الأمين العام لهيئة علماء المسلمين: الحل في العراق سياسيٌ ويقتضي وقتاً طويلاً

وأوضح الدكتور الضاري أثناء استضافته في برنامج (لقاء اليوم) الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية مساء اليوم الجمعة؛ أن المنهج الذي طرحته الهيئة منذ أيامها الأولى وصل إليه الغالب من الناس، وسيصل إليه البعض الآخر وإن تأخر، مبينًا أنه منهج جامع للعراق ثبتت عليه الهيئة وستواصل ثباتها.

وتطرق الشيخ الضاري إلى حالة التعاطف العراقي الكبيرة مع الهيئة بعد وفاة أمينها العام السابق فضيلة الشيخ الدكتور حارث الضاري رحمه الله، موضحًا أنها تعتبر نوعًا من الثقة بمنهج الهيئة واعتزاز بها، مضيفًا أن التعاطف العربي والإسلامي بهذا الخصوص كان كبيرًا جدًا على المستوى الرسمي والشعبي، وعلى الرغم من أنه لم يكن مفاجئًا للهيئة إلا أنه فاجأ دوائر كثيرة ومحاور داخلية وخارجية ودولاً إقليمية وغير ذلك.

وبشأن الأسباب التي جعلت من هيئة علماء المسلمين تحظى بهذه المكانة، بيّن الدكتور مثنى؛ أن مرد ذلك يعود لثبات منهج الشيخ حارث الضاري رحمه الله، وصدق الهيئة ووضوحها مع الناس، وصدق توقعاتها واستشرافها الصحيح للمستقبل ومآلات الأمور في العراق، الذي طالما تحدثت عنه منذ بداية الاحتلال وقد أثبته الواقع اليوم بتأكيد أقره كثيرون من القوى العراقية الذين أكدوا بأن استشراف الهيئة كان صحيحًا وولّد لديهم وعيًا بمعرفة لماذا كانت الهيئة والشيخ حارث الضاري يتخذون مواقفهم الثابتة آنذلك.

وحول المشكلة العراقية، تحدث الأمين العام للهيئة بأنها مشكلة عامة، ولذلك ينبغي أن يكون الحل عامًا وشاملاً وليس جزئيًا، بيد أن ما يجري في الساحة العراقية مع الأسف من تعالي النبرة الطائفية والمذهبية من خلال النظام السياسي الذي أصّل لهذا الأمر بالمحاصصة الطائفية تحت مظلة الاحتلال الأمريكي، الذي أراد أن يوصل العراق والمنطقة إلى حافة الهاوية بالصراعات الجانبية والطائفية والمذهبية، جعل البعض يفكر بحلول جزئية.

ومضى الدكتور مثنى الضاري إلى القول؛ بأن الحل من وجهة نظر الهيئة ينبغي أن يكون كاملاً وليس ترقيعيًا جزئيًا، لأن الهيئة تراعي الاختلاف المذهبي واختلاف الهويات والأعراق والتباين الثقافي والسياسي الذي يميز المجتمع العراقي، لافتًا إلى أن هذا التنوع كله يمكن أن يُصهر في هوية جامعة بشرط ألا يكون هذا الانصهار على حساب مكون أو مذهب أو طائفة بعينها كما هو الحال الآن تحت مظلة العملية السياسية التي طحنت أطرافًا فيما سبق وتطحن أطرافًا أخرى اليوم.

وخلص الدكتور الضاري إلى القول؛ بأن هوية العراق عربية إسلامية وأنه هو بلد متنوع الأعراق والأطياف والمذاهب والأديان، ولا يمكن أن يُحكم العراق أو يُدار من أي طرف كان ولا يمكن لأي قوة أن تطرح مشروعًا للحل إلا إذا كانت تنظر له بهذه النظرة الكلية الشاملة.

كما استشهد الأمين العام للهيئة ببعض الوقائع التاريخة التي تؤكد رؤيتها للحل الجامع، ومنها أول بيان للهيئة في الـ 18/7/2003 والذي نص على أن المحاصصة الطائفية والعرقية التي أسست في ذلك الوقت وبنيت عليها العملية السياسية ستؤدي بالعراق إلى ما هو عليه الآن، ليؤكد مجددًا أن العراق وصل إلى مرحلة ما بعد الكارثة وما بعد المأساة، وأن القادم أسوأ نظرًا لأن العملية السياسية أصلت لتقسيم العراق وإقصاء مكوناته.

وحول التواصل مع العملية السياسية وأقطابها، أكد الضاري أنه لا توجد اتصالات مع الحكومة الحالية القائمة في بغداد، ومشددًا على أن أي اتصال يقوم على أساس المصالحة الحكومية المزعومة هو حديث غير صحيح لأنه مغرق في الوهم ويتعارض مع مصالح العراقيين وينطلق من حكومة لا تؤمن بالشراكة الحقيقة ولا تعي مفهوم الشركة الوطنية حتى تطرح مصالحات، لاسيما وأن منهج الهيئة واضح وصريح منذ البداية في أن المصالحة هي بين العراقيين وقد أكدت على ذلك في بيان أم القرى سنة 2005 للقوى المناهضة للاحتلال بأن المصالحة الحقيقية هي التي تقوم بعد توضيح الموقف من الاحتلال وعمليته السياسية.

ولمشاهدة اللقاء كاملاً؛ يرجى زيارة هذا الرابط:

https://www.youtube.com/watch?v=Zfi9DJjmVuM&feature=youtu.be


الهيئة نت
ج