كورسيكا تنهض بتراثها وتعيد الحياة الى متاحفها

جزيرة كورسيكا.. جمال وفنّ وتراث

</TD>

كورسيكا تنهض بتراثها وتُعيد الحياة إلى متاحفها

باريس- سابين جلوبيتس

تشتهر كورسيكا بطبيعتها غير الملوثة وطرق التنزه الكبيرة، غير أن الجزيرة الفرنسية لديها الكثير الذي يمكن أن تقدمه بخلاف المناظر الخلابة حيث أعيد فتح أبواب ثلاثة متاحف أمام الجمهور وبعد عدة سنوات من أعمال التجديد.

فعند التفكير في جزيرة كورسيكا بالبحر المتوسط يقفز إلى الذهن الشواطئ والخلجان الهادئة والصخور المنحدرة والجبال والحدائق الطبيعية. ومع ذلك فإن الجزيرة تسعى الآن إلى توسيع نطاق صورتها.

فقد بدأت ثلاثة متاحف مؤخرا في إستقبال الزوار بعد سنوات من أعمال التجديد.وهي متحف فيش للفنون الجميلة في أجاكسيو. ومتحف الأعراق البشرية في باستيا ومركز الفن المعاصر في كورت. وبلغت تكلفة أعمال التجديد في جزء من المجموعة الفنية الإيطالية الهامة بمتحف فيش سبعة ملايين يورو"تسعة ملايين دولار" فقط.

ويقع متحف فيش في قلب عاصمة الجزيرة أجاكسيو والذي يفتخر بأنه يمتلك أكبر مجموعة للوحات الإيطالية بعد متحف اللوفر في باريس. وتتضمن المجموعة المشكلة من 1500 عمل صورا مثل لوحة "ليدا والبجعة" للرسام الإيطالي فيرونيس ولوحة "العذراء والطفل" للرسام بوتيشيللي.

إلا أن كنوزا غالية مثل لوحة تيتيان"الرجل ذو القفاز" لا يزال من الواجب تخزينها بسبب تعرضها للإصفرار عبر الزمن. وقد رسمت اللوحة الزيتية في عام 1515 وغطيت بطبقة من الورنيش داكن اللون. وسمح إغلاق المتحف لمدة عامين بتجديد مجموعته الفنية وإعادة تصميم مساحات العرض به.

ومتحف فيش الذي يسمى رسميا الآن قصر فيش هو متحف للفنون الجميلة مع وضع تأكيد على الجزء الأخير. ويقول مدير المتحف فيليب كوستاماجنا " بالطبع يشكل ميراث فيش جوهر المجموعة ولكننا سنقوم بشراء أعمال فنية للقرن العشرين بجانب تنظيم معارض أكثر تخصصا".

وتوجد المجموعة في قصر فيش وهو مبنى مصمم بشكل كلاسيكي يعود إلى القرن التاسع عشر. وكان جوزيف فيش أحد أعمام نابليون وأيضا واحدا من أكثر جامعي الفنون وعيا بعصره. وقام رجل الدين بتجميع قطعا بلغت عند وفاته عن عمر 76 عاما في 1839 عدد 17757 عملا فنيا. وهي أكبر مجموعة فنية خاصة وجدت من قبل.

ويقع متحف الأعراق البشرية في قلعة في قصر الحاكم السابق في باستيا ولا تزال غرف العرض تفوح منها رائحة الدهان الحديث. وكانت المدينة الساحلية في شمال الجزيرة تعرضت لقصف شديد خلال الحرب العالمية الثانية وتعرض الجناحان الشمالي والغربي من القصر للدمار وأعيد بنائهما بشكل أنيق في وقت لاحق فقط. وبالفعل فإن أعمال التجديد باهظة التكاليف وأعمال التوسيع في السنوات القليلة الماضية تستحق ما صرف عليها من مال. ويستطيع الزوار رؤية طبقات من الأسلحة وخرائط المدينة والرسومات والمخطوطات.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2001 شب حريق في مركز الفن المعاصر في كورت أكثر المدن أهمية في قلب الجزيرة. وقد تعرض ثلثا المجموعة الفنية للدمار ومن بينها أعمال للفنان الفرنسي دانييل بورين والرسام الإيطالي مايكل أنجلو بيستوليتو وأحد الفنانيين الأكثر تأثيرا في عصرنا جابرييل أوروزو. وتم ترميم جزء صغير فقط.

والقلعة هي الآن مقر من جديد للمجموعة التى تم ترميمها. وسمى أحد المعارض المفتوحة "حطام سفينة مع المتفرجين" للفنان كلاوديو بارميجياني. "د ب أ".