في السياسة كطريق للوصول إلى السلطة ومنها إلى الإطلال على الخدمة العامة، وفي التعليم حيث الرسالة يمارسها أهلها في المراحل الأساسية والعليا وبشكل مباشر مع الجزء المستهدف بها مع الشعب .. وفي الإعلام والثقافة حيث يقصد بناء الموقف والراي العام الوطني والقومي والاجتماعي ، في مؤسسات الصحة ومنافذها الخدمية التي تطل على عافية الناس وصحتهم يجب أن تقوم العلاقة بين المنفذ للخدمة العامة وبين المتلقي لهذه الخدمة وبين ضوابط وأنظمة وقوانين المؤسسات المعنية تقوم على وازع أخلاقي محدد وهذا الوازع مؤسس ومبني على أخلاق ومنظومات أخلاقية خاصة أو عامة، دينية أو اجتماعية. هنا يكون المعيار والمقياس الفعلي والحقيقي لطُهر الدولة أياً كانت النظم القائمة عليها. فلقد أثبتت حُكُم ما بعد الغزو والاحتلال في العراق أن الديمقراطية والتعددية والانتخابات كانت محض مظلات وخيم للتخريب والقتل واللصوصية والفساد والتدهور القيمي للدولة وللمجتمع وتحول خطير للقوى السياسية إلى منظمات ميليشياوية إرهابية. وهكذا كانت الدولة العراقية التي ذُبحت بكل العيوب والأخطاء التي نسبتها لها ماكينات إعلام الاحتلال الضخمة والتي لم يكن لها مثيل قط في التاريخ، دولة مؤسسات وقوانين وأخلاق ونظم منسقة، ولم تكن دكتاتوريتها التي ثقب الإعلام آذان العالم بالضجيج حولها سوى: منظومات ومؤسسات عمل أخلاقية شفافة وجادة ومنضبطة بدءاً من مجلس قيادة الثورة وانتهاء بمؤسسات تدير استلام المنتجات الزراعية من الفلاحين. كان زمن تَرَف ذبحوه ليأتوا بحكم نتن عفن وحكام بلا أخلاق. ومن بين المؤسسات الهامة التي أنشأها النظام الوطني على سبيل المثال ﻻ الحصر : - المجلس الزراعي الأعلى - لجنة شؤون الشمال - مجلس البحث العلمي - منظمة الطاقة الذرية - المجلس الوطني - مؤسسة المعاهد الفنية - لجنة صيانة اللغة العربية - اللجنة الأولمبية - اتحاد الكتاب العراقيين - نقابة الصحفيين - مكتب العشائر العراقية وهكذا في كل مجالات الحياة والنشاطات الإنسانية توجد مؤسسات للبحث والدراسة واتخاذ القرارات النهائية بشكل مدروس ولا مجال للتصرفات الفردية باتخاذ القرارات التي تخص مجمل نواحي الحياة ..
البعـث بنـى دولــة مــؤسســـات : الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس