البرلمان العراقي : اخر مهازل الزمن الأخيــــر !
السبت 11 ـ 07 ـ 2015
بقلم / جمعـــة عبدالله
يعتبر مكان البرلمان مقدس في البلدان الديموقراطية , حيث تتجمع حوله الاحتجاجات الجماهيرية .
والمظاهرات الشعبية السلمية ، المعبرة عن طموحها وتطلعاتها وامانيها ,
وهو المكان المنشود لعرض المظلوميات والاجحاف والحرمان
وكذلك ابدأ مواقف الغضب والسخط الشعبي .
وهو المكان الحر لعرض مشاكل المواطنين والحث والاسراع على المعالجة والحلول ،
والبرلمان هو واصلة الصلة والعلاقة والترابط بين ممثلي الشعب والمواطنين وهو المكان المناسب لسماع صوت الشعب .
بذلك يكتسب ممثل الشعب ، الخبرة والكفاءة في تأدية عمله وواجبه الوطني ليسمع معاناة المواطنين وشرائح من الناخبين ,
الذين منحوا ثقتهم وصوتهم الانتخابي , ولذلك سميت بناية البرلمان بـ ( معبد الحرية ) لانه المعبر الحقيقي لطموحات الشعب .
وهو يرسم خريطة الطريق للوطن وتوجهاته المستقبلية وصون كرامته والحفاظ عن الاستقلال والسيادة الوطنية ،
لذلك يعتبر البرلمان المرآة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للبلد وهو البندول والمقياس لمنزلة ومكانة الوطن .
بينما في العراق السريالي بالفنطازية الغريبة والعجيبة ، كل هذه الخصال مشطوبة وغير موجودة حتى في حدود ها الدنيا ,
فمكان البرلمان العراقي في منطقة محرمة وممنوعة الوصول اليها ، منطقة مقطوعة الصلة والعلاقة
عن تطلعات وطموحات واماني الشعب ، مما خلق التنافر والتناقض في الرؤية الطريق والتوجهات السياسية الصائبة ,
بين نائب الشعب والمواطن العراقي ,ومما خلق حالات نشاز في العلاقة مع الوطن والمواطن .
ادت ان يعيش نائب الشعب في عالم اخر ، لايمت باية صلة وعلاقة في الشائن العراقي ,
ولا بالواقع الفعلي والمحسوس , وزادت المصيبة اكثر فداحة وسؤاً ,
بان اعضاء البرلمان مصابون بالعمى والطرش ، لذلك يتكلمون بلغة غريبة عن الواقع .
مما خلق حالات جهل وغباء كلي في المشاكل والازمات التي يعاني منها العراق والعراقيين ,
وتصريحاتهم النارية والهوائية الى وسائل الاعلام ، انها عبارة فقاعات هوائية لتنفيس من تخمة المعدة
من الاكل الثقيل والدسم ، مما جعل تصريحاتهم مسرحيات كوميدية لسخرة والمسخرة والتهكم ,
كأنهم ينتمون الى عالم اخر , لا ينتمي الى العراق , هذه السذاجة والجهل السياسي ,
جعلتهم بمثابة ادوات معرقلة ومعوقة , بل اصبحوا الغام خطيرة للعراق والعراقيين ,
وهم بهذه الفنطازية السريالية , وجودهم حجرة عثرة نحو الامن والامان والاستقرار والتطور .
وقد جلبوا الخراب والدمار في مواقفهم السياسية , وفي تأدية واجبهم المسؤول ,
واصبحوا جزء من المعضلة السياسية , وجزء من الخراب العراقي بامتياز ,
فقد جعلوا اغلب مشاريع القوانين معطلة ومؤجلة ,
بحجة القراءة والمناقشة التي لاتنتهي , ورغم مرور اكثر من عقد كامل من السنين ,
مازالت مشروعات القوانين الاساسية في بناء الدولة وتنظيمها بالشكل الصحيح ,
متعثرة ولم تقر وتنجز خلال هذه الفترة الطويلة ,
هذا يدل على ان الكتل السياسية في البرلمان والحكومات المتعاقبة .
ليس لها النية الحقيقية لتشريع واقرار القوانين , التي هي من صلب تنظيم الدولة بالشكل العادل والمحق ,
ليس لها الرغبة الصادقة , في معالجة المشاكل والازمات .
من خلال اقرار القوانين التي تساعد على الانفراج والحلحلة , والتوجه الجاد نحو المسار الديموقراطي ,
لا تمتلك ضمير المسؤولية تجاه الوطن والمواطن ، او انها ليس معنية بتاتاً , بايجاد المعالجة والحلول ,
او ان الفساد المالي الذي ينخر في جسد العراق , يشل تحركاتها او يخنق مواقفها ليجعلها كسيحة ومشلولة ,
تجاه اقرار القوانين ذات النفع العام والمصلحة العامة للعراق والعراقيين ,
او هي غير جادة في واجبها الوطني لمصلحة العراق , او ان حياتهم السياسية والمناصب التي حصلوا عليها ,
اصبحت كأنهم في حلبة المسابقات منْ يفوز باوسمة الفساد المالي والشيطنة الساسية ,
من يصبح الفارس الاول المقدام في الفساد المالي , لهذا يسير العراق من الفشل الى الفشل اكثر فداحة ومصيبة .
لذلك لم ينجز خلال اكثر من عقد من الزمان , اقرار قانون النفط والغاز ,
او اقرار قانون توزيع الثروة المالية من موارد النفط بشكل عادل , او قرار قانون تنظيم الاحزاب ,
او اقرار قانون الاحصاء السكاني , او اقرار قانون براءة الذمة , بما يعرف .
من اين لك هذا ؟؟؟؟ . او اقرار قانون الاعلام الحر , وغيرها من عشرات المشروعات القانونية المعطلة والمؤجلة .
كأنهم عشقوا الخلاف والخصام والعراك والتنابز والتنافس ,
حين جعلوا العراق طابو وبقرة حلوب لهم دون غيرهم