الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 130تاريخ التسجيل : 07/12/2009الابراج :
موضوع: ما هي علاقة الكورد بالنوروز / جذور نشأة الكورد الأربعاء 21 يوليو 2010 - 13:52
ما هي علاقة الكورد بالنوروز ..؟ / الجزء الحادي عشر
جذور نشأة الكورد
البحث في موضوع علاقة الكورد بالنوروز يحتاج إلى دراسة دقيقة، ومن دونها لا يمكن تسليط الضوء على نشأة جذور الكورد ، ومما لا شك فيه هو أن تراث الشعوب هو هوية الشعوب ، وهو الذي يكشف أثارها و ويكشف معالمها وسماتها و ماهيتها ، وأن البحث في جذور أي أمة لا تخلف وراءها تراث، سيتعذر على الباحثين التعرف على آثارها. الشعب هو الذي يصنع تراثه وهذا لا جدال فيه، وهنالك شعوب غنية بتراثها، ومع ذلك أضافت إلى تراثها تراث شعوب أخرى، نتيجة الهجرات والإقامة بين شعوب أخرى، والاحتكاك والتلقيح والتلقح والتأثر والتأثير بتلك الشعوب.
وهنالك شعوب أخرى غنية بالتراث، ومع ذلك ضمت إلى تراثها تراث شعوب أخرى نتيجة الغزو والاحتلال والسيطرة على مقدرات تلك الشعوب، ولم تكتفي بنهب خيرات الشعوب المحتلة، فراحت تسرق تراثها، ومن هذه الشعوب نذكر الفرس والترك، والعرب لم يستفيدوا كثيرا من تراث غير سامي، والتراث الآري لا ينسجم مع تراث العربي السامي. وفي ظل الإسلام استطاعة الفرس والترك رسوخ جذورهما في بلدان ليست بلدانها، عن طريق الغزو والاحتلال وهي باقية في هذه الأوطان إلى هذا اليوم، و كوردستان من جملة هذه الأوطان والتي جزئت بين العرب والفرس والترك، وفي ضل الإسلام قام الأتراك بالفتوحات لحسابهم إلى بلدان لم يصلها العرب، وقبضوا على رقاب تلك الشعوب المحكومة بقبضة شوفينية مستبدة. مع العلم أن الشعب التركي غريب عن المنطقة الحالية التي تسمى جمهورية تركيا، وكما هو معروف بأن الإمبراطورية الرومانية القديمة قبل ظهور الإسلام بحوالي مائتي سنة، كانت قد انقسمت إلى قسمين شرقي وغربي، واتُّخذت القسطنطينية عاصمة للجزء الشرقي ، وروما عاصمة للجزء الغربي ، وبقيت القسطنطينية عاصمة لمملكة الروم الشرقية منذ ذلك الوقت، وحتى تم فتحها على يد محمد الفاتح ، وهو سابع السلاطين العثمانيين ، وبذلك اختفت مملكة الروم الشرقية مع غيرها من الممالك إلى الأبد. وأما سكان تركيا الحالية فمعظهم من الأتراك المتأسلمون ، الذين يعودون في أصولهم إلى غرب الصين ، مع بقاء نسبة قليلة من النصارى فيها ، من ذوي الأصول الرومية ، أما النسبة الأكبر من الروم ، فقد هاجرت وانتشرت ، فيما حولها من بلدان أوروبا الشرقية.(1). وباتت الممالك والشعوب تعرف حاليا بالدولة التركية، وأن النظام التركي قد سرق تراث الكورد الإيزيديين والأرمن والأشوريين والأقوام الأخرى التي عرفت بأقوام البحر الأسود، ومن جملة ما سرقه الترك من الإيزيدية تسمية القوال ( قڤال) وهذه التسمية هي لرجل دين قوال الذي يعزف على آلة الشبابي، والتسمية عند الترك والبلغار لا تعني آلة الشبابي، واليوم يتباهى الترك بتراثهم أمام العالم، وهذا العالم لا يعرف بأن هذا التراث مسروق من الشعوب التي احتلوها بفضل الإسلام. ومعاهدة الوزان الإنكليزي والأمريكي و الأوربي. جعلت الفتوحات الإسلامية ساحة كوردستان مفتوحة على مصراعيها أمام الغزاة، والكورد المستسلمين هم أيضا فتحوا بيوتهم أمام أبناء الأقوام التي