أخبار العراق ..
إرتفاع الإيجارات في كردستان يزيد معاناة النازحين !
شكا نازحو الموصل وصلاح الدين والانبار من إرتفاع أسعار بدلات الايجار
في محافظات إقليم كردستان ، خصوصا بعد لجوء الأسر من بطش عصابات " داعش " الإرهابية ،
مؤكدين ان الدور واطئة الكلفة تتراوح اسعار إيجارها حاليا
من ( 900 الى 1200 دولار ) للشهر الواحد .
زيادة الطلب :
وقال المواطن محمد ياسين النازح من مدينة الفلوجة
الى اربيل منذ 7 اشهر في اتصال مع مندوب " الصباح " احمد عبد ربه : ان اوضاع النازحين
في محافظات اقليم كردستان في حاله يرثى لها لعدم قدرتهم على تحمل إرتفاع الاسعار في الاقليم ،
اذ ارتفعت بدلات الايجار والدور واطئة الكلفة الى الضعفين بسبب زيادة الطلب على الايجارات ،
وبيّن ياسين ان معظم النازحين من الموظفين اصحاب الدخول المتوسطة الذين لم يستلموا رواتبهم
منذ أشهر ، اذ قاموا ببيع بعض ممتلكاتهم الثمينة كالسيارات والمصوغات لغرض دفع ايجار الدور
والوحدات السكنية ، اضافة الى وجود ارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية ،
واشار الى ان المخيمات التي خصصت للنازحين في الاقليم لا تقي من حرارة الشمس
ولا توجد حمامات صحية وبعيدة عن مراكز المدن ،
اذ تعرض مئات الاطفال الى امراض انتقالية وغيرها .
صعوبات مادية :
من جهته ، اكد المتقاعد اسحق عبد الواحد البالغ من العمر 53 عاما
من مدينة برطلة في محافظة نينوى في حديثه لمندوب " الصباح " علي موفق اضطراره
مع عائلته الى النزوح خلال الايام الاولى من سيطرة ارهابيي
" داعش " على المدينة الى اربيل .
وقال : ان " الايجارات كانت في بداية الامر جيدة وتراوحت بين 400 ـ 500 دولار نتيجة نزوح
اعداد قليلة من مدينة الموصل في بداية الازمة ، بيد ان اصحاب العقارت لم يتوانوا
عن زيادتها بعد وصول اعداد اضافية كبيرة من النازحين
الى اربيل ورفعوها الى 800 دولار ، ما دفعته الى اتخاذ قرار مع عائلته بالذهاب الى بغداد نتيجة قرب
نفاد اغلب مدخراته بعد صرفها على دفع تكاليف الايجار والمعيشة الى ارتفعت ايضا بعد تفاقم الازمة .
ولفت الى عدم الحصول على رواتبه التقاعدية منذ اكثر من شهرين ، اذ كانت تسد جزءا كبيرا من حاجاته الاساسية
مبينا ان الكثير من الاسر الموصلية تعيش حاليا اوضاعا صعبة سواء في اربيل او المخيمات التي تؤويهم بالقرب
من اقليم كردستان بسبب صعوبة امورهم المادية وعدم حصول الموظفين على رواتبهم ، داعيا
في الوقت نفسه جميع الجهات المعنية في الحكومة الى الاسراع في صرف الرواتب التقاعدية وايجاد
حل لطرد إرهابيي " داعش " من المدينة باسرع وقت بغية العودة اليها، اذ لا يعرف حاليا مصير بيته
نتيجة سماع انباء عن قيام مجرمي " داعش " بسرقة ونهب عدد كبير من منازل المنطقة التي يسكن فيها .
يشار الى ان مجلس الوزراء قرر صرف رواتب جميع موظفي الموصل
في بادرة تعكس مدى اهتمام الحكومة بالاهالي هناك، رغم سيطرة الارهابيين على المدينة ، واوضح
عبدالواحد ان احدى العائلات البغدادية كان لها موقف نبيل معي واسرتي
من خلال تأمين المسكن لي خلال ايامي الاولى من قدومي الى بغداد وقدموا لي الطعام لعدة ايام
في خطوة لا تنسى ودليل على طيبة ابناء الشعب العراقي
مع توصيتهم بدفع الايجار متى ما تتحسن ظروفي المادية ، مشيرا الى ان اغلب الاسر الموصلية النازحة
لم يكن لها حل ازاء تلك المشاكل إلا التوجه الى المحافظات الجنوبية ككربلاء والنجف والسماوة وميسان .
أزمة نقل :
بدوره ، اكد الدكتور وليد عيسى في جامعة الموصل لـمندوب " الصباح " حيدر العذاري ،
ان معاناة النازحين تتمثل بارتفاع اسعار تذاكر الطيران من اربيل الى بغداد وبالعكس نتيجة
الزخم الحاصل للتوافد على الاقليم وقضاء العطلة الصيفية هناك ، علاوة على الانتظار لمدة لا تقل
عن 5 ايام لايجاد حجز الى احدى المحافظات ،
في ظل صعوبة التنقل عن طريق البر نتيجة الظروف الامنية غير
المستقرة ، واشار الى ان المواد الغذائية هي الاخ ارتفعت اسعارها لاسباب مجهولة دون سيطرة حكومة الاقليم
على تلك الظاهرة التي استفحلت ووقع ضحيتها المواطن النازح ، في حين سجلت ازمة الطاقة عبئا اضافيا
على النازحين من اهالي نينوى وسكنة الاقليم نتيجة ارتفاع اسعار المشتقات النفطية
الى اربعة اضعاف سعر اللتر الواحد ، اذ وصل الى 2000 دينار في السوق السوداء إن وجد ،
وطالب عيسى حكومة الاقليم بايجاد حل للسيطرة على بدلات الايجار والمشتقات النفطية والمواد الغذائية ،
اضافة الى تذاكر الطيران التي باتت ترهق كاهل المواطن هناك، الى جانب اتخاذ اجراءات رادعة
ضد المنتفعين من مضاعفة الاسعار واستغلال ازمة النازحين لتحقيق ارباح نتيجة لذلك .
مساعدات إنسانية :
في تلك الاثناء، تعكف وزارة الهجرة والمهجرين على رفع مقترحات الى الامانة العامة
لمجلس الوزراء بشأن تقسيم المبالغ المخصصة للنازحين بالتساوي .
المتحدث باسم الوزارة ستار نوروز اكد لمندوبة الصباح " اسراء السامرائي ،
ان الوزارة شكلت لجنة يرأسها الوزير وتضم الوكلاء والمدراء العامين بعضوية بقية الوزارات
ذات العلاقة لمناقشة توزيع المساعدات والمنح المالية ضمن الـ500 مليار
التي خصصتها الامانة للنازحين من المحافظات الساخنة ، واشار الى ان الوزارة مستمرة
بتقديم المساعدات الاغاثية من المبالغ المخصصة للنازحين سابقا ،
وبشأن المبالغ المالية الموزعة بين نازحي خانقين ، انجزت وزارة الهجرة توزيع
مليار دينار كمنح مالية بالتنسيق مع الحكومة المحلية في محافظة ديالى ، بحسب
مدير دائرة شؤون الفروع
في الوزارة محمد صفو النعيمي لـ " الصباح " .
وقال النعيمي : ان الوزارة وزعت مليار دينار كمنحة مالية بقيمة 300 الف دينار
لكل اسرة نازحة في قضاء خانقين ، موضحا وجود تنسيق عال مع الحكومة المحلية
في محافظة ديالى في عملية توزيعها .
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الخميس 21 مايو 2015 - 22:47
