينهم، وتفاصيل عن حوالات مصرفية ومالية، ويثبت علاقة حزب البعث العراقي باستخبارات دول مجاورة"، مؤكداً أن "الهاتف كان للدوري ويضم تفاصيل شخصية عنه".
ونقلت محطة تلفزيونية عراقية تابعة لإحدى المليشيات عن مصادر، لم تسمّها، قولها إن "الدوري قام باتصالات عدّة قبل يوم من مقتله، مع عدد من تلك الشخصيات"، مضيفة أنّه "قد يتم نشر تلك الأسماء على الإعلام، فضلاً عن أنّ القضاء العراقي يتعامل مع القضية، وستتم مقاضاتهم مهما كانت مناصبهم".
من جهتها، طالبت النائبة عن التحالف الوطني، حمدية الحسيني، بـ"الكشف عن كل ما احتواه هاتف الدوري من أرقام واتصالات".
وقالت في بيان إنّ "الكشف عن تلك الأرقام والاتصالات، خصوصاً تلك التي أجراها الدوري مع قادة كبار في العملية السياسية، سيقطع دابر المجرمين، ويكون بالإمكان تقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل".
ورأى الخبير بشؤون الجماعات المسلّحة، إبراهيم الفهداوي، أنّه "على الرغم من كون الهاتف يعود إلى الدوري غير مؤكّد، كما أنّ الجثة وعائديتها للدوري لم يتم التأكّد منها بعد، فإن المليشيات ستستخدم الهاتف والأرقام الموجودة فيه للتصفية السياسيّة وتصفية الخصوم، فضلا عن الضغوط السياسيّة على بعض الأشخاص لفرض أجندات خاصّة".
وأضاف الفهداوي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الصراع المليشياوي في العراق يتطور بشكل خطير، وفي كل يوم تتعدّد الوسائل التي تستخدمها المليشيات في تصفياتها"، محذّراً من "استمرار انفلات المليشيات في الساحة العراقيّة دون أيّة خطوات رادعة من قبل الحكومة".
وأعلن محافظ صلاح الدين العراقية، شمالي البلاد، في 17 من الشهر الجاري، مقتل نائب الرئيس العراقي، عزة إبراهيم الدوري، وآخر المتبقين من قائمة المطلوبين للولايات المتحدة الأميركية من رموز النظام العراقي السابق، خلال معارك جرت قرب سلسلة جبال حمرين الواقعة بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، عند حقل علاس النفطي مع مرافقين له.
ولم يتم حتى الآن إعلان نتائج الفحص على الجثة، التي يرجح أن تعود للدوري، فيما لم يصدر حتى اليوم أيّ موقف حكومي رسمي بشأن الموضوع، لا تأكيداً ولا نفياً، وانحصرت التصريحات بمحافظ صلاح الدين، رائد الجبوري، وقادة مليشيات محلية، على الرغم من نقل الجثمان إلى وزارة الصحة لفحص الحمض النووي. غير أن ناشطين محليين من سكان محافظة صلاح الدين أكدوا أن الجثة تعود لرجل اسمه، الحاج شعلان البجاري، وليست للدوري، وهو من رعاة الأغنام المعروفين ويشبه إلى حد كبير عزة الدوري.