احتلت بلادهم تحت اسم الأخوة الإسلامية، واليوم هم أكثر الشعوب تعرضا للتأثر بسلوك أبناء المحتلين السيئ ، والكورد أكثر المستسلمين بين شعوب المنطقة تأثرا بحكم الإسلامي الجائر الذي فرض عليهم الانفصال التام عن تراثهم الأصيل تحت ذريعة كل تراث ليس إسلامي هو حرام، بينما نجد الشعب الفارسي والتركي يتجاهلان أحكام الإسلام، ويحتفظان بتراثهما رغم أنف الذي لا يرضى. النوروز هو أحد أعياد الميديين والفرس والترك القديمة التي سبقت الإسلام، وبسبب الإسلام لم يستطيع الكورد المستسلمون الاحتفاظ بتراثهم الكوردي القديم على غرار أشقائهم الإيزيدية، فمن هذا المنطلق نقول بأن الإيزيدية حافظوا على تراثهم الكوردي الأصيل، بينما الكورد المستسلمون رموا تراثهم الأصيل في مزبلة الإسلام. ورغم العزلة التي فرضتها ضريبة الدم وتمسك الإيزيدية بمعتقدهم وتراثهم الأصيل، فقد نجد آثر إسلامي عند الإيزيدية نتيجة احتكاكهم مع أشقائهم الكورد المستسلمين. ولا نخفي بأن البحث في نشأة جذور الكورد هدف يرغب معرفته أبناء الإيزيدية قبل غيرهم، وهم أكثر الناس اهتماما بهذا الموضوع. يكتشف أبناء الإيزيدية يوما بعد يوم بوجود اختلاف بين تراثهم وبين تراث أشقائهم الكورد المسلمين، وهذا الاختلاف يدفعهم إلى التسأل وهو كيف نختلف في العادات والتقاليد إذا كنا أشقاء في القومية وشركاء في الوطن الأم كوردستان..؟ نعم الاختلاف موجود بسبب دين الكورد الجديد وهو الإسلام الذي جعل بلادهم ومنازلهم مفتوحة أمام الغرباء الذين أصبحوا لهم أشقاء في الدين، ومنذ أمد طويل ونحن نتسأل هل يعقل بأننا نحن الإيزيديون والكورد المسلمون من أصل واحد..؟. حاولت الإجابة على هذا السؤال المحير، ومن أجله سهرت الليالي بين الكتب و الكوكل، وكتبت مواضيع رأس السنة النيسانية وأعياد النوروز من الجزء الأول وحتى الأخير، وكلي أمل أن أجد إجابة مقنعة لما طرحته بنفسي ألا وهو(ما هي علاقة الكورد بالنوروز)، وحول هذا الموضوع طالعت مقالة الكاتب أبو أمير في صفحة ) (Google، فاقتبست منها هذه السطور: الأكراد مصطلح يستخدم للتعبير عن الشعب الكردي، ويُعتبر الشعب الكردي الشعب الأصلي لمنطقة يشيرون إليها باسم كوردستان أي أرض الأكراد، والتي تشكل أجزاء متجاورة من تركيا، إيران، عراق، سوريا، ونتيجة انعدام الغرض العلمي في هذه المناقشات الغير المثمرة فقد نشأت ثلاث تيارات فكرية حول نشأة جذور الكورد، وضل السؤال الجدلي حول منشأ الكورد قائما ولا يزال موضوعاً ساخناً للنقاش حول فرضيتين:
أولا ـ هل جذور الكورد نشأت من الشعوب الهندو – أوروبية..؟ ثانيا ـ هل جذور الكورد نشأت من شعب مستقل ليست هندية ولا أوروبية..؟ يقع رأي بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ محمد زكي أمين ، على الطرح الثاني، وهو أن جذور الكورد نشأة من شعب مستقل ليس من الشعوب الهندية ولا الأوربية، بل أنه من شعوب "جبال زاكروس" التي كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ، ويشير المؤرخ إلى تلك الشعوب بالأسماء التالية: "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري". و عن الفقرة الثانية يقول: محمد زكي أمين، بأن الشعوب الهندو-أوروبية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية، ويذكرهم بالاسم، وهم الميديون والكاردوخيون. (الباحث أبو أزاد) وماذا عن كورد سلسلة جبل طوروس..؟ أتفق معظم المؤرخين والكتاب الذي كتبوا في موضوع جذور نشأة الشعب الكوردي، بأن الشعوب الكوردية القديمة ومنها: شعب "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري أو حوري، نايري"، هي التي سكنت كوردستان منذ العصور القديمة، وأنها لا تنتمي إلى أسرة الشعوب الهندو_ أوربية، وأن الشعب الميدي الكاردوخي اللذان غزا كوردستان وسيطرا على سكانها الأصليين بالقوة والسيف، هم اللذان ينتميان إلى أسرة الشعوب الهندو_ أوربية، وهذا يعني بأن معظم الكورد الأصلاء أجداد الكورد المسلمين والإيزيديين القدماء والحاليين، لم ينتمون إلى أسرة الشعوب الهندو_ الأوربية، إلا بعد الاندماج بينهم وبين الميديين، و بالنسبة للكاردوخيين فقد ذكرهم (زين فون) قائد حملة عشرة ألاف فارس في القرن الرابع قبل الميلاد، وأتفق المؤرخون على أن والكاردوخيين في تلك الفترة كانوا متواجدين في منطقة زاخو، وهذه المنطقة تقع في شمال كوردستان العراق، وإذا كان والكاردوخيون من الأقوام التي هاجرت إلى هذه المنطقة من كوردستان، فمن كانوا سكان المنطقة قبل ظهورهم ..؟ الإيجابة على هذا السؤال يتكون من شطرين: الأول ـ والكاردوخيون من الشعوب التي سكنت كوردستان منذ القدم. الثاني ـ إذا لم يكون والكاردوخيون كورد أصلاء، فمعنى هذا أنه جاؤا من خارج كوردستان وأنهم أبادوا الكورد الأصلاء أجداد الإيزيديين في مناطق زاخو. نستدل من هذه المصادر، بأنه لم يكن مصطلح الآري معروفا قبل غزو الميديين والفرس لإيران، ولم يكن مصطلح إيران وطن الآريين (آريستانا) هو الأخر معروفا، إلا بعد غزو الميديين والفرس والكاردوخيين لهذه البلاد، وبهذا المنطق الجائر حرموا الكورد سكان كوردستان الأصليين وغيرهم من وطن الإباء والأجداد والأسلاف. نفهم مما سبق بأن الكورد سكان كوردستان القدامى لم يصنفوا كآريين. وحول هذا الموضوع نقتبس هذه السطور من مقالة السيد عبد الله أوجلان المنشورة في موقع (فتكات في الأعلام) بعنوان (إهداء إلى الأخوان) هذه الرسالة زودتنا بالمعلومات القيمة خاصة فيما يخص تاريخ مجموعة الشعوب الهندو_ الأوربية، التي هاجرت من شمال اوراسيا إلى إيران وكوردستان، والتي أصبحت فيما بعد جزءا مهما من تاريخ الأمة الكوردية، عذرا للسيد عبد الله أوجلان، فقد قمت بتقديم وتأخير بعض مفاصل المقالة، من أجل توضيح الفكرة وتحقيق الهدف المنشود. يقول السيد عبد الله أجلان في رسالته هذه، لقد هاجرت مجموعة شعوب إلى إيران وكوردستان، و يشير إليها باسم (الاريائيين)، التي تعني الاصلاء و النجباء و الشرفاء. (الباحث أبو أزاد) بهذه الألقاب الرفيعة هاجرت تلك الشعوب واحتلت أوطان الآخرين بالقوة والعنف والمذابح، أتساءل، ماذا يفعل الذين لم يكونوا أصلاء ونجباء وشرفاء، عندما يحتلوا بلدان الآخرين..؟ ويضيف السيد عبد الله أوجلان قائلا: هاجر الاريائيون من شمال منطقة (اوراسيا) إلي إيران، وهم من أصول العرق الهندي الأوربي، وبعد مغادرة الاريائيون من وطنهم انقسموا إلى مجموعات قبلية، فذهبت مجموعة منهم إلي أوربا و ذهبت مجموعة أخرى إلي الهند عن طريق إيران، واستقرت مجموعة أخرى في المنطقة وهم الميديون. أستقر الميديون منذ أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد في المناطق الإيرانية الشمالية قرب نهري (سيحوون و جيحون)، واستطاعوا أن يسيطروا علي جميع مناطق الدولة العيلامية في مدة زمنية قصيرة، بسبب استخدامهم الحصان في الغابات كوسيلة للتنقل. و سيطرت مجموعة أخرى، وهم الفرس على أجزاء مهمة من دولة عيلام ( أنشان)، الذي يقع اليوم في الغرب من محافظة شيراز، وبدأ يتسع نفوذ الاريائيين الفرس في إيران منذ القرن (15) ق.