لقاء پاپا الفاتيكان فرنسيس مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو:
الفاتيكان :
10 ـ 05 ـ 2015
( CNN )
خففت كوبا من اضطهادها للدين الذي كانت تمارسه على مدى الـ23 سنة الماضية ، ولكن كان هناك القليل
من المؤشرات على أن يجد مسؤولون كبار في الدولة إيمانهم . هذا الأمر تغير الأحد ، عندما قال الرئيس الكوبي
راؤول كاسترو بأن تعاليم الپاپا فرنسيس ، أقنعته ليس فقط لتخفيف القيود على الدين ،
ولكن بالطبع للعودة إلى الكنيسية الكاثوليكية ، وبدء الصلوات مجددا كما فعل عندما نشأ في المدارس اليسوعية ،
وقال بأنه " أبلغ مجلس مستشاريه ، بأنه قرأ كل خطب الپاپا. وإذا ما بقي الپاپا مستمرا في مثل هذا الحديث ،
فإنني سأعود إلى الكنيسة الكاثوليكية ، ولم أقل ذلك من باب المزاح ،
" وخلال ظهوره مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي ، بعد مقابلته الأولى مع الپاپا،
قال كاسترو بأنه سيكون من بين الحشود المتدفقة لحضور كلمة الپاپا خلال زيارته المقبلة إلى كوبا ،
في شهر سبتمبر/ أيلول .
وقال كاسترو " أعد بأنني سأكون بين تلك الحضور ، وبرضى تام ،
غادرت الاجتماع المؤثر هذا الصباح ، وأنا شديد الإعجاب بمعرفته، وحكمته ، وبساطته ،
وبكل الطهارة التي نعرف أنها لديه , " وكان فيدل كاسترو ، شقيق راؤول ،
قد جاء إلى السلطة في كوبا من خلال ثورة عام 1959 ، وأعلن عام 1961 بأنه " ماركسي - لينيني
وأنه سيكون كذلك حتى نهاية حياته " في إشارة إلى الفكرالذي طرحه كارل ماركس وفلاديمير لينين ،
الذي قاد روسيا بين عامي 1917 و 1924 ، والذي كان يعتبر بأن الدين هو أفيون الشعوب ،
وكان كاسترو قد حكم في بداية عهده مجتمعا من الكاثوليكيين وأتباع الديانات الأخرى ،
الذين وجدوا أنفسهم مضطهدين بشدة ، حيث مُنعت إقامة الصلوات واصبح المصلون مستهدفين
وفي بعض الأحيان بأعمال عنيفة، وتمت مصادرة أملاك الكنيسة ، وأرغم القساوسة والكهنة على النفي
أو ألقي بهم في السجن ، ومنع الآباء من تنشئة أطفالهم تنشئة دينية ، وفي عام 1992 تم تعديل الدستور
ليحظر التمييز الديني ، ولكن وزارة الخارجية الأمريكية أفادت في تقريرها السنوي العام الماضي
بأن الحكومة ما تزال تفرض قيودا على الأنشطة الدينية ، وزار الپاپا يوحنا پولص الثاني كوبا
في عام 1998 ، كما قام الپاپا بنيدكت السادس عشر بزيارة پاپوية عام 2012 ،
وأعلن المسؤولون بأن أول كنيسية كاثوليكية ستقام في عهد الأخوين كاسترو في ساندينو ،
البلدة التي يقطنها 39000 شخص في غرب الجزيرة ، وأوضح راؤول كاسترو الأحد " أنا شيوعي
من الحزب الشيوعي الكوبي ، الحزب لم يكن يسمح بالمتدينين ، والآن نسمح للمؤمنين ونحن جزء منهم ،
وهذه خطوة مهمة . " وأضاف بأنه يسوعي " لدرجة ما " ، بسبب المدرسة التي آرتادها في شبابه .
كاسترو أكد كذلك على أنه بلاده تسعى باتجاه الإصلاح السياسي والاقتصادي ،
ولكنه قال بأن الأمر أصعب مما يمكن تصوره " لأننا لا نريد أن نتخذ إجراءات تضر بالشعب ،
ولا نريد إتّباع سياسة الصدمة ، ولا نريد لأي شخص أن ينتهي به المطاف في الشارع ،
" وكان الپاپا فرانسيس رقما مهما في التغيرات الأخيرة التي طرأت في كوبا ، وفي ديسمبر ،
شكر راؤول كاسترو الپاپا على إنخراطه في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا ،
حيث توسط الفاتيكان والحكومة الكندية في هذا المسار الذي بدأ منذ عام 2013 .
وحث فرانسيس وهو أول پاپا من أمريكا اللاتينية ، الرئيس الأمريكي باراك أوباما ،
في رسالة عام 2014 وبعد ذلك في لقاءات شخصية ، على السعي لعلاقات أقرب
مع الجزيرة المجاورة للولايات المتحدة ، وتخفيف القيود التجارية المفروضة عليها منذ الستينيات ،
وهو ما آعترف به كاسترو في ديسمبر ، حيث وجه الشكر للپاپا على دعمه
لجهود تطوير العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة .