قرار عراقي بتأنيث التدريس في كليات البناتالأساتذة والطالبات يرفضون " القرار المتخلف " !!!
يقلمعبدالجبار العتابي :
ايلاف
طالبات كلية التربية في جامعة بغداد في حفل التخرج
غضب في كليات البنات في الجامعات العراقية احتجاجًا على قرار وزارة التعليم العالي بحصر التدريس فيها
على الإناث وإخراج الأساتذة الذكور منها ، واعتبرت الطالبات والأساتذة القرار عودة
إلى " العصور الظلامية وطعنًا في سمعتهم".
بغداد : عبر العديد من الاساتذة والطلبة الجامعيين عن استغرابهم من قرار وزارة التعليم العالي العراقية بـ ( تأنيث )
الهيئة التدريسية لكليات البنات ، مشيرين الى ان هذا القرار غير مسبوق في الجامعات العراقية معتبرينه خطوة رجعية .
وطالبوا الوزارة بإلغاء القرار، مؤكدين ان ما يتضح من مضمونه هو " إضمار سوء النوايا وسوء الظنون بالآخر" .
وقالوا في بيان صحافي : " نحن عائلة الهيئات التدريسية ، ( تدريسيات وتدريسيين ) ،
وطالبات كليتي ( التربية للبنات ، والعلوم للبنات ) في جامعة بغداد ، نرفض خطاب وزارة التعليم العالي
والبحث العلمي جهاز الإشراف والتقويم العلمي ، المتضمن استبعاد التدريسين من العمل في كليات البنات ،
بتسويغات باطلة لا تستند إلى دراسة علمية أو نظرة تربوية واعية ، ومن دون استشارة المتخصصين
في علم الاجتماع ، وعـلـم الـنـفـس التربوي، وإداراة التعليم "
خطوة رجعية :
وأضاف التدريسيون والطالبات أن " هذا الخطاب وما جاء فيه ينم عن إمعان في المركزية المقيتة ،
وتهميش آراء الهيئات التريسية ،والإرادة الطلابية النابهة والواعدة " ، وطالبوا بإلغائه واعتذار الوزارة
إلى مكونات هذه الكليات ( من طالبات و إدارات وهيئات تدريسية ) ؛ " لما يتضح من مضمون هذا الكتاب
إضمار سوء النوايا ، وسوء الظنون بالآخر، ونعـدّه محاولة لإعادة أهم شرائح المجتمع إلى عصور
الجهل والتخلف والعزلة والظلمات ،وننبه إلى خطورة هذه الخطوة الرجعية من انعكاسات سلبية
في بنية المجتمع المستقبلية " ، ورفضت طالبات كليات البنات " هذا الخطاب لما يسببه لهن
من منع لتنوع الروافد العلمية ، وحجبهن عن العطاء العلمي والتربوي من آبائهن التدريسيين الذين يبذلون
قصارى جهودهم لتعويضهن عن العزلة المعرفية المتمثلة بعدم القدرة على مراجعة المكتبات وميادين
المعرفة المختلفة في البلد بعامة .
واكدوا أن " الهيئات التدريسية ترفض بشدّة مضمون كتاب الوزارة ؛ لأنه يلغي إرادتها ، و يمسخ آراءها ،
ويلغي وجود أيُّ تقدير واعتبار للتدريسيين ، إذ ليس لمسيرتهم العلمية والتربوية غير التنكيل والتشكيك والتجريح ،
وليس لتآريخهم في خدمة هذه الكليات غير الجحود والنفي والشطب والنكران ؛
فـلم تبقَ الوزارة من أساليب التعامل معهم غير الإلغاء بالإحالة على التقاعد أو الاستبعاد " .
وشددوا على رفضهم صيغة تسويف الأمر بما يسمى ( التريث ، أو تأجيل التنفيذ ) ،
وسنلحق بياننا هذا ببيانات متتابعة للتعبير عن آرائنا وإراداتنا الحـرة " .
الطالبات يستغربن القرار :
وقد استغربت طالبات القرار، وقالت احداهن : " وفاء منّا لاساتذتنا وعرفانًا بالجميل لما قدموه لنا طوال سنين مرت ،
ومازالوا ، نقف وقفة احتجاج لإلغاء قرار وزارة التعليم العالي في تأنيث كوادر كلية التربية للبنات ،
خاصة وان وجود الاساتذة لا يؤثر على الطالبات والعلاقات داخل الكلية طيبة جدا ومحترمة لم نشاهد
أي سوء في التصرف او المعاملة منهم، كلهم ينظر بعين الاخت والبنت والطالبة " .
منع فرويد والسياب :
من جهته ، اكد الاستاذ الدكتور حسين الطويل رفضه للقرار قائلاً : " من غير المنطقي النظر الى وجود العنصر الذكوري
في كليات البنات على انهم موظفون وليسوا قيمة عليا في هذا الصرح الاكاديمي الذي تسعى وزارة التعليم العالي
الى خرقه وعودته الى مربع العصور الظلامية " ، واضاف : " واذا ما افترضنا بالقبول بهذا الامر فاننا بازاء كارثة
في إبعاد الاستاذات في الكليات المختلطة ودفعهن الى كليات البنات ، وربما يأتي يوم يمنع فيه تدريس فرويد
او السياب في هذه الكليات لانهم ذكور، والاتجاه على هذا النحو هو اضعاف لمستقبل التعليم في العراق
بعد هيمنة الاحزاب غير الديمقراطية التي تريد ان تتحكم في مصير التعليم بحسب مزاجها " .
الطعن في السمعة :
وبدوره ، قال الدكتور عباس الحلو : " لا يمكن القبول بهذا القرار المجحف ، الاستاذ معرفة ونبع ثقافي مهم ،
وكان لابد لوزارة التعليم ان تهتم في تطوير أمور أخرى " ، واضاف :
" هل يعقل ان تجربة ثلاثين عامًا في هذه الكليات مصيرنا الطعن في سمعتنا واخلاقنا " .
مبادئ عـزة الدوري :
ومن جهته ، اكد التدريسي سمير احمد على عودة التعليم العالي إلى المركزية والاستناد
إلى مبادئ ( عـزة الدوري ) في قراراتها .
وقال : " قرار خطير ومثير للريبة والازدراء تظهر بوادر الفشل والنكوص والتخلف في وزارة
تعـد حاملة شعلة العلم والتطور والتنمية ، ومنبرًا للفكـر ومنهلاً للمعرفة ، ذلك القرار الذي جسده كتاب الوزارة
والمتضمن ( تأنيث الهيئة التدريسية في كليات البنات ) " ، واضاف : " حين صدر أمر استحداث جامعة بغداد للبنات ،
وواجهت إرادة الطالبات ذلك الوهم الظلامي بطوفان من التظاهرات الهادرة بوعي وإرادة صلبة ،
فبددت سراب أسوار العزلة المريضة والهزيلة ، التي خطط حدودها السلطويون بعقولهم الحالكة المدلهمة .
فتعلم هؤلاء السلطويون الدرس من الطالبات المنتفضات ، فصرح أحدهم قائلاً :
( لقد أخطأنا في توقيت الإعلان عن استحداث الجامعة في أثناء الدوام ،
وسيكون توقيت تأنيث كليات البنات في بداية العطلة الصيفية ) " .