الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: كيف نصلي عندما يعذبنا أحدهم؟ الثلاثاء 2 يونيو 2015 - 21:54
Ryan Wiedmaier-cc
روما / أليتيا (aleteia.org/ar) – هناك أشخاص يتسببون لنا بالمعاناة ويجعلوننا نمضي من حيث لا نردي، شئنا أم أبينا، لحظات سيئة. تجرحنا كلماتهم الحادة وتصرفاتهم المهينة ومعاملتهم الاستبدادية وقلة مسؤوليتهم ومزاجيتهم واهمالهم... يمكننا معاملة مثل هؤلاء الأشخاص بالمثل مبررين بالقول: "لكي يتعلموا"، "لكي يدركوا الشعور" أو يمكننا مواجهتهم بقول الحقيقة واضعين حداً لهم أو تفادي المشاكل بتجاهلهم تماماً إلا اننا نعرف ان هذه الأساليب قلما تنجح.
يمكننا أيضاً محاولة ايجاد اللحظة والكلمات الضرورية والمناسبة لكي نسلط لهم الضوء على ما يحصل ويمكننا الالتفات نحوهم بمحبة لأنه من واجبنا وضع المحبة حيث لا توجد محبة لنلقى محبة كما يقول القديس يوحنا الصليب والصلاة من أجلهم في النهاية. إن الصلاة على نية شخص نحبه لمسألة سهلة إلا ان الصلاة على نية من يتسبب لنا بالمعاناة لأمرٌ صعب.
قد تشعر بالانزعاج ما ان تذكر هذا الشخص في صلاتك وقد تطلب من اللّه ان يلقنه درساً أو أن يجعله يؤمن من جديد. إن كانت هذه هي المشاعر التي تنتابك، حاول من جديد. فسرعان ما ستكتشف ان الصلاة ستُصاغ من تلقاء نفسها على شفتَيك إذ ان الروح القدس هو الذي يعمل في صلاتك وهو محبة فسيجدد قلبك بالمحبة. قد تقول: "لكن الأهم هو ان يتغير الآخر". صحيح، لكن عند صلاتك من أجل من يتسبب لك بالمعاناة، تكتشف ان أول من سيتغير هو أنت بنفسك.
عند الصلاة من أجل من يتسبب لك بالمعاناة:
تتاح أمامك فرصة التخفيف عن نفسك وذلك برفقة القادر على معالجة كل الأمور. فالتنفيس مع اللّه لأمر صحي ومحرر ووضع ما لا يمكننا السيطرة عليه بين يدَي اللّه انجح الوسائل.
يظهر لك اللّه ان الضغينة والانتقام وعدم المسامحة والاستياء والكراهية ليست فضائل مسيحية وانه علينا ان نتعامل مع الآخرين كما يتعامل هو معنا فهو غني في الرحمة وجاهز للصفح عنا دائماً (حتى ولو كنا غير أهل لذلك) وسموح وصبور. "اغفر لهم، يا أبتاه، لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." (لوقا 23،34).
صلي بصدق لأباك السماوي مردداً: "اغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن خطأ وأساء إلينا." تأكد أنه ان صليت بايمان ومحبة على نية من يعذبك، يعمل اللّه ويتحرك. لا تنتظر نتائج مباشرة لكن تامل بثقة تامة.
وقد تفيدك هذه الصلاة للأب ايميليانو تارديف:
يا إله الطيبة، إله المحبة، ها انني اباركك واشكرك على كل نعمك. شكراً، يا إلهي، لأنه وبفضل نور روحك فهمنا ان يسوع هو النور والحقيقة والراعي الصالح الذي أتى ليعطينا الحياة والوفرة. أود اليوم، يا أبي، أن اعرفك على ابنك أو ابنتك.... وأنت تعرفها بالاسم. أقدمها لك، يا رب، لكي تشرف بعينَيك الابويتَين على حياتها. فأنت تعرف قلبها والجراح التي تحملها وتعلم كل ما أرادت القيام به ولم تستطع. أنت تعرف حدودها وأخطاءها وخطاياها وتعرق الصدمات التي تعرضت لها في الحياة.
نطلب منك، يا أبانا، بفعل المحبة التي تحملها لأبنك، يسوع المسيح، ان تحل روحك القدوس على اختنا/أخانا لكي تدخل محبتك قلبه/ها. ادخل الى هذا القلب، يا رب يسوع، كما دخلت الى ذاك البيت حيث كان تلاميذك مجتمعين خائفين. فأنت ظهرت عليهم وقلت لهم: "السلام عليكم". ادخل الى هذا القلب واعطه السلام واشبعه بمحبتك إذ نعرف ان المحبة تُبعد الخوف وتعيد الحياة الى القلب.
أشكرك، يا أيها الإله، لما تفعله اليوم في حياة هذا الشخص. ونشكرك من كل القلب لأنك تشفينا وتحررنا وتكسر سلاسلنا وتعطينا الحرية. شكراً، يا رب، لأننا هياكل روحك القدوس ولا يمكن لهذا الهيكل ان ينهار لأنه بيت اللّه. نشكرك، يا ربنا، على الإيمان وعلى المحبة التي وضعتها في قلوبنا.
نثق بك، يا رب، وبقدرتك على تلبية احتياجاتنا، ونطلب منك بشفاعة مريم أمنا، التي كانت متواجدة في عرس قانا الجليل فحولت من اجلها الماء خمراً، ان تحول قلب هذا الشخص فيصبح قلباً معطاءً، جديداً!