الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61346مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: لماذا المالكي متمسك بالسلطة ؟ بقلم عباس النوري الخميس 22 يوليو 2010 - 12:22
لماذا المالكي متمسك بالسلطة ؟
بقلم: عباس النوري
المالكي يمهد لعملية تدخل أميركي كبيرفي العراق بعد أن صار واضحا أن الصراع الحقيقي هو بين أقوى دولة في المنطقة، إيران، وأقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة.
ميدل ايست اونلاين
ظاهر الحال أن جميع اللقاءات بين الكيانات الفائزة أو الخاسرة في الانتخابات ذهبت أدراج رياح التعنت والتمسك بالسلطة من قبل المالكي. والأسباب متعددة منها واضحة وأخرى لها تداعيات خارجية وأخرى شخصية.
ولدى العديد من المراقبين والمواطنين تساؤلات كثيرة ومن أهما – لماذا كل هذا التأخير في تشكيل الحكومة؟
وهل السبب الوحيد هو تمسك المالكي بالسلطة؟ ولماذا...!
آخر الأخبار تشير أن المالكي مستعد للتنازل عن العديد من الصلاحيات الممنوحة وفق الدستور لرئيس الوزراء ومنح وزارات سيادية وإطلاق سراح سجناء. ويهب الملك بما لا يملك. المهم أن يبقى رئيس وزراء. وهذا يدعو المراقب والسياسي لوقفة جادة والتمعن بالدوافع. وهل يجوز لحكومة تصريف أعمال أن تتصرف بهذه الطريقة التي مارستها حكومة المالكي بعد الانتخابات في غياب البرلمان والفراغ الدستوري. حتى أن المحكمة الاتحادية رفضت طلب المالكي بإطلاق سراح السجناء حيث قالت بان هؤلاء مثبت عليهم جرائم قتل وخطف وغيرها.
هل هناك سر وراء تمسك المالكي بالمنصب؟ هل الدافع وضع الغطاء على عمليات الفساد الإداري والمالي والسجون الخفية والعلاقات الخارجية (المشبوهة)؟ أم أن الدافع مجرد هواية ورغبة شخصية ليس إلا؟
كان من المفروض على دولة رئيس الوزراء المنتهية ولايته أن يسجل بصمة تعد له في تاريخ العراق وهو مباركة القائمة العراقية بفوزها في الانتخابات وتسليم السلطة بطريقة سلمية وفق الأسلوب الديمقراطي والمتعارف عليه عراقياً وعالمياً. لكن في الأمر أسرارا وليس سراً واحدا. وعليه أن موقف القيادات في القائمة العراقية في تمسكهم في حقهم الانتخابي والدستوري في تشكيل الحكومة لهو موقف وطني ووفق الإرادة الجماهيرية التي قدمت التضحيات من أجل اختيار الأصلح، وإن تنازلت القائمة العراقية عن هذا الحق فهي تعطي إشارة واضحة للعراقيين بأن لا ديمقراطية ولا دستور ولا عدالة ولا حق في عراق يتحكم به الأجنبي عن بعد وقرب من خلال تدخلات مباشرة أو من خلال عملائها الذين تبوئوا مناصب مرموقة في الدولة العراقية.
لا أرى حل لهذه الأزمة إلا من خلال التدخل الأميركي الصارم والقوي لكي لا يخسرون مصالحهم الإستراتيجية في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط، وإن حدث هذا الأمر فهو بمثابة ويلات تصب على الشعب العراقي إضافة لكل المآسي التي مر بها ويتعايش معها يوميا نقص في كل شي وشحٌ في أبسط مستلزمات الحياة الضرورية.
أن المالكي يمهد لعملية تدخل أميركي كبير ووضع العراق في مصيدة الاستعمار الذي لا ينتهي...!
أصبح واضحا أن الصراع الحقيقي هو بين أقوى دولة في المنطقة وأقوى دولة في العالم وعلى الساحة العراقية، وعدم إدراك بعض القيادات لخطورة هذا الأمر يجعلهم وقود هذا الصراع الذي يدفع ثمنه الشعب العراقي فقط وقد يؤدي لوضع أمني خطير في كل أرجاء الشرق الأوسط والخليج.
لا يمكن للولايات المتحدة أن تقبل بحكومة موالية 100% لإيران، وتضيع كل الجهود وتذهب كل ما خسرته في عملية احتلال العراق وموضع التوصل للخطة التي رسمتها في إنشاء شرق أوسط جديد. الأمر الذي يحتم عليها الدفاع وبقوة عن مصالحها الآنية والمستقبلية في العراق والمنطقة والحفاظ على هيبتها في العالم. هذه الأمر لا يدركها بعض القيادات المتزمتة برأيها والتي لا هم لها إلا المنصب وحب الذات.
لو كان قد سجل لحكم المالكي عدد من الايجابيات لما وقفت الكتل السياسية هذا الموقف الحدي من عدم ترشيحه مرة ثانية. فلماذا هذا الإصرار؟ هل من أجل التغيير نحو أفضل مما قدمه لحد الآن؟ أم أن العراق لا يستمر في الحياة من دونه لأنه المنقذ الوحيد... أو لكونه الوطني المخلص وغيره لا؟
لقد عانى الشعب العراقي ما يكفيه لكي يحدد مسار العراق عراق المحبة بين جميع أطيافه. عراق الجميع وليس حكراً على طرف دون آخر. أو بعد التخلص من حزب مارس أبشع الجرائم ليس فقط بحق العراقيين بل بحق الإنسانية لكي نرضخ لحزبٍ آخر وبثوب لمع لونه لحين أفسد عليه من يتصور أن بقائه في السلطة لمرة ثانية سيقيه حساب الشعب العراقي لكل ما أقترفه من فساد وتحطيم بعد أن خربتها الدكتاتورية المقيتة طيلة خمسة وثلاثون عاما ونيف ومرارة السبع العجاف. هل تترك الأمور لمن هم قادرون على قيادة العراق لسبع سنين سمان لينعم المواطن بثروات بلده عوض تهريبها للخارج وعوض شراء فيلل الملكات أو سعفات نخلة دبي. ولماذا تهربون الأموال لدبي؟ لماذا لا تجعلون من العراق أمارات عربية ثانية وتتعلمون من المرحوم مؤسس الأمارات المتحدة بعض من أخلاقياته ودبلوماسيته وحكمته؟ لكن لمن هذا النداء ولا حياة لمن تنادي. النداء يفيد ذوي القلوب الحي وليس من لا قلب ولا ضمير له. وأفعاله ستؤدي لخراب أكثر مما كان أحد أسبابه.