م.وعمل الفرس علي إيجاد الدولة الهخامنشية في سنة (550) ق.م، وسيطروا علي جميع مساحة التي كانت تحت سيطرت الدولة العيلامية التي سقطت علي يد حكومة بابل. وحول الموضوع ذاته، يقول الدكتور زياد في كتابه ( إيران ثورة في انتعاش) ذكر في هذه السطور: أنه بحلول سنة 1500 قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولغا شمال بحر قزوين واستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفارسيون الميديون، فأسس والميديون الذين استقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الأخرى أي الفارسيون في الجنوب من منطقة أطلق عليها الإغريق فيما بعد اسم ( بارسيس) ومنها اشتق اسم فارس. غير أن الميديين والفرس أطلقوا على البلاد الجديدة (إيران الحالية) اسم (إيران) التي تعني "ارض الآريين. (الباحث أبو أزاد، لو كان الميديون كورد ومن أصل الكورد، لماذا لم يسموا بلادهم كوردستان أو ميديستان، فراحوا يسموها إيران ..؟ وإذا كان الكورد هم أحفاد الميديين، وإذا كانت إيران فعلا وطن الآريين، فلماذا الكورد اليوم في إيران غرباء بلا وطن ..؟ وهنالك أسئلة كثيرة تطرح نفسها. ويضيف السيد عبد الله أجلان قائلا: كان الاريائيون يشتغلون في تربية المواشي، والرعي و لذلك كانوا فرسانا ماهرين و محاربين أقوياء، وكانوا يطلقون على عدوهم لقب (ديڤ) و هي تعني الغول أو الشيطان، واستطاع الملك جمشيد أن يهزم قبيلة ديڤ) إحدى القبائل المهاجرة. (الباحث أبو أزاد، يفترض من يرفض الاحتلال أن يكون من سكان البلاد القدامى الأصليون، وأقصد بهم الكورد أجداد الكورد المسلمين والايزيديين الحاليين، والمنطق يرفض أن تكون القبيلة الرافضة للغزو والاحتلال، هي ذاتها المهاجرة مع القبائل الاريائيين من (الفرس والميديين) اللذان احتلا إيران و كوردستان، والمصدر ذاته لم يذكر مجموعة أخرى استقرت إيران إلى جانب الميديين والفرس. أكثرية المصادر التاريخية نسبت النوروز إلى جمشيد هذا الذي حارب ، وسفك دماء الكورد، وهم الإيزيديون سكان كوردستان الشرعيون، وهؤلاء الغزاة قد برروا أشتياحهم لمناطق كوردستان وقتل سكانها، بحجة أنهم ( دئيفه سنة) عباد إله الشر أهرمان. وهذه شهادة من السيد عبد الله أوجلان لا تعوض، فهي دليل على أن جميع الكورد القدماء قبل غزو الميديين والفرس كانوا كورد أصلاء وعلى الديانة الإيزيدية، وجمشيد أول من قلب مفاهيم الديانة الإيزيدية التوحيدية (الد ئيڤسنية) من إله الخير و إله آلهة الطبيعة إلى إله الشر آهريمان. لقد ثار الكورد الإيزيديون بوجه الطغاة من ملوك الميديين والفرس، وسواء كان جمشيد أو ضحاك أو غيرهم، وما حدث أن الميديين والفرس يحتفلون بالنوروز من باب الذكرى لانتصاراتهم على شعوب المنطقة الأصليون ومنهم الكورد الأصلاء، ومما لا شك فيه بأن احتفال الأعداء بالنوروز كان يغيض أبناء المنطقة المغلوبين على أمرهم، ومنهم الكورد، وكرد فعل بدأ الكورد وغيرهم من الشعوب الأصلية المحكومة تحتفل هي الأخرى بالنوروز من باب الذكرى للمقاومة والاستبسال ضد الميديين والفرس المحتلين. ومع مرور الزمن تحولت ثورة الكورد الإيزيديين إلى ثورة عارمة ضد المحتلين الطغاة، فبرز أسم كاوا الحداد وهو الذي قاد الثورة والمقاومة، ضد ملك الميدي ضحاك بدلا من الملك جمشيد الذي وصف بالعدل ، وهذا يعني أنه كان ظالما بحق الكورد والشعوب الأخرى في إيران المغلوبة على أمرها. إيران . ومع مرور الزمن أختلط أخبار ثورة الكورد الإيزيديين مع أسطورة ثورة كاوا الميدي ضد الضحاك الميدي بين الميديين والفرس المحتلين أنفسهم، و الشعب الفارسي هو الذي يقف وراء نسج أسطورة كاوا الحداد الذي قاد الثورة ضد الضحاك من أجل تخليصهم من ظلم الملك الميدي. بينا هنالك مصادر تمتدح ملك الضحاك وتعتبره عادلا وخيرا، ولكن بالنسبة لتجربتنا نحن الإيزيديون نعتبر كل حاكم يمتدحه المحتلون، يكون ظالما قاسيا ضد المحكومين. تعاد الاحتفالات بذكرى انتصار الميديين والفرس ضد سكان إيران القدماء ومنهم الكورد أجداد الإيزيدية تحت شعار النوروز الذي تم تحديد يوم الاحتفال ان يكون في (21) آذار، وهنالك الكثير من المصادر التي تتكلم عن النوروز، والكل يختلفون حول الحقيقة . بينما النوروز الحقيقي و بتاريخه المعروف الذي يذكر الكورد الأصلاء حتى ما بعد الإسلام، هي ثورة قام بها أجداد الكورد الإيزيديين ضد الملك جمشيد الذي سفك دماءهم تحت شعار الدين. وما حدث للنوروز فيما بعد هو التناقض بعينه، حينما يبدأ الفرس والميديون يحتفلون بالنوروز بمناسبة انتصاراتهم على الكورد الإيزيديين سكان كوردستان الأصليين، بعد زجهم في خانة عبادة ( ديڤ) إله الشر أهرمان، وفي المقابل كان الكورد الإيزيديون يحتفلون بالنوروز بمناسبة انطلاقة ثورتهم ضد مظالم الميديين والفرس خاصة في أيام الملك جمشيد. وهذا يذكرنا بالنظام ألصدامي الذي كان يحتفل بمناسبة الأنفال رغم كونها جريمة من نوع التطهير العرقي، التي دانها العالم كله، وفي ذات التاريخ والذكرى يقيموا الكورد الحفل التأبينية والتعازي لذوي الشهداء، ويخيم على كوردستان أجواء القلق والأحزان. وفق هذه المعادلة أهمل الكورد الإيزيديون ذكرى ثورتهم النوروزية، كرد فعل ضد الميديين والفرس الذين غيروا مفاهيم النوروز من عيد ربيع إلى عيد انتصار على الشعب الإيراني القديم بما فيهم الكورد الإيزيديين، فنجد الفرس يفتخرون بهذه المناسبة كأعظم تراث قومي لهم. لم يستطيع الكورد المسلمون الاحتفال بالنوروز كذكرى لثورة التي قام بها أجدادهم الإيزيديون طوال حكم الميديين والفرس والعثمانيين، ولا زال الكورد يحتفلون بالنوروز سرا باستثنا كورد العراق بعد ولادة حكومة في إقليم كوردستان العراق ، وما يحدث الآن بأن الفرس يريدون تغير مفاهيم النوروز واستثمار ها لتمجيد الأمة الفارسية، ولتحقيق هذه الغاية يحاولون ربط الشعوب التي تحتفل بالنوروز بالأمة الفارسية كرابطة دول الكومنولث مع بريطانيا. نسب الفرس أحفاد الاريائيين وأنسباء الميديين لأنفسهم التمايز، وكانوا ولا زالوا يسخرون من المواطنين الإيرانيين الأصليين، فيصفونهم بالجهل الذي يحيل بداهة إلى الظلمة بخلاف النور، وقد وجدنا في تعاليم زرادشت القديمة، وهو ينسب إلى الفرس الميديين الغزاة، الذين احتلوا لما يسمى بإيران اليوم، فنسب النور إلى إلھهم ( أهورا مزدا ) وأعتبره إله النور، في حين جعل إله السكان الأصليين ( آهريمان ) إله الظلمة، وبذلك يتحول هذا الوصف إلى معيارية أخلاقية، فالظلمة هي الشر والنور هو الخير.() وهكذا أصبح سكان إيران الأصليون ومنهم الكورد (الإيزيديون) شريرون والميديون والفرس الغزاة خيرون، وهذا الخطاب يبرر باستمرار العدوان والتجاوز والقهر، ومع هذا تتعالى أصوات الكورد المسلمين (بسلمان) الذي استسلموا تحت حد السيوف الإسلامية، والإسلام العربي والفارسي والتركي، لم ينصف الكورد المسلمين (بسلمان) وقد مضى على احتلالهم لكوردستان مئات السنوات، فجاءت ثورة الخميني الإسلامية، وهذه أيضا لم تنصف الكورد المسلمين، خاصة بعد أن أتخذها الفرس شعار عصري لترهيب الشعب الكوردي المسلم والقوميات الأخرى، والفرس يجوعون شعبهم من أجل بناء ترسانة من الصواريخ، يوزعون ثروة الشعوب الإيرانية بين كوريا الشمالية والصين وروسيا من أجل عمل قمبله نووية لإرهاب شعوب المنطقة والعالم كله. منذ أن تعلمنا القراءة والكتابة ونحن نصرخ ونحذر من حكم القوي على الضعيف، ومن هذا المنطلق نقول بأن الفرس كانوا أول من أطلق على الكورد(الإيزيديين) سكان كوردستان الأصليين تسمية ( د ئيڤه سنا ) عباد الديو، مع العلم أنهم يعبدون الله (ئه ز دايي). وما آلت إليه مصير الميديين والفرس في بلاد إيران يقول: السيد عبد الله أوجلان في رسالته المذكورة. تحرك في هذه الفترة النبي (زرادشت) لإصلاح معتقدات الإيرانيين و توحيد القبائل الأريائية، و دعا الناس الى عبادة (آهورا مزدا) أي العالم الكبير. و قبلت أغلب القبائل الأريائية باستثناء قبائل (السكا) تعليمات زرادشت، و اشتبكت جماعة من قبائل السكا الذين كانوا يسمون أنفسهم (التورانيين) مع أتباع زرادشت في حروب كثيرة و قد قتل (زرادشت) علي يد هؤلاء السكا في احدي الحروب و دعا (دياكو) أحد قادة قبائل الماديين -هذه القبائل الى الوحدة والتحاد بهدف حفظ الدولة الإيرانية في الغرب والحيلولة دون هجمات الأشوريين، و من أجل استعداد أكثر، عمل علي بناء حصن هكمتانه في الموقع الحالي لمدينة همدان، و هيأ الأرضية لتأسيس دولة الماديين. استمرت سيطرة دولة (الماديين) علي إيران حتى سنة (550) ق.م، و في هذه الفترة ثار (كوروش) الثاني من سلالة الهخامنشيين التي تنتمي الى قبيلة ( باساركاد) والتي ثارت ضد أجدهاك ملك(الماديين)، و بسبب نمو و تزايد طبقة الأشراف و شيوع السخط و عدم الرضا بين العامة استطاع كورش الثاني أن يوحد القبائل الفارسية العشرة مع بعضها البعض، و هزم حكومة (الماديين) و أوصل (الهخامنشيين) الى سدة الحكم، (كانت أم كوروش الثاني بنت أجدهاك ملك الماديين). تولي أجدهاك ملك الماديين). تولي كوروش مقاليد الحكم علي إيران حتى سنة (530) ق.م ثم سيطر علي الحكم من بعده (داريوش الأول) الذي كان من أسرة (الهخامنشيين) . وما يهمنا من الشعوب التي هاجرت إلى كوردستان، هو الشعب الذي استقر في كوردستان واندمج مع الشعب الكوردي الأقدم والأصل. تأكد المصادر التاريخية على أن بعض الميديين فقط استقروا على أرض كوردستان وليس الكل، وهنالك أقوام أخرى أندمجت مع الشعب الكوردي مع مرور الزمن. المصادر: 1ـ وليتبروا ما علوا تتبيرا - (الجزء الثالث - صفحة رقم 